هل يُمكنك تأخير سنّ اليأس؟
انتشرت مؤخراً أخبار عن التوصُّل لعلاج جديد يساهم في تأخير سنّ اليأس لدى السيدات لبضعة عقود.
وتنطوي تلك الطريقة المبتكرة، التي تقدّمها حاليًا إحدى عيادات التلقيح الاصطناعي في بريطانيا، على استقطاع جزء من نسيج مبيض المرأة جراحيًا ثم تجميده لإعادة زراعته لاحقًا بُغية تعزيز إفراز مستويات الاستروجين في مرحلة لاحقة من العمر.
كن الفكرة ليست جديدة على الإطلاق، فتلك العملية التي تُعرف باسم “ترقيع المبيض” مجرّد تطور لعملية أخرى قائمة منذ سنوات طويلة للشابات اللواتي يخضعن للعلاج الكيميائي والإشعاعي.
وقالت دكتور ميندي كريستيانسون، اختصاصية الغدد الصماء الإنجابية والمديرة الطبية لمركز جونز هوبكنز للخصوبة، إن الأطباء بدأوا يطلقون على تلك العملية “تجميدًا” وزرع نسيج المبيض بالنسبة لمرضى السرطان عام 2000، موضحةً أن تلك الطريقة لا تزال تفيد إلى الآن في إنجاب عديد المئات من الأطفال الرضع. غير أن تلك العيادة البريطانية التي أثارت ضجةً مؤخرًا بتبنيها تلك العملية الجديدة التي تهدف لتأخير مرحلة انقطاع الطمث استطاعت أن تنتقل بتلك الطريقة لمستوى أعلى، حيث بدأت تعتمد عليها كنوع من أنواع العلاج الهرموني الذي يهدف لتأخير انقطاع الطمث.
وبينما لم يتّفق كل الخبراء على نجاح تلك الطريقة في تأخير سن اليأس بشكل عملي، فإن هناك خبراء آخرين يرون أن علاجات أعراض سنّ اليأس قد تأخّرت لفترة طويلة.
وعلّق على ذلك نوربرت جليتشر، اختصاصي الغدد الصماء الإنجابية وطبيب النساء والتوليد بمركز التكاثر البشري بقوله “سن اليأس ليس أمرًا جيدًا لمعظم السيدات. فيمكن أن يصاحبه كثير من الأعراض التي تعكّر عليهن صفو حياتهن، ونحن كأطباء مطالبون بأن نسعى لتوفير علاجات جديدة نواجه بها أعراض سنّ اليأس لدى السيدات”.
ونوّه الأطباء إلى أن أفضل علاج في الوقت الراهن للاعتناء بالسيدات في مرحلة انقطاع الطمث هو العلاج الهرموني، الذي ينطوي على أخذ الاستروجين الصناعي في تركيبة مع هرمون البروجسترون أو مضادات الاستروجين لحماية الرحم. وأشاروا أيضًا إلى أن بعض السيدات تأخذ جرعةً منخفضةً من هرمون التستوستيرون الصناعي، الذي لم تتم الموافقة عليه من قبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA)، ولكن تشير بعض الأبحاث إلى أنه قد يُحسّن الطاقة والمزاج والشهوة الجنسية.
وتسعى الجهود البحثية وتُبشّر في نفس الوقت بقرب التوصل لطرق علاجية قد تؤخّر أو حتى تمنع وصول المرأة لمرحلة سنّ اليأس من الأساس، لكن لا تزال هناك حاجة فعلية لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث بُغية إثبات فعالياتها وسلامتها.