استضافتها مكتبة كلباء العامة :-
جلسة حوارية عن شهر رمضان ومقارنته بأيام الصيام زمان
رمضان شهر كريم ، أعز الله شأنه من بين شهور العام ، وهو الشهر الذي أفرده الله بالشرف العظيم حين ذكره بإسمه دون شهور العام في كتابه الكريم وجعل مبدأ الإسلام ونزول القرآن .
يأتينا شهر رمضان كل عام ليدخل علينا البهجة والفرحة ، ونعيش أيامه ولياليه لنحاول أن نعوض ما فاتنا من زحمة الحياة التي تأخدنا ماديتها ، فخذها فرصة لا تعوض في التقرب إلى الله عسى أن يغفرلنا ويرحمنا ، و رمضان في حياة كل واحد منا له خصوصية ، وله مباهجه وله ذكرياته الحلوة التي تبقى في الذاكرة ولا تكاد تفارقها .
المقارنة بين رمضان اليوم و رمضان أيام زمان كان محور الحديث الذي دار في الجلسة التي نظمتها مكتبة كلباء العامة التابعة لهيئة الشارقة للكتاب إدارة المكتبات ، بمناسبة شهر رمضان الكريم بحضور عدد من المسؤولات من المكتبة والهيئة بالمنطقة الشرقية والأمهات ، وعدد من طالبات مدرسة السدرة للتعليم الأساسي حلقة ( ح ) ، وافتتحت الجلسة عائشة الكعبي مديرة مكتبة كلباء بكلمة عن شهر الصيام وكيفية استثمار الوقت في العبادة والعمل وممارسات الحياة اليومية بهذا الشهر الفضيل .
ومن جانبها ذكرت الأستاذة الإعلامية حليمة الملا مسؤول المركز الإعلامي في المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى للأسرة لشؤون الأسرة بالشارقة مستعرضة فضائل الشهر الكريم ، ومضاعفة الأجر فيه ، وفضل أيامه ولياليه سائلين الله أن يعينهم على صيامه وقيامه ، وإبراز دور التكافل الاجتماعي بصورته الكبيرة خلال أيام الصوم المبارك ، حيث تقوم الجمعيات الخيرية بدورها في مساعدة المحتاجين والمتعففين ، وكذلك الأفراد كل يسارع بعمل الخير والصدقات والزكوات .
ونجد حلقات حفظ القرأن تكثر في المساجد ، حيث يقوم حفظة كتاب الله العزيز بإعادة ختمه على شكل حلقات .
يميز شهر رمضان قديماً عن غيره من الشهور ، هو اجتماع العائلة يومياً على مائدة الإفطار والسحور فلا يتخلف أحد من أفراد العائلة أبداً صغاراً وكباراً ، وقبيل الإفطار تشتغل ربة المنزل في إعداد وجبة الفطور في المطبخ بنفسها قبل معرفة الناس للخادمات ، ويكون حولها الأبناء الصغار الذين يتابعون بشوق مايتم إعداده من طبخات لذيذة .
وأضافت الملا .. تنتشر في الإمارات موائد الإفطار الجماعي في الفريج الواحد ، بعد أن يتفق أهله على نوعية الطعام الذي يتضمن الهريس والثريد والحلويات مثل اللقيمات والساقو والكاستر وخنفروش والفرني ، بالإضافة إلى التمر والجامي واللبن الذي يبدأ به الصائم الإفطار به ، ثم يعودون بعد صلاة المغرب لتناول العيش ( الأرز ) واللحم وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد ، تقام المجالس الخاصة التي يحضرها الأقارب والأصدقاء ويتبادلون خلال أماسيهم الجميلة القصص والأحاديث والسير ، وكذلك يتناولون بعض ” الفوالة ” ووقت السحور أيضاً يفضلون العيش مع اللحم وإذا كان السمك يفضلونه ” مقلي ” مع السلطة .
وكذلك شاركت في الجلسة الحوارية أمل عيسى من هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الشرقية مشيرة أن ما يميز شهر رمضان عن غيره من الشهور بروحانيته التي تبعث في النفس الطمأنينة والخشوع والعمل المتواصل من أجل قضاء الوقت في استثمار أيامه ولياليه من التقرب إلى الله تعالى والتزود فيه بالأعمال الحسنة والطاعات والمحافطة على الصلاة وقراءة القرآن الكريم ، وصلة الرحم ، وكان جيل الأمس يعيش هذا الشهر بروحانية كبيرة في ظل انعدام وسائل الترفيه ، وخصوصاً ما أفرزته الحضارة من تقنيات متعددة ، وأجهزة ألعاب متطورة .
قالت أم محمد .. تشهد ليالي رمضان في الإمارات ازدهار المجالس ، حيث تتضاعف الزيارات بين الأصدقاء والأهل ، فيجلس كبير الأسرة في صدر المجلس ، ويتقبل السلام من الضيوف الذين يتوافدون عقب صلاة التراويح ،ولا يحلو الكلام ولا يبدأ إلا بذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول أحدهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فيردد الحاضرون الشهادتين بصوت جماعي ، كما يزيد المساجد عمارها من عباد الله ، وتقام حلقات الدروس ويجتهد الجميع في العبادة .
واتفق الحاضرات لهذه الجلسة ، أن شهر رمضان فرصة ثمينة لمن يريد اغتنام هذا الشهر المبارك الذي لايتكرر إلا في السنة مرة واحدة ، ولا يضمن فيه أحد نفسه أنه ستتاح له الفرصة في العام القادم ، إذ قد ينتقل إلى الدار الآخرة قبل ذلك .
وشهر رمضان المبارك يجب أن يحي بالأعمال الصالحة ، واجتناب كل ما يسيء إلى مكانته وفضله مما يخدش في مفهوم الصيام الكامل ، وهو اجتناب كل المفطرات المادية والمعنوية والسلوكية .
وناقش الأمهات بعض العادات والسلوكيات الحسنة التي يجب أن تنمى وتقوى ، كما انتقدن في المقابل بعض العادات والسلوكيات الخاطئج التي ينبغي التخلص منها ، وإحلال السلوكيات الحسنة مكانها ، لخلق جو إيماني وروحي يساعد على تنمية التدين في المجتمع .