ورشة عمل في المطار حول التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة
اشرفت وزارة الداخلية والبلديات بالتعاون مع وزارات الاشغال العامة والنقل والسياحة والشؤون الاجتماعية، على ورشة العمل التي نظمها مدير مركز تدريب تعزيز امن المطار CERSA حول التسهيلات الواجب توفرها للمسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة، في حضور ممثلين عن الوزارات المعنية.
وتمثلت وزارة الداخلية بكريم مجدلاني، والمهندس يوسف طنوس عن وزارة الاشغال العامة والنقل، ووفد من وزارة الدفاع الوطني تمثل بالعميد حسن عبدالله قائد لواء الدعم، الرائد المهندس شربل ابي نجم من قيادة الجيش، قائد سرية قوى الامن الداخلي في المطار العقيد علي طه، ووفد من وزارة الشؤون الاجتماعية ضم: سلوى الزعتري، اسماعيل الزين، ماري الحاج، حورج كستانتوس، هيام فاخوري، مدير عام الطيران المدني المهندس محمد شهاب الدين، رشا ابو عليوي من وزارة السياحة، محمد عيسى وسعدالله الخوري عن شركة “طيران الشرق الاوسط”، والعميد المتقاعد نبهان بو حيدر، نقيب اصحاب شركات السفر جان عبود، اضافة الى اركان الجيش للتجهيز، ممثلين عن الاجهزة الامنية والادارية العاملة في المطار وناشطين من ذوي الاحتياجات الخاصة ضم السادة: امال الشريف وفادي صايغ من الاتحاد اللبناني للاشخاص المعوقين حركيا LUPD وجمعية حقوق الركاب RIGTS RIDENS.
نادر
افتتحت الورشة بالنشيد الوطني اللبناني، ثم تحدث مدير مركز CERSA العميد القيم جورج نادر عن اهداف الورشة لناحية تبادل الاراء ووجهات النظر بين المشاركين حول الخدمات التي يمكن تقديمها لتسهيل سفر الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ووضع خطة عمل لتنفيذ متطلبات تسهيل سفرهم، والتي سيناقشها المشاركون، وطرح الصعوبات وكيفية تذليلها، اضافة الى وضع تعليمات خطية متفق عليها تكون مرجعا للعناصر الامنية عند قيامهم بواجباتهم تجاه الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة مراحل السفر”. لافتا الى ان “الامور اصبحت افضل بكثير في المطار وكل الانتقادات تؤخذ بعين الاعتبار”.
وناقش المشاركون كل الامور او الصعوبات اللوجستية او الادارية التي تعيق سفر ذوي الاحتياجات الخاصة بدءا من التحضير وحجز تذاكر السفر، الى الوصول للمطار وصولا الى التفتيش الامني الخاص بالاشخاص على الكراسي المتحركة”.
طنوس
وكانت كلمة لممثل وزير النقل المهندس يوسف طنوس قال فيها: “يسعدني ويشرفني ان امثل معالي وزير الاشغال والنقل الاستاذ يوسف فنيانوس في ورشة العمل الانسانية هذه حول التسهيلات الواجب توفيرها للمسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة، بإشراف وزارة الداخلية والبلديات وبالتعاون مع وزارة الدفاع الوطني ووزارة الاشغال العامة والنقل ووزارة السياحة ووزارة الشؤون الاجتماعية، من اجل اعداد خطة لحقوق المسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة وتأمين مستلزمات سفرهم بمفردهم او بمرافقة مساعدين على قدم المساواة مع اي مسافر اخر. وذلك طبقا لاهداف ومبادىء ميثاق الامم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الانسان. فإن حق الاشخاص الذين يعانون اي شكل من اشكال العجز لا يقتصر على ممارسة تلك الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فحسب، بل هو يشمل ايضا حقهم في ممارسة تلك الحقوق على قدم المساواة مع الاخرين، كما تلتزم بداية الدستور اللبناني بأحكام هذه الشرع العالمية صراحة، لا سيما الفقرة “ج” بوضوح على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز او تفضيل”.
اضاف: “يكتسب سفر ذوي الاحتياجات الخاصة عبر المطار خصوصية تميزه عن سفر غيره وذلك بسبب طبيعة الاعاقة وما تفرضه من عقبات في الحركة او التواصل او استعمال مرافق وخدمات المطار المختلفة والحاجة الى تسهيلات وخدمات خاصة تمكنه من السفر براحة وامان، ففئات ذوي الاحتياجات الخاصة يختلفون حسب نوع ومقدار الخدمات التي يحتاجونها في المطار، فهناك فئات تحتاج الى خدمات كثيرة ومرافقين مدربين على مصاحبتهم، هناك فئة تحتاج الى حد ادنى من الخدمات والتسهيلات حتى تتمكن من السفر بإستقلالية دون الاعتماد على الغير. وهناك نظام متبع في عدد من المطارات يتم بموجبه تقسيمهم الى اربع فئات وذلك بناء على نوع المساعدة والخدمات التي يحتاجونها، وتستخدم في سبيل ذلك رموز خاصة توضح الفئة التي ينتمي اليها”.
وتابع: “الفئة الاولى: وهي فئة الذين يحتاجون الى مرافقة خاصة مثل وجود ممرضة او طبيب مرافق وتجهيزات STRETCHER معينة مثل انبوبة الاوكسجين والنقالة الخاصة بالمرضى. وقد يحتاج البعض من هذه الفئة الى مصعد خاص لرفعه الى داخل الطائرة، اضافة الى مقعد مصمم بشكل خاص في الطائرة، وغالبا ما يكون هو الغرض من سفر هذه الفئة من الافراد. الفئة الثانية: وهي فئة الذين يحتاجون الى مرافق في المطار ابنداء من لحظة الدخول الى المطار ولا يمكنهم السفر بمفردهم او الاعتماد على التسهيلات في المطار، وهنا يدرج فئات الاعاقة الذهنية والحركة والذين لا تسمح لهم قدراتهم العقلية بفهم اجراءات السفر. وقد يدرج ضمن هذه الفئة الاشخاص كفيفو البصر من الذين ينقصهم التدريب على السفر واستعمال مرافق المطار. ويدرج ضمن هذه الفئة الذين يعانون من عجز حركي في الاطراف الاربعة”.
واردف: “الفئة الثالثة: وهم الذين يمكنهم السفر بمفردهم دون الحاجة الى وجود مرافق لهم الا انهم بحاجة الى تسهيلات خاصة في المطار يعتمدون عليها في اتمام اجراءات السفر ومن ضمن هذه الفئة يدرج العاجزون حركيا من الذين يستخدمون الكراسي المتحركة والاجهزة المساعدة على التحرك “واكر”. الفئة الرابعة: وهم الفئة الذين يحتاجون الى مقدار بسيط من الخدمات والتسهيلات الخاصة كي يتمكنوا من السفر دون صعوبة”.
وختم: “بالرغم من تسجيل بعض الخطوات العملانية الايجابية في هذا السياق عند اجراء افتتاح غرفة حسية مخصصة للاطفال الذين يعانون من التوحد في قاعة المغادرة في مطار رفيق الحريري الدولي، بهدف تسهيل سفر الاطفال المعنيين من خلال ايجاد مكان حاضن ومريح لهم، فقد لا تزال حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة منقوصة ومن الملح وضع جردة بالتعديلات المطلوبة في المطار والاتسام بروحية التعاطي الحضاري مع ذوي الاحتياجات الخاصة، على اعتبار انهم مواطنون كاملو الحقوق، لا بل اولى بالحقوق”.
مداخلات
وكانت مداخلة لمسؤول التفتيشات في قوى الامن الداخلي في المطار الرائد علي حاموش اشار الى “ضرورة واهمية وجود ثقافة التعاون مع ذوي الاحتيجات الخاصة والتعاطي بلباقة واحترام معهم”، لافتا الى “ضرورة تعميم ثقافة الحس الانساني”، مشيرا الى ان “نقاط التفتيشات في المطار ستضم أجهزة وتقنيات جديدة.
وأشار الى أن “تفتيش المسافر هو أمر الزامي وضروري على كل الناس”، لافتا الى “أننا نلجأ أحيانا الى وسائل تفتيش بديلة حتى لا يتم جرح شعور أي مواطن”.
وجرى خلال الورشة محاكاة عن كيفية تفتيش أحد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
الصايغ
ثم كانت مداخلة لفادي الصايغ من الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين عرض فيها لبعض الأمور “المفروض اتخاذها في المطار لتسهيل سفر ذوي الاحتياجات الخاصة من بينها البحث في إمكانية توفير موقف مخصص لهم، وإيجاد ممر مخصص واسع لمرور الكرسي المتحرك، وضرورة ملاءمة كونتوارات الأمن العام والجمارك مع الأشخاص الذين يستخدمون الكرسي المتحرك وضرورة استخدام كراس جديدة بعضها قابلة للتعديل من قبل شركات الطيران، وإزالة العوائق أمام جهاز “تشيك ان” و “إي. تي. ام” وإجراء بعض التعديلات والتحسينات في المراحيض”.
مجدلاني
وكانت مداخلة لممثل وزارة الداخلية كريم مجدلاني رأى فيها أن “اللجنة التي ستنبثق عن ورشة العمل يجب أن تعمل على توصيتين أساسيتين الأولى تتوجه الى الاستشاري وبالتالي فإن “دار الهندسة” تقوم بتنفيذ ما هو مطلوب، ومن المفيد أيضا إرسال لائحة بالأمور المطلوبة منها الالتزام بالمعايير الدولية وإلقاء الضوء على عدم وجود ممرات للوصول ويوجد بعض العوائق”، لافتا الى “ضرورة التنسيق مع “دار الهندسة” بالنسبة الى التصاميم والأشغال”.
وشدد على “أهمية إيجاد مدونة سلوك لكل الأمور التي تم التطرق اليها في ورشة العمل الخاصة اليوم”، لافتا الى أنه “في حال وجود مشروع جدي يلاقي دعم الوزارات والمؤسسات الموجودة اليوم فإني أؤكد بأن المجتمع الدولي سيكون على استعداد للتمويل عندما يرى جدية واضحة”.
الشريف
من جهتها، أشارت آمال الشريف من ذوي الاحتياجات الخاصة الى “ضرورة إيجاد مكان النزول أو الانتقال من السيارةالى المطار عند الوصول وتحسين الحمامات والبنى التحتية الخدماتية للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
عيسى
واعتبر محمد عيسى من شركة طيران الشرق الأوسط أن “إدارة الشركة تأخذ دائما حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة بعين الاعتبار وهي في عملية تطوير مستمرة للخدمات التي تمكن تقديمها في هذا المجال”، مشيرا الى أن “الادارة اتخذت قرارا بتخفيض سعر المرافق لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة الى 50 بالمئة انطلاقا من رؤيتها الواضحة والانسانية اتجاه هذا الموضوع”.
وأضاف: “الميدل ايست” ترصد ما يفوق المليون دولار للتعاطي مع هذا الموضوع ولمحاولة تطويره بشكل مستمر”، لافتا الى أن “الشركة أمنت خدمات الى 83 ألف حالة وفي شركة “لات” آمنوا خدمات لـ (12900) حالة وهذا عدد ضخم لا يستهان به وتكاد لا تذكر الشكاوى التي قدمت بهذا الشأن أقل بكثير من 1 بالالف”.
وأشار عيسى الى أنه “إذا كان عدد المسافرين عام 2018 تسعة ملايين راكب ولدينا 95 ألفا من ذوي الاحتياجات الخاصة فنحن أمام أكثر من 1 بالمئة من ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا رقم كبير في أي مجتمع كان”، وتمنى أن “تكون الاستفادة من الخدمات المتاحة محصورة فقط بالأشخاص الذين هم بحاجة لها حتى لا نأخذ من طريق غيرنا”.
عبدالله
وفي كلمة لقائد لواء الدعم في الجيش اللبناني العميد حسن عبد الله قال: “نحن بحاجة فقط الى التسهيلات لكي نصل بسهولة”.
وكانت مداخلات لممثلي الوزارات والمؤسسات المعنية تم خلالها طرح العديد من الأمور الواجب اتخاذها لتهسيل عملية سفر ذوي الاحتياجات الخاصة”.