بيان لمناسبة مرور شهر على انتفاضة شعبنا لإنقاذ الوطن
في السابع عشر من شهر تشرين الأول انطلقت شرارة تحرك شعبي تاريخي نتيجة تراكمات ناتجة عن فساد السلطة الحاكمة و سرقتها للمال العام و سوء إدارتها و مخالفتها لكافة القوانين و المبادئ و الأسس، تحول التحرك الى انتفاضة تمثلت بالتظاهرة المليونية في العشرين من الشهر نفسه وضعت البلاد أمام أمر واقع جديد هو الثورة بمعناها الحقيقي و بدأ الشعب يثور بكل أطيافه و مشاربه طالبا إسقاط الحكومة و تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين المستقلين تمنح صلاحيات تشريعية و استثنائية و تقوم بتشكيل هيئة قضائية مستقلة لمحاربة الفساد و محاسبة المتورطين و استرداد الأموال المنهوبة ، إضافة إلى إقرار قانون انتخاب عادل و متوازن تمهيدا لتقصير ولاية المجلس و من ثم حله وصولا إلى انتخابات رئاسية مبكرة .بحيث تكون الثورة قد أعادت تشكيل السلطة وفقا للاصول. لم تستجيب السلطة و استمرت بالتعنت و المراوحة و المماطلة كله بالتزامن مع إستمرار الثورة و انتفاضة الطلاب الذين أثبتوا أنهم بارقة أمل هذا الوطن و سقط شهداء و مورست أساليب القمع و التوقيف التعسفي و الإخفاء القسري و تعرض المعتقلون للتعذيب ، و لكن الثورة استمرت وحاول بعض الاحزاب من استغلالها و محاولة تحقيق المكاسب السياسية على حسابها الا ان الثورة لفظتهم و أكدت على شعارها المبدئي و الاساسي كلهم اي كل الطبقة السياسية التي حكمت و استأثرت بالسلطة من العام ١٩٩٠ و لغاية تاريخه . على ضوء هذه الوقائع و بالتزامن مع ما حاولت السلطة ابتداعه من جلسة تشريعية غير قانونية في الشكل ، تم الإدراج في جدول أعمالها اقتراحات قوانين منها قانون عفو عام في محاولة لتحقيق شرخ في الشارع يسعون من خلاله لإحباط الثورة ، إلا أن الوعي لجهة التوقيت المريب و النوايا المبيتة مع التأكيد على أحقية العفو في حالات متعددة بالتزامن مع ثبوت نية السلطة من خلال قانون العفو و غيره من الاقتراحات كتشكيل المحكمة المالية ، كشف عدم جدية السلطة في طرحها و أكد وجوب مواجهتها على مستوى السقف الحقيقي لمطالب الثورة الأساسية و إعادة توجيه الموقف العام و بجدية بوجوب المطالبة بالاستشارات النيابية الفورية قبل اي عمل آخر و هو ما سنصر و نستمر عليه وصولا لتحقيق كافة المطالب المحقة لاسقاط هذه السلطة الفاسدة بكاملها و محاسبتها و استرداد الأموال المنهوبة . و ما يزيدنا عزما الا ما حصل في نقابة المحامين من ثورة حقيقية أثبتت أن التغيير ممكن و قاب قوسين و في مختلف الميادين و هو قادم باصرارنا و تماسكنا و تضامننا و نقول للجميع أننا مستمرون في ثورتنا و سينجلي هذا الليل المظلم عن وطننا لبنان .