الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تمنح درجة الدكتوراه للباحث ونسان زايد الرويلي
عن رسالة بعنوان " أثر الثقافة التنظيمية على الأداء المؤسسي "
الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تمنح درجة الدكتوراه للباحث ونسان زايد الرويلي
عن رسالة بعنوان ” أثر الثقافة التنظيمية على الأداء المؤسسي ”
القاهرة نجوى رجب
حصل الباحث ونسان زايد الرويلي على درجة الدكتوراه من كلية الدراسات العليا في الإدارة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري عن رسالة بعنوان ” أثر الثقافة التنظيمية على الأداء المؤسسي ” حالة تطبيقية على وزارة البلدية والبيئة بدولة قطر وتكونت لجنة المناقشة والحكم من كلا من الأستاذ الدكتور أيمن أحمد رجب ، والأستاذ الدكتور محمد عبد السلام راغب ، والأستاذ الدكتور محمد وهبه محمد حسن .
ومن جهته أكد الباحث أمام لجنة المناقشة والحكم أن الثقافة التنظيمية تعتبر من القضايا الحديثة التي دخلت إلى علم الإدارة ، حيث تعكس القيم والمعتقدات والعادات والأفكار والاتجاهات والسلوكيات داخل المنظمة ، موضحا إلى أنها تمثل مجموعة من المزايا التي تميز المنظمة عن باقي المنظمات الأخرى ، وتمارس تأثيرا كبيرا على سلوك العاملين داخلها ، حيث تعد الرابط المتين الذي يشد تماسك العاملين بعضهم ببعض من أجل تحقيق أهداف المنظمة ، مشيرا إلى أنه كلما كانت القيم والاتجاهات الأساسية للعمل مشتركة ومقبولة من الجميع كلما كان ذلك دليلا على قوة وتماسك المنظمة ، والتي بفضلها تصبح قادرة على توفير مزايا عمل مادية ومعنوية للعاملين تجعلهم أكثر ولاء وإنتماء لهذه المنظمات لعام ٢٠٠٠ .
وأشار الباحث أن العقود الماضية شهدت تحولات أساسية في إطار المفاهيم الخاصة بإدارة القطاع الحكومي ، مؤكدا إلى أنها تحولت من الإدارة إلى الريادة ، ومن السيطرة المهنية والإدارية إلى سيادة العميل ، ومن ضبط أو مراقبة التكاليف إلى إدارة الأداء ، ومن زيادة كمية المخرجات إلى تحسين جودة الخدمات ، ومن تقييم مدي سلامة الإجراءات إلى المساءلة عن النتائج ومستويات الأداء .
وأضاف الباحث أن مشكلة الدراسة تؤكد أن الثقافة التنظيمية تعد في المنظمات من أهم المفاهيم التي تؤثر على إنتاجية المنظمات ، لافتا إلى أنه حين تتطرق القضية إلى المؤسسات الحكومية كوزارة البلدية والبيئة بدولة قطر ، فيعتبر ذلك أمر هام نظرا للأهداف البيئية التي تسعي الوزارة إلى تحقيقها من خلال رؤية قطر عام ٢٠٣٠ .
وأوضح أن مشكلة الدراسة تتلخص في التساؤل ما هو أثر الثقافة التنظيمية على الأداء المؤسسي بوزارة البلدية والبيئة بدولة قطر ؟
وقال الباحث أن الأهمية العلمية للدراسة تكمن بأن هناك ندرة في الدراسات التي تتناول أثر الثقافة التنظيمية على الأداء المؤسسي على مستوى الدول العربية ، لافتا إلى أن أغلب الدراسات ركزت على عوامل تنظيمية أخرى مثل الأسلوب القيادي ، والإلتزام التنظيمي ، والرضا الوظيفي فقط ، مؤكدا إلى أنها لم تطبق النظرية في القطاع الخكومي كثيرا .
وقسم الباحث الدراسة إلى فصل أول تمهيدي ، وفصل ثاني تناول الإطار النظري والدراسات السابقة ، وفصل ثالث إهتم بالتصميم المنهجي للدراسة ، وفصل رابع تناول الدراسة الميدانية ، وفصل خامس إهتم بسرد التوصيات والنتائج .
وأوضح الباحث أن الثقافة التنظيمية تعتبر هي مجموعة القيم المشتركة التي تحكم تفاعلات أفراد المنظمة فيما بينهم ومع الأطراف ذوي العلاقة خارج المنظمة الرابط المتين الذي يشد تماسك العاملين بعضهم ببعض من أجل تحقيق أهداف المنظمة ، لافتا إلى أنه يمكن أن تكون قوة ” ميزة تنافسية ” أو نقطة ضعف وفق تأثيرها على سلوك أفراد المنظمة .
وتابع الباحث أن أداة الدراسة تناولت إعداد استبانة تضمنت ثلاثة محاور ، المحور الأول يتعلق بالمعلومات الشخصية لأفراد العينة ، أما المحور الثاني تعلق بقياس الثقافة التنظيمية بالمنظمة ، وأختص المحور الثالث بقياس الأداء المؤسسي الذي يضم أربع مؤشرات ، لافتا إلى أن مجتمع الدراسة أقتصر على العاملين بوزارة البيئة والبلدية بدولة قطر ، مؤكدا أن عينة الدراسة تضمنت وحدة المعاينة الموظف بالوزارة حيث قام الباحث بأخذ عينه ميسرة من مجتمع الدراسة بلغت ١٠٥ موظف في الإدارات المختلفة بالوزارة .
وتوصل الباحث إلى عدة نتائج جاء منها أنه يتم تطبيق ممارسات الثقافة التنظيمية بوزارة البلدية والبيئة بدولة قطر بدرجة متوسطة ، حيث كان أعلى محاور الثقافة التنظيمية تطبيقا ، طبقا لنتائج حساب المتوسطات الحسابية ، يتبعه فريق العمل والمعتقدات التنظيمية السائدة ، لافتا إلى أن أقل المحاور كان تطبيقا مشاركة العاملين في اتخاذ القرار .
وقال الباحث فيما يخص متغير الإبداع الإداري توصلت نتائج الدراسة إلى أنه يتم تطبيق ممارسات الإبداع الإداري بدرجة متوسطة ، لافتا إلى أنه من التحليل الإحصائي لاختبار فرضيات الدراسة إتضح أن الثقافة التنظيمية تؤثر تأثيرا إيجابيا على مستوى الأداء المؤسسي لوزارة البلدية والبيئة في دولة قطر ، مؤكدا أن التوقعات التنظيمية تؤثر تآثيرا إيجابيا على مستوى الأداء المؤسسي ، موضحا أن نتائج الدراسة خلصت إلى أن المعتقدات التنظيمية السائدة أعلي المتغيرات تنبأ بالتغير في الأداء المؤسسي ، وأن متغير الإبداع الإداري يؤثر على العلاقة بين الثقافة التنظيمية والآباء المؤسسي لوزارة البلدية والبيئة بدولة قطر كمتغير تفاعلي .
وأوصت الدراسة بضرورة زيادة الإهتمام بمجال الثقافة التنظيمية الإيجابية من قبل الإدارة والعاملين ، لافتا إلى أن الإهتمام بمجال ثقافة المنظمة يساهم في تنمية وتطوير مستوى الأداء وتعزيزه .
وأوصي الباحث بضرورة الإهتمام بتدريب المديرين على خلق ثقافة تنظيمية ايجابية للمنظمة والتي بدورها تسهم في رفع مستوى آدائهم ، مؤكدا أن العمل على تشجيع الأفراد على الإبداع والابتكار والتعاون مع مؤسسات البحث العلمي والجامعات للأستفادة منها في هذا المجال ، لافتا إلى ضرورة العمل على زيادة الوعي والإدراك لمفهوم الثقافة التنظيمية ، مؤكدا على أهمية تدريب وتأهيل جميع العاملين على ممارسات الثقافة التنظيمية لتصبح جزءا يتجزأ من ثقافة المنظمة .
وأكد الباحث أن الدراسة واجهت عدة صعوبات ومنها عدم استجابة كامل العينة في الإجابة على الاستبيان والصعوبة في جمع الاستبيان ، وندرة الدراسات السابقة التي تناولت أثر الثقافة التنظيمية على الآداء المؤسسي ، مؤكدا أن أغلب الدراسات تناولت الآثر على الأداء الوظيفي للعاملين .
وأوضح الباحث إلى ضرورة أن توجه نقاط البحث المستقبلية إلى البحوث والدراسات المستقبلية نحو إجراء دراسات مقارنة بين القطاعات المختلفة على عينة أكبر وذلك لسهولة تعميم نتائج ، مطالبا بضرورة توجيه الدراسات المستقبلية أيضا إلى دراسة أثر التدريب والتأهيل على ممارسات الثقافة التنظيمية وأثرها على الأداء المؤسسي ، ودراسة أثر إدارة المعرفة والثقة التنظيمية كمتغيرات وسيطة وتفاعلية على العلاقة بين الثقافة التنظيمية والأداء المؤسسي .