أخبار دولي

ترجمة خطاب رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين

إليكم ترجمة خطاب رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين “حديث إلى الأُمَّة”، مع تصرف يسير للغاية في بعض المواطن، بشكل لا يخلُّ بالمعنى المراد باللغة السويدية، هذا الحديث ألقاه لوفين ليلة أمس الأحد الموافق ٢٢ مارس ٢٠٢٠:

أريد هذا المساء التوجه إليكم مباشرةً، أيها الشعب السويدي!

فيروس كورونا الجديد يمتحن بلدنا، ويمحص مجتمعنا ويختبر إنسانيتنا. على كل شخص الآن الإستعداد نفسيا لما هو آت، لدينا انتشارٌ عامٌ للعدوى في السويد. الحياة والصحة والعمل مهددة، سيصابُ المزيد بالمرض، وسيجبرُ الكثيرون على إلقاء الوداع الأخير على أحد الأحبة. الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا تكون في مواجهة الأزمة كمجتمع، حيث يتحمل الجميع المسؤولية عن أنفسهم، وعن بعضهم البعض، وعن وطننا.

أعلم بأن الكثيرين منكم قلقون، قلقون على كيفية إجتياز مجتمعنا لهذا. تقلق على نفسك، لأجل شخص تحبه، ينتمي إلى فئة خطيرة، أو تقلق على زوال وظيفتك. أنا اتفهمُ هذا، الأشهر القليلة القادمة ستكون متعبة، ولكنَّ مجتمعنا قوي! سلطاتنا تكافح ليلا ونهارا، العاملون في مجال الرعاية الصحية وفي المدرسة، والعديد من الأشخاص الآخرين، ذوي الوظائف الهامة، يدعمون بلادنا.

كرئيس للوزراء، هذه الحكومة التي أترأسها، ستتخذ كل قرار لازم، لأجل حماية أكبر عدد ممكن من أرواح الناس، وصحتهم ووظائفهم قدر الإمكان. في السويد، تم حظر التجمعات العامة لأكثر من 500 شخص، والتعليم الثانوي والجامعي يتمان عن بعد. أريد منكم الإستعداد للعديد من القرارات، التي ستتخذ أحيانا على عَجَل، وأحيانا أخرى تعكر صفو الحياة اليومية، بشكل أكبر.

يهدفُ عمل الحكومة، إلى حصر إنتشار العدوى، بحيث لا يمرض الكثيرون بشدة، في آن واحد. وأيضاً لتأمين الموارد للرعاية الصحية، وفي هذا الوقت العصيب، يهدف للتخفيف من العواقب عليك أيها الموظف، وعلى شركاتنا. جهز نفسك! فهذا سيستمر لفترة طويلة، وطِّن نفسك أن الوضع قد يتغير بسرعة، وينبغي أن تعلم أيضاً، أننا كمجتمع نواجهُ هذه الأزمة، بطاقتنا الجَمعيِّة. علينا الآن جميعا مسؤولية جسيمة، سنشهدُ بعض اللحظات الحاسمة في الحياة، والتي تتطلب منا تقديم التضحيات، ليس فقط من أجل مصلحتك الخاصة، وإنما من أجل مسؤوليتك تجاه محيطك، وتجاه البشر من حولك، ولأجل بلدنا.

أزفت تلك اللحظة، وجاء ذاك اليوم. وهذا واجبُ الجميع، فعلى عاتق كلٍ منا، مسؤوليةُ وقف انتشار العدوى، وحماية كبار السن، و الفئات الضعيفة الأكثر عرضةً للمرض، لا ينبغي لأي واحد منا التساهل، لا ينبغي لأي منا الذهابَ إلى العملِ، مع أعراض المرض. كبيراً أم صغيراً، غنياً او فقيراً، لا يهم! على الجميع تأدية واجباتهم.

الأمر ينطبق عليك أيضاً! يا من جاوزت السبعين، أو تنتمي لفئة خطرة أخرى معرضةٍ للإصابة. أفهمُ أن تقييد حياتك وعلاقاتك الإجتماعية إضطراراً، أمرٌ محبط، ولكنَّ هذا الآن ضرورة. لأجل صحتك طبعا، ولكن أيضا لأجل حماية الناس الآخرين، وإعطاء القطاع الصحي إمكانية التعامل مع الموقف، ونحن كبالغين نحتاج لأن نكون بالغين فقط، فلا ننشرُ الذعرَ أو الشائعات.

لا يقفُ أحدٌ وحيداً في هذه الأزمة، ولكن على كل شخصٍ عبءٌ ثقيل، على كل واحد. أعلَمُ أنَّ المطلوبَ عظيمٌ، ولكنْ هكذا فقط، نحافظُ على انخفاضِ مستوى انتشارِ العدوى. أعلمُ أنَّ بعض القيود مرهقة، ولكن بهذه الطريقة، نُمَكِّنَ القطاع الصحي من التعامل مع الأزمة. أعلمُ أن الوضع قد يكون صعباً، ولكنَّ اتباع نصائح السلطات، هو واجب كل فرد؛ وهو أيضاً واجبي وواجبك.

يا من تتحملون مسؤولياتكم، أنتُم كُثُر، يا من تساعدون جيرانكم بالتسوق، تدعمون المطاعم المحلية، بشراء وجبة غداء، وتتجنبون زيارة الجدة، وتستعيضون عن ذلك بالإتصال بها، وقليل الحديث كل يوم. هذا هو التضامن عمليا، أنا فخورٌ بكوني رئيس وزراء للسويد، عندما أرى ما يفعله الكثيرون لأجل الآخرين. أنتم تبينون أنه في الأوقات الأصعب، يكون تعاضدنا أقوى.

كلي ثقةٌ بأن جميع من في السويد، سيتحمل مسؤوليته، ويفعلُ ما بوسعه، لضمان صحة الآخرين، ولمساعدة بعضنا بعضا، وأنهم سيتمكنون من إعادة النظر في هذه الأزمة، وسيُفَاخِرون بدورك بالذات، وبما قدَّمتَهُ للآخرين، لأجل مجتمعنا ولأجل #السويد.

شكراً

#كورونا_السويد #كوفيد_١٩

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى