كتبت ايمان غصين تحية لدرع الوطن وعماده المغوار في عيده 74
قوة الوطن، وحصنه المنيع، حامي الأرض والعرض، حامل لواء الشرف والتضحية، ومن غيره جيشنا اللبناني العظيم، القادر دائماً على صون كرامة لبنان، وشعبه، وإيصالهم إلى برّ الأمن والأمان.
في هذا اليوم المصادف للأول من آب نحتفل جميعنا وفي كلّ بقعة من بقاع وطننا الغالي بالذكرى ٧٤ لعيد الجيش اللبناني، المؤمن بقضية وطنه، المدرك للأخطار المحيطة بها من كل حدبٍ وصوب، المدافع عن كل شبر من أرضه بغية حفظها من أي اعتداءٍ أو تدخل.
في عيدك يتعثر القلم، وتخجل العبارات، لعجزها عن التعبير، وعدم قدرتها على إيفاء حق جنودك الأبطال، فكلّ فرد منك ضحّى بنفسه، بوقته، بحقوق عائلته الصغيرة في سبيل صون عائلات لبنان، ومنحهم الشعور بالاستقرار، في عيدك نقول لك دُمت ذخراً لبلدٍ تألّم فكنت له الدواء والأمل، في وقتٍ خابت فيه الظنون بالكثيرين، وكثرت التكهنات.
إذا تساءلنا هل يوجد أحنّ من حضن الأمّ؟ الجواب لا…سنشبه جيشنا البطل بالأمّ التي تجمع أطفالها تحت سقف بيتها بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وأطيافهم، وتنثر بينهم بذور المحبة بهدف تبديد خلافاتهم والخروج منها بأقل قدر من الخسائر.
دور الجيش الفاعل ورسالته الهادفة، لم تكن لتصل مبتغاها لولا حكمة قائد فذّ، حمل شعار الجيش “شرف، تضحية، وفاء”، وكان خير منفذٍ له، بالفعل قبل الكلمة، العماد جوزيف عون، القائد المؤتمن، الذي صان الأمانة منذ تسلمه قيادة الجيش في عام ٢٠١٧.
العماد عون مدرك لقدرات جيشه، ودوره بالمرحلة الراهنة، آمن بتأثير الكلمة، وقدرتها على إحداث التغيير في صفوفه، ودفعه نحو الإنجاز، وبالفعل استطاع بث روح معنوية عالية في نفوس كل فرد من أفراد المؤسسة العسكرية، معتبراً أنّ استهداف معنوياتهم جريمة بحقهم وحق الوطن، وقال عبارته المشهورة “الجيش هو العمود الفقري للبنان، ولا نغالي إذا قلنا أنّه ضمانة أمنه واستقراره”.
العماد عون بعباراته المحفزة، وثناءاته المتكررة لأبناء مؤسسته، والتي ألقاءها على مسامع الجميع وبمختلف المنابر، مكنته من زيادة تماسكهم وإصرارهم على الالتزام والتقيد بالقوانين والأنظمة المعمول بها، من خلال تأكيده الدائم على تطبيقها في كل ّ لقاء جمعه بهم.
جلّ ما يقال عن العماد عون أنّه رجل وطني، والاختيار الصائب في الزمن الصعب، صاحب الكلمة الحاسمة، التي تأبى التردد، فهو خير مثال للإخلاص في تأدية الواجب، والعمل بكلّ أمانة، حمل هموم الوطن والمواطن، أشرف بشخصه الكريم على العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية،وعزز دور المرأة في السلك العسكري، عمل جاهداً على إيجاد الحلول، وأصاب هدفه، وكسب محبة شعبه وجيشه، فهو يتابع دائماً احتياجاتهم، ويدافع عن حقوق مؤسسته العسكرية، ولا يفرط بها مهما كانت الأسباب.
وعندما يشاهد أي عسكري أنّ قائده يعمل بكل هذا التفاني، يخجل من نفسه في حال التقصير، ويعمل على تدارك أخطائه في حال وجودها، فكيف يفعل ذلك والعماد عون المثال والقدوة يؤديها على أكمل وجه.
العماد عون كان واضحاً بمواقفه شتى، ولم يتردد للحظة في الانتقاد البناء لأي قرار يرمي إلى تقييد مهام جيشه، وعرقلته عن أداء مهامه الوطنية، واتخاذ الإجراء بحق كل شخص يسيء إلى سمعة المؤسسة العسكرية، فالجيش يحمل كرامتها، وهو سفيرها وشرفها بين الشعب على حدّ تعبيره.
بذكاء القائد عون وحسن تدبيره للأمور، وجه بوصلة جيشه باتجاه القضاء على كل ما يعيق تطور لبنان، ويهدد أمنه واستقراره، سواء من الداخل، أو حتى الخارج المتمثل بالعدو الصهيوني بالدرجة الأولى.
الكلام يكثر والحديث يطول، ويبقى الفعل هو الشاهد والدليل على حقيقة أنّ الجيش كان وسيبقى سياج الوطن، تحية إكبار وإجلال، مليئة بالمحبة والثناء لجيشنا الباسل في عيده، وعلى رأسه القائد جوزيف عون، والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار ، وكل عام ولبنان وجيشه وشعبه وقائده بألف خير.