بين الحشود الغاضبة في شوارع لبنان، ظهر “الجوكر” متجولا بين المتظاهرين عندما لجأ عددا من الشباب والفتيات لرسم القناع الشهير على وجههم، في دلالة على “التمرد” لكن بشكل سلمي، على عكس الفيلم الشهير الذي تصدر شباك التذاكر في أنحاء العالم.
ويواصل اللبنانيون التظاهر في مختلف أنحاء البلاد، احتجاجا على تراجع الوضع الاقتصادي وتردي البنيات التحتية، إضافة إلى تفشي الفساد.
وطبعت الاحتجاجات بعض اللقطات الرمزية في الوقت نفسه، مثل حضور شخصية “الجوكر” بين المحتجين.
وانتشرت على المواقع الاجتماعية صور فتاة وسط المتظاهرين في العاصمة بيروت، تضع مكياج الجوكر وتحمل العلم اللبناني.
وبعدها، سار عدد من اللبنانيين على المنوال نفسه، ورسموا “قناع الجوكر” على أوجههم وساروا بشكل جماعي، وفق ما رصدت عدسات المصورين.
و”الجوكر” فيلم أميركي أثار جدلا واسعا في العالم وتصدر شباك تذاكر صالات السينما، حيث يحكي قصة ممثل كوميدي فاشل كانت حياته طبيعية قبل أن يواجه عدة مشاكل وضغوط نفسية، جعلته يقرر الخروج عن القانون ويقتحم عالم الجريمة والفوضى في مدينة جوثام.
ورغم أن “الجوكر” اختار في الفيلم اللجوء إلى العنف للتعبير عن غضبه، إلا أن “الجوكر اللبناني” اتسم بالاحتجاج السلمي الرافض لممارسة العنف.
وانتشرت صور “جوكر لبنان” بشكل كبير على تويتر. وقال أحد المعلقين “هذا ليس مشهدا من الفيلم، هذه لبنان، التي اختارت إخراج الجوكر من الخيال إلى الحقيقة”.
وذكر آخر: “شخصية الجوكر تعبر بطريقة أو بأخرى على ما تعيشه لبنان”.
ومن بين الأعمال الدرامية التي كانت حاضرة هي الأخرى في احتجاجات لبنان، سلسلة “La casa de papel” الإسبانية، التي خلقت ضجة عالمية.
وتنكر مجموعة من الشباب، يتقدمهم “البروفيسور” (الشخصية البازرة في السلسلة)، في زي العصابة، الذي هو عبارة عن بدلة حمراء وقناعا يغطي الوجه.
يشار إلى أن “لا كاسا ديل بابيل” مسلسل إسباني، يعني بالعربية “بيت الورق”، أنتجته شركة “نتفليكس” الأميركية، وحظي بأرقام مشاهدة قياسية.
وتقوم قصة المسلسل على رجل ذكي وغامض يلقب بـ”البروفيسور” اختار الانتفاضة، ثم قرر تنفيذ أكبر عملية سرقة أنجزت على الإطلاق في إسبانيا، بمساعدة أشخاص آخرين.
وانفجرت موجة احتجاجات في لبنان، الخميس، بعدما أعلنت الحكومة اللبنانية نيتها فرض رسوم على المكالمات التي تتم عبر التطبيقات في الأجهزة الذكية مثل “واتساب”.
وعلى وقع المظاهرات، أعلن وزير الاتصالات اللبناني محمد شقير، ليلة الجمعة، التراجع عن فرض هذه الرسوم بناء على طلب من رئيس الحكومة.
وبعدما كانت الاحتجاجات تطالب في بدايتها بوقف الضريبة الجديدة، أصبحت تطالب الآن بإسقاط الحكم بمن فيه الرئيس والحكومة.