إطلاق المجلس العربي للسكان والتنمية
إطلاق المجلس العربي للسكان والتنمية
—————-
أطلق المجلس الأعلى للسكان وجامعة الدول العربية في عمان يوم الاثنين ٢٩ اكتوبر ٢٠١٩ برعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال سفيرة النوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، المجلس العربي للسكان والتنمية.
وجاء إنشاء المجلس العربي استجابة للمقترح الاردني خلال الاجتماع الثامن عشر لرؤساء المجالس واللجان الوطنية للسكان في الوطن العربي الذي عقد في الأردن عام 2017، وتم اعتماد نظامه الاساسي بموجب قرار المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته العادية التي عقدت مؤخراً، وقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي الصادر عن دورته الماضية.
ويهدف المجلس، الذي اطلق بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى توحيد الجهود العربية في دعم ومساندة القضايا السكانية والتنموية، وتقديم الدعم الفني للدول الاعضاء لمواكبة المستجدات الدولية و الاقليمية، ومساعدة المجالس واللجان الوطنية للسكان في وضع استراتيجيات وطنية للسكان وبما يتناسب مع احتياجاتها الوطنية، وربط البعد السكاني بمحاور وآليات التنمية المستدامة.
واكدت سموها في حفل الأطلاق، أن المجلس سيسهم في لعب دور حيوي في اقتراح الحلول وتقديم التوصيات للتحديات التنموية الرئيسة التي تواجه المنطقة العربية، في ظل الاحتياجات المتزايدة لابنائها والمتمثلة في خلق فرص العمل للشباب وتعزيز منظومة حقوق الإنسان وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وقالت “بصفتي سفيرة النوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أرحب بالتعاون الدائم مع جامعة الدول العربية والمجلس العربي للسكان والتنمية للنهوض بالدور المحوري الذي يمكن للعالم العربي أن يلعبه اليوم في مواجهة التحديات الإقليمية التي فرضت عليه نتيجة الصراعات والنزاعات المسلحة وعدم الإستقرار وتأثيرها المدمر على فئات مختلفة من السكان”.
وأشارت سموها إلى تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي أكد أن المنطقة العربية شهدت خلال العقود الأخيرة، ونتيجة للحروب والاضطرابات، اسرع زيادة في النزوح القسري، تفاقمت معها الأخطار والتهديدات التي تعرضت لها النساء والفتيات.
واكدت ان أي توسع بالعمل على القضايا السكانية، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الجهود التنموية المبذولة من قبل الفئات المختلفة على المستوى المحلي، مشيرة للالتزام الاردن للعمل مع الدول العربية لإنجاح المجلس وتحقيق أهدافه.
كما اعربت سموها عن شكرها لجامعة الدول العربية لدعم إنشاء هذا المجلس ، للعمل مع الحكومات و منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشركاء الدوليين ووكالات الأمم المتحدة والبرلمانيين في جميع أنحاء الوطن العربي لإنجاحه و ترجمة احتياجات منطقتنا وتحويلها إلى واقع ملموس.
وفي كلمة الاردن، أكدت امين عام المجلس الأعلى للسكان، مندوبة رئيس المجلس الأعلى للسكان وزير التخطيط والتعاون الدولي ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية، على اهمية إنشاء المجلس العربي للسكان والتنمية في ظل الظروف الحالية الصعبة والتحديات التي تواجهها المنطقة، و اصبحت تعيق تحقيق التنمية المستدامة و تنفيذ اجندة اهداف التنمية المستدامة 2030 و رصدها والاستفادة منها.
وأشارت الدكتورة عماوي إلى استمرار تأثير الأزمات الإقليمية على مسيرة المنطقة العربية نحو التنمية، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب، وانخفاض جودة مخرجات التعليم وعدم ملائمتها لاحتياجات سوق العمل، وقصور التركيز على الحقوق الإنجابية وتبني المنظور الحقوقي في إتاحة وتوفير معلومات وخدمات الصحة الإنجابية خاصة للمراهقين، و كذلك التفاوت التنموي بين المناطق، والنقص في البيانات والمعلومات الشاملة المتعلقة بكل أوجه وقضايا السكان والتنمية.
وقالت إن المجلس العربي سيعمل كمنصة والية فاعلة لتبادل الخبرات والتعلم التشاركي، وتبني على القضايا والتحديات المشتركة بين المجتمعات العربية وفق رؤية تركز على قضايا السكان والتنمية من خلال إدماج القضايا والديناميكيات السكانية كعامل فاعل في سياسات واستراتيجيات التنمية على المستويات الوطنية و الاقليمية والدولية.
بدوره أكد المدير الاقليمي لصندوق الامم المتحدة للسكان الدكتور لؤي شبانة، أن المجلس يشكل انطلاقة مهمة لتعزيز الاجندة الاجتماعية ووضع الانسان العربي في مركز التنمية، ويعكس اهتمام والتزام دول المنطقة العربية بالعمل المشترك في قضايا السكان والتنمية والنهوض ، و مساعدة الدول في اعداد ومراجعة البرامج و السياسات السكانية على المستوى الوطني ومتابعتها.
واكد التزام صندوق الأمم المتحدة بالسكان بدعم المنطقة العربية على مستوى الدول لاستكمال التشريعات والقوانين وتعزيز البرامج التي تساعد في القضاء على كل أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي، وحماية الفئات المستضعفة وتمكينها، مبينا أن الصندوق سيعمل مع المجلس العربي و الشركاء الاقليميين، على دعم قضايا السكان والتنمية و مساعدتها على الاستثمار بالشباب و وبخاصة الفتيات وتوفير فرص التعليم والعمل الملائمة واللائقة لهم، ومساعدتها في رعاية المسنين وحمايتهم.
و قالت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، في كلمة الجامعة، ان إنشاء المجلس العربي للسكان والتنمية جاء في اطار اهتمام الجامعة بجوهرية قضايا السكان، ودفع عملية التنمية المستدامة في الدول العربية .
و قالت إن انشاء المجلس، تحت مظلة المجلس الاقتصادي والاجتماعي في جامعة الدول العربية، تم في اطار الجهود والعمل الدؤوب الذي قامت به المجالس واللجان الوطنية المعنية في الدول العربية خلال السنوات ال25 الماضية، تحقيقا لاهداف برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان 1994 و إعلان القاهرة للسكان والتنمية 2013، الامر الذي يؤكد على محورية قضايا السكان التي تهدف الى تحقيق اهداف اجندة 2030.
و جاء إطلاق المجلس العربي للسكان و التنمية ، على هامش اجتماع الدورة العادية الأولى للمجلس العربي للسكان والتنمية الذي انطلقت أعماله اليوم في عمان، بمشاركة رؤساء وأعضاء المجالس واللجان الوطنية العربية للسكان.
ويهدف الاجتماع إلى مناقشة الرؤية المبدئية لعمل المجلس العربي واستعراض ومناقشة الالتزامات العالمية في مجال السكان والتنمية استعدادا للمؤتمر الدولي للسكان و التنمية”25 ICPD الإسراع بالوعد”/ قمة نيروبي التي ستعقد الشهر المقبل، والتعريف بالقمة من حيث الهدف والمحتوى وآليات العمل ومستويات التمثيل للوفود الوطنية والتنسيق بين دول المنطقة.
وتبحث الدورة العادية الأولى للمجلس العربي في ربط الاولويات العربية بالاطار العالمي من خلال اتساقها مع الاجندات والمحافل الدولية، وتنسيق المواقف العربية للدورة 53 للجنة السكان والتنمية المقرر إنعقادها في شهر ابريل عـــام 2020 ومحورها “السكان والأمن الغذائي والتغذية والتنمية المستدامة”.
ويعد المجلس العربي للسكان والتنمية أحد اهم اسهامات المنطقة العربية فيما يتعلق بالقضايا السكانية، حيث كان موضوع دعمه من أبرز الرسائل المنبثقة عن “المؤتمر الإقليمي حول السكان والتنمية: خمس سنوات على إعلان القاهرة لعام 2013” والذي عقد في بيروت العام الماضي، حيث صدر عن المؤتمر مجموعة من الرسائل في هذا المجال تم رفعها إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى في شهر تموز 2019، بعد أن تم عرضها على لجنة السكان والتنمية في دورتها ال 52 التي عقدت بشهر نيسان 2019