اليونسكو أدرجت إمارة الشارقة ضمن شبكة المدن المبدعة
أدرجت منظمة اليونسكو، إمارة الشارقة، ضمن شبكة المدن المبدعة التي ضمت هذا العام 66 مدينة جديدة من مختلف بلدان العالم، حيث اختارت اليونسكو الإمارة عن “الحرف والفنون الشعبية” تقديرا لجهودها الطويلة والكبيرة، في إحياء التراث الإماراتي المحلي والاستثمار بصناعاته الحرفية وتجديدها بأعمال مستدامة، ترتقي بالمهن والصناعات المحلية وتفتح فرص تبادل التجارب بينها وبين مختلف الحرف والفنون النظيرة من مختلف ثقافات العالم.
وكان مجلس “إرثي” للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة “نماء للارتقاء بالمرأة”، قد قدم ملفا شاملا لمختلف الجهود التي تقودها الإمارة على مستوى الاستثمار بالصناعات والحرف الشعبية، شمل مختلف المشاريع التي قادها المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية، وسلسلة دورات التدريب والتمكين المهني والاجتماعي التي نظمها للحرفيات الإماراتيات، إلى جانب توثيق المعارض الدولية التي احتفت بتجربة المجلس وكان آخرها “معرض لندن للتصميم”.
ويعمل مجلس “إرثي” للحرف المعاصرة منذ تأسيسه في العام 2016 على حفظ الحرف والفنون الشعبية وتطويرهم، وعلى رأسها سلسلة الحرف التقليدية والصناعات التي تزاولها المرأة الإماراتية، ويشكل المجلس حاضنة للحرفيات في مختلف مدن الإمارة يقدم لهن التمكين والتطور المهني ويوفر لهن مصدر دخل مستدام، ويعرض أعمالهن في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وتمثل الشارقة المدينة العربية الوحيدة بين المدن المدرجة عن فئة “الحرف والفنون الشعبية” لعام 2019، والمدينة الأولى على المستوى الخليجي وواحدة من ستة مدن عربية أدرجت في القائمة هذا العام وشملت كلا من العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة السليمانية العراقية بصفتهما مدينتي الأدب، ومدينتي رام الله الفلسطينية والصويرة المغربية بصفتهما مدينتي الموسيقى، ومدينة المحرق بالبحرين عن فئة التصميم.
القاسمي
وللمناسبة اكد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن اختيار منظمة اليونسكو للإمارة، “يأتي نتيجة طبيعية للمنهج الذي تتبعه الإمارة في تعزيز علاقة الأجيال بتراثهم وما يحتويه من حرف ومهارات تعكس هوية الشعب وثقافته وفنونه عبر مراحل التاريخ المختلفة”، مشددا على الحرص على “أن تستمر الحرف التراثية مع كل جيل، وأن لا تضيع وتندثر”، ولافتا الى “إن حرف الشعوب ومهاراتها اليدوية في إنتاج حاجاتها وأدواتها اليومية، كانت وستظل مؤشرا على إنتاجية المجتمع ووحدته وتماسكه، لهذا عندما نقرأ عن تاريخ الشعوب نتجه لفهم حرفها وصناعاتها ومهارات أبنائها ورصد مسار تطورها وكيفية استجابتها لحاجات الناس المتنامية”.
جواهر
بدورها قالت رئيسة مؤسسة “نماء للارتقاء بالمرأة” المؤسسة والرئيسة الفخرية لمجلس “إرثي” للحرف المعاصرة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: “نحرص في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة على صون تراثنا المحلي وتجديد صورته ليكون حيا ومستداما ومواكبا لمسيرة النهضة الحضارية المتسارعة التي تمضي بها الدولة على المستويات كافة، فبفضل هذه الرؤية باتت الشارقة حاضنة التراث الإماراتي ومركز الاستثمار بالحرف التقليدية وقائدة مشروع تجديدها”.
أضافت: “إن الاحتفاء العالمي بالشارقة بين قائمة المدن المبدعة في حرفها وفنونها التقليدية، يستند إلى تاريخ طويل حافل بإنتاج كافة أشكال التراث من أدوات العمل والصيد إلى أدوات الزينة ومقتنيات المنازل والأشخاص، وكافة أشكال الإبداع الفني الذي يعكس العلاقة التاريخية بين المجتمع الإماراتي والفنون الشعبية. وإن حماية التراث والحرف الأصيلة لا تتحقق بدون إرادة المجتمع ووعيه”.
دعم صناعة الكتاب
من جهة أخرى، وجه حاكم الشارقة، بتخصيص 4.5 مليون درهم لاقتناء أحدث إصدارات دور النشر المشاركة في الدورة 38 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك استمرارا في دعم صناعة الكتاب ودور النشر، وبهدف تزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية بأحدث الإصدارات الفكرية والأدبية والعلمية العربية منها والعالمية، ومن أجل ضمان تزويد المكتبات العامة والحكومية والأكاديمية في إمارة الشارقة بمحتوى معرفي وأكاديمي، ورفدها بجديد دور النشر العربية والعالمية، في التاريخ، والأدب والسياسية، والفنون، والعلوم، والتكنولوجيا وغيرها من صنوف المعرفة، إذ تُشكل مكتبات الشارقة المعين المرجعي للباحثين والمثقفين والمتخصصين، وطلبة المدارس والجامعات، وجميع المهتمين بالشأن المعرفي في الإمارة، ودولة الإمارات.
وفي هذا الاطار قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري إن حاكم الشارقة “لا يبني مشروع معرض أو إمارة وحسب، وإنما يبني مشروع أمة وحضارة كاملة”.