خطفاه وأشبعاه ضرباً وركلاً.. والسبب امرأة
خطفاه وأشبعاه ضرباً وركلاً.. والسبب امرأة
كانت عقارب الساعة تلامس الرابعة فجراً، السكون يعمّ المنطقة، دراجة نارية تتوقف الى جانب الطريق يستفسر سائقها عن عنوان محطة محروقات. “ح.ق” الموجود في محلة الروشة يحاول إرشاد السائق الى الطريق المؤدي إليها فيُصرّ عليه السائق أن يُرافقه على أن يُعيده الى حيث يشاء. دقائق قليلة حتى أصبح “فاعل الخير” مكبّلاً في صندوق سيارة، فيها اقتيد الى بؤرة مهجورة حيث أُشبع ضرباً وركلاً لينتهي به الأمر مرميّاً على قارعة الطريق في عرمون يرجو العناية الإلهية لإنقاذه.
ما الذي حصل في ذاك الفجر وهل صحيح أنّ إحدى السيدات هي من حرّضت على خطف المدعي بعدما عجزت عن دهسه في السيارة؟
تفاصيل القضيّة أوردها “ح.ق” في شكواه المباشرة، فعرض أنّه بينما كان مارّاً الساعة الرابعة صباحاً في شارع قريب من محلّة الروشة، توقّف أمامه شخص يقود دراجة ناريّة وسأله عن محطّة محروقات قريبة، ثمّ تمنّى عليه أن يصعد خلفه على الدراجة الناريّة لأنّه غريب عن المنطقة، فوافق على ذلك وركب وراءه حتى وصوله الى محلّة البطريركيّة في منطقة زقاق البلاط.
ما إن وصل السائق الى أمام بورة مهجورة حتى أوقف الدراجة، وشاهد هناك المدعو “م.م” المعروف منه شخصيّاً بلقب “أبو آدم” الذي كان يقف أمام سيّارته وهي من نوع “أودي” لون جردوني، قام بالترجّل منها وتكبيله مشاركاً في ذلك مع الشخص المجهول (السائق) فانهال عليه كلّ منهما بالضرب والركل ثمّ وضعاه في صندوق السيارة وتوجّها به الى منطقة خلدة ومنها الى عرمون وهناك أنزلاه من السيارة وهو مكبّل اليدين وأوسعاه ضرباً حتى أصيب بجرح بواسطة آلة حادّة ثمّ قام “أبو آدم” بتهديده بسلاح حربي من نوع كلاشنكوف مطلقاً باتجاهه عدّة عيارات ناريّة إرهاباً وقام الإثنان بالتقاط الصور له وهو في هذا الوضع، وإرسال الشريط الى المدعى عليها “ل.ق” صديقة “م.م” بواسطة الهاتف الخلوي تشفّيا وانتقاما، ثمّ أعاداه الى صندوق السيارة وأنزلاه بعد قليل في المنطقة عينها وتركاه في الطريق العام حيث شاهده أحد المارة الذي أصعده معه وأوصله الى محلّة سليم سلام.
أوضح المدعي في شكواه أنّه سبق عملية الخطف تلاسن مع “ل.ق” بعدما كانت حاولت دهسه بالسيارة، وقد أعلمت الأخيرة جارها في السكن “م.م” وقامت بتحريضه للإنتقام.
باستجواب المدعى عليه “أبو آدم”، قبل أن يعود ويتوارى عن الأنظار، اعترف بما نُسب إليه وعزا الأمر الى وجود خلافات سابقة، مشيراً الى أنّ الشخص الذي كان على الدراجة هو “ج.ج”، نافيا أن يكون قد خطف المدعي أو قام بما قام به تجاهه بتحريض من “ل.ق”، معترفاً بأنّه أرسل لها شريط الفيديو المصوّر لأنه كان على علم بالخلاف الناشب بينهما وهو تدخّل للصلح.
أما المدعى عليها “ل.ق” فأنكرت علاقتها بالموضوع معترفة بمشاهدتها الفيلم المصوّر، مؤكدة أن الخلاف كان بين المدعي “ح.ق” وجارها “م.م” فيما أكّد الأخير أنّ الخلاف كان بين المدعي والمدعى عليها.
قاضي التحقيق في بيروت ظنّ بـ “م.م” بجرم الخطف والضرب والتهديد بالسلاح، وبـ “ل.ق” بجرم التحريض وأمر بتسطير مذكرة بحث وتحرّ لمعرفة هوية المدعو “ج.ج” طالباً إحالة الجميع للمحاكمة أمام محكمة الجنايات.