الكورونا و زيف الإدعاءات الإنسانية
الكورونا و زيف الإدعاءات الإنسانية
لم تكن النتائج الناجمة عن تحول فيروس الكورونا لجائحة صحية فقط وإنما تعدته لمختلف الابعاد التنموية إجتماعية أقتصادية و ثقافية و ستطفو الأبعاد السياسية لاحقا و بمؤشرات كبيرة و سنحاول التركيز فيما بعد على كل بعد بمعزل عن الآخر و لكن ما وجدناه في البدايات له مدلولات كبيرة و هو نتائج لمقدمات كبيرة طالما سير بها طواعية او بالقوة بانواعها المختلفة من المؤكد أن بداية ظهور المرض في الصين العملاق الاقتصادي السكاني اعطى مؤشرات لا يمكن فصلها عن الصراع الاقتصادي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة و أتباعها بمختلف الاساليب والأدوات العسكرية و المدنية عبر الضغوطات لفرض اتفاقيات و عقوبات وحصار وفرض اتاوات ولو كان ذلك على حساب ما ادعوه لمرحلة من الحرية الاقتصادية ولبرة الاقتصاد العالمي وفرض وصفات تهز البنى المستقرة للدول ولا تراعي خصوصياتها و عبارة دعه يعمل دعه يمر.. نواة ما ادعي انه عولمة والتي كانت جسرا لولوج عصر الامبراطورية الامبريالية الجديدة المسماة الامركة و الخوف الاكبر كان من النموذج الصيني الذي لم ينقاد مثلما فرضت القوى الامبريالية الهادفة للربح على حساب إنسانية الإنسان و تفريغه من كل القيم الحضارية الأخلاقية والتي تكرست عبر سيرورة تاريخية و عبر جدال طويل وكان خيار الصين اقتصاد السوق الاجتماعي بقيادة الحكومة لتكون هي المدير والمتحكمة بكل المؤشرات لتكرس راسمالية الدولة و ليكون هذا النهج جسر التفوق العالمي عبر الاستثمار الصحيح للقدرات والطاقات ومنها الانسان عبر الاستثمار الصحيح فيه عبر التعليم والصحة و متمماتها لتكون الصين مثال يحتذى به و ليكون هذا النهج مع النوايا والارادة الاداة الصحيخة لاحتواء المرض والسيطرة عليه وتقويض تفشيه عبر سلوكيات تدل على احترام الانسان ووجوده و كينونته و هذا ما ساهم بتخفيض مستوى الضرر كذلك في المانيا والتي كان نفس النهج اداة لخروحها من كارثة الحرب العالمية و لتسير لتصبح من الدول القائدة للإقتصاد العالمي و ظل للإنسان مكانته و لقوة الحكومة وجودها و كذلك نجد دول الخليج والتي ظل للمنظومة الصحية والتعليمية مكانتها ودور كبير واساسي للحكومات وهو ما وجدناه كذلك بسورية و دول اخرى ولكن الكارثة الكبرى و التي عرت الانظمة و فقدان الجانب الإنساني لبلدانهم بعد أن كانوا ينظرون للآخرين ارقام او عبيد في دول انجرت وراء نهج الربح و الجشع على حساب الإنسان وهو ما وجدناه بإيطاليا و التي عجزت منظومتها الصحية عن مواجهة المرض وتخلت عنها الدول الشريكة بالاتحاد و التي انتقل لها المرض لتجد العون من دول حافظت على الكثير من القيم الإنسانية وكذلك نجد تفشي الجائحة في اسبانيا و الدول الاسكندنافية وفرنسا و في اس المرض الولايات المتحدة الامريكية والتي سجلت اكبر إصابات في رسالة هكذا حروب لا تستثني احد وما لفت الانتباه اللامبالاة التي اظهرها رئيس وزراء بريطانيا و نظرته اللا إنسانية في علاج القطيع وجعل المرض يتفشى لياخذ ابعاده ما جعل الموت والإصابات يزداد و كذلك التهيئة لما بعد المرض في الولايات المتحدة و إعلان ان الاقتصاد هو الاهم في ظل انتشار المرض كالنار بالهشيم و التجهيز المسبق لحزم مالية مجدولة بارقام خيالية لاستثمار المرض .تفشى المرض في بلدان جعلت الربح هو المعيار ولو على اساس صحة وحياة الإنسان في دول جعلت الصحة عبر التامين الصحي الساعي للربحية في ظل ثقتهم بان زمن الجائحات قد ولى و لا يوجد قدرة تخضع تطورهم في ظل انعدام إنسانية التصريحات لا يصيب المرض إلا كبار السن والذين بنظرهم المالي عبء كبير المصاريف عليها اكبر من انتاجها والكثير من مؤسسات التامين تغدو خاسرة لطول عمرهم وكأن المرض هدية للتخلص منهم قبل ان يصبح كابوسا لا يفرق بين كبير وصغير وغني وفقير و جاهل و عالم .هذا المرض الذي عولم المعاناة وأظهر اخطاء في البنى الفوقية و التحتية لدول الاستعلاء و الاستكبار العالمي و بين مساوىء العولمة المنفذة و ليس ما يفهم من معناها فلا يمكننا تناسي دور التقنيات و التواصل وتبادل المعلومات والتعاطف والحذر العالمي ليخف جدار القساوة والمال امام انبثاق فجر عودة الإنسانية و تجديد منظومة القيم والأخلاق في ظل صراع بدأت تظهر ملامحه بكافة النواحي بين من يريد فرض الامر الواقع و الاستمرار في تحويل الإنسان لآلة للربح وفي من يسعى لدول حقيقية من الر فاه والتطور لخدمة الإنسان وتعزيز إنسانيته.
وعلى الرغم من إختلاف المنعكسات الإقتصادية لما بعد الكورونا عن ازمة ٢٠٠٨ و التي سنتوسع لاحقا بتبيان الاختلاف إلا أننا يمكننا القول عدم الاندماج الكبير بالعولمة المالية و المصرفية قللت خسائرنا وكذلك عدم الإنجرار الكامل لضغوطات قوى المال لتفريغ كل المؤسسات رغما مما اصابها من تخسير كان سندا للإحاطة بالجائرة ببلدنا و بقايا افكار إنسانية جمعية ساهم بالإنضباط في ظل صراع طويل للوي يد الحكومة بإدارة الحياة الإقتصادية و الإجتماعية وهو لب ما عمل به للإنقلاب على نهج اقتصاد السوق الإجتماعي والذي اقره المؤتمر العاشر لجعل دولتنا فاشلة بأي معركة و لتكون المؤسسات العوبة بيد بعض الحيتان والادوات بانتصار المؤسسات حافظنا على البقاء .فهل سيكون المرض جرس لاستكمال تقوية المؤسسات وإعادة النظر بالناحية الاقتصادية الاجتماعية والتي تقوي المؤسسات للحفاظ على امن وامان المواطن و الوطن.أم سيكون الانتصار لمن لم نجدهم سوى يسعون للاغتناء والربح بأي اسلوب ولوفاضت الدماء.الكورونا فتح طريق جديد لمواجهات جديدة فطالما كان الدولار و السلاح و مراكز التقنية ادوات الهيمنة و نقل المعارك للخارج ربح وانتصار..وجاءت الجائحة لتضع قواعد جديد للحروب وللدفاع عن الانفس وتحقيق الامان.وهل سنكون أمام إعادة البناء لنظام عالمي جديد أكبر من أحادي متجدد نحو انظمة اممية إنسانية تراعي أنسنة الإنسان و تعطيه اهميته التي تفوق المال و تعيد البناء الإنساني القيمي الأخلاقي ام تستثمر الجائحة لتكريس التفرد عبر استغلال المؤسسات العالمية لغير مسماها نحو استعباد جديد لتجاوز إنعكاسات الجائحة
د. سنان علي ديب.