تقسيمات جديدة للتأثيرات الاقتصادية علي العالم
تقسيمات جديدة للتأثيرات الاقتصادية علي العالم
بقلم
م مصطفي الامير
الامين العام لجمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة
وباء كورونا (كوفيد 19 )
كانت بداية انتشار الوباء في ديسمبر 2019 وبدأ في الانتشار من الصين الى باقى دول العالم في الربع الاول من عام 2020 محدثا مئات الالاف من الاصابات وعشرات الالاف من الوفيات وذلك اجبر الحكومات على الانغلاق الجزئى وبعض الدول اضطرت الى الانغلاق الكلى مما ادى الى توقف عجلة الانتاج بشكل جزئى في بعض الدول وتوقف الانتاج بشكل كلى في دول اخرى لفترات زمنية معينة
وهنا نناقش حجم التاثيرات الاقتصادية على دول العالم بسبب تفشى فيروس كورونا (كوفيد 19 )
من وجهة نظرنا فان دول العالم سوف تنقسم الى اربعة انواع من حيث التاثيرات الاقتصادية
اولا الدول الاكثر تاثرا بهذا الوباء
وهى الدول التى انتشر فيها الوباء لفترات زمنية طويلة وفى كل مقاطعاتها محدثا فيها نسب عالية من الاصابات والوفيات وبذلك ستضطر الحكومة الى اغلاق كلى في بعض المقاطعات واغلاق جزئى في مقاطعات اخرى وتعطيل عجلة الانتاج وهذا يهوى بالقيمة الاجمالية للناتج القومى لهذا العام وفى الطرف الاخر من المعادله نجد الحكومة تدفع مئات المليارات لاحتواء الوباء بشراء المستلزمات والاجهزة الطبية ومعدات التعقيم . اذن لدينا معدل صرف اضعاف الصرف المعتاد ولدينا دخل منخفض اقل من الدخل المعتاد وهذا النوع يفتك بالموازنة العامة للدولة
ثانيا الدول متوسطة التاثر بهذا الوباء
وهى الدول الصناعية التى انتشر فيها الوباء بشكل محدود ولكنها تعتمد في صناعتها على الاستهلاك العالمى وتعتمد في انتاجها على صناعات مكملة من دول اخرى متاثرة بالوباء فتوقفت حركة الامدادات اليها وبالتالى توقفت بعض خطوط الانتاج وفي نفس الوقت يجد انخفاض في الطلب العالمى على منتجاتها
وايضا الدول السياحية التى انتشر فيها الوباء بشكل محدود ولكنها دول سياحية تعتمد على السياحه بشكل كبير وبسبب ايقاف حركة السياحه العالمية اليها ستفقد الدولة جزء اساسى من دخلها القومى ولكنها في المقابل لم تضطر الى دفع اموال طائلة لمواجهة الوباء بشراء المستلزمات والاجهزة الطبية وما ان تمر ازمة الوباء ستعود السياحه كما كانت
ثالثا الدول الاقل تاثرا بهذا الوباء
وهى الدول التى يعتمد اقتصادها على انتاج المواد الخام ولم ينتشر فيها الوباء الا بشكل محدود وهنا تكون الدولة مضطرة الى صرف جزء بسيط من موازنتها في مواجهة الوباء ولكنها ستواجه مشكلة اخرى وهى ضعف الطلب العالمى على المواد الخام وبالتالى ستنخفض اسعار المواد الخام بنسب بسيطه طوال فترة انتشار الوباء وما ان يتم السيطرة على الوباء سترتفع اسعار المواد الخام بمعدلات متسارعه بسبب تلهف الدول على تعويض ما فاتها من توقف وانهيار لتعويض جزء من خسائرها
رابعا الدول التى تاثرت بشكل متوازن
وهى الدول التى انتشر فيها الفيروس بشكل محدود ولكن انتشار الوباء جعل جيرانها يقبلون على منتجاتها لسد احتياجاتهم التى فقدوا امداداتها من دول اخرى بسبب بطئ حركة الشحن العالمية وبذلك فان زيادة المصروف لمواجهة الوباء يقابله زيادة في الدخول بسبب زيادة حركة الصادرات للدول المجاورة وبذلك فان هذا النوع من الدول يحدث لديه تاثير متوازن بالايجاب وبالسلب في نفس الوقت
اذن فالتاثيرات الاقتصادية ستطول جميع دول العالم ولكن بنسب متفاوتة حسب قوة انتشار الوباء ومدة انتشاره ونوعية النشاط السكانى للدولة وذلك كله بسبب النظام العالمى الجديد الذي جعل العالم كله مترابط ومعتمد بعضه على بعض في الزراعة والصناعة والمواد الخام
ونحن على يقين بان العالم سيخرج من هذه المحنة اقوى واقدر على مواجهة الازمات بشكل مترابط اقوى مما كان عليه