الصين تستعد لإتمام “صفقة نفط مدى الحياة” في العراق
الصين تستعد لإتمام “صفقة نفط مدى الحياة” في العراق
خففت الصين في الآونة الأخيرة من إجراءات الحجر الصحي في ووهان التي انطلق منها وباء كورونا المستجد، على أن يرفع الإغلاق بشكل كامل في الثامن من أبريل الجاري.
ومع زيارة الرئيس شي جين بينغ المدينة خلال الأيام الماضية، فإن الاقتصاد الصناعي في جميع أنحاء الصين عاد إلى العمل، رغم أن قطاع الخدمات لا يزال حذرا، وفق ما أفاد به موقع أويل برايس في مقال.
وبالنسبة لقطاع النفط، فإن ذلك يعني عودة الصين إلى العمل من حيث توقفت، واستئناف نشاطاتها الخاصة باستكشاف وتطوير فرص جديدة.
ولا توجد أي إشارة أوضح على ذلك، من خطوة الصين الأسبوع الماضي، منح عقد هندسي بقيمة 203.5 مليون دولار لحقل مجنون النفطي العملاق في البصرة العراقية، إلى شركة هندسة البترول والبناء الصينية (CPECC) غير المعروفة.
إذ يشير موقع أويل برايس في المقالة إلى أن الصين تسابق الزمن من أجل إتمام ما أطلق عليه وصف “صفقة نفط مدى الحياة” مع العراق.
ومع انشغال الولايات المتحدة بمحاربة كورونا، فإن بكين لديها سبب جيد للاعتقاد بأن المجال مفتوح أمامها في العراق، وفق المقال.
وهذا يعني على وجه التحديد، مواصلة تطوير فرص حقول النفط والغاز في المناطق الشديدة الحساسية من الناحية الجيوسياسية، مثل العراق، على أساس عقود متجددة للعمل المحدد تنفذه شركات خارج رادار الولايات المتحدة مثل شركة هندسة البترول والبناء الصينية.
هذه الطريقة تعتمدها روسيا أيضا، والتركيز فيها الآن ينصب على العراق وإيران، وهما البلدان اللذان يقعان وسط الشرق الأوسط ويعدان أساسيان بالنسبة لاستراتيجية الصين للهيمنة المتعددة الأجيال “حزام واحد، طريق واحد”، ولمحاولة روسيا المستمرة لمصادرة الشرق الأوسط بأكمله.
وقبل أن تتنبه الولايات المتحدة إلى أن الصين تعمل بشكل خفي مع روسيا لتوفير المال، عرض ساسة عراقيون على الصين صفقة مربحة بشكل هائل لتطوير حقل مجنون، وفق المقال.
وعلى وجه التحديد فإن شروط الصفقة تنص على حصول الصين على عقد لمدة 25 عاما سيدخل حيز التنفيذ بعد عامين من تاريخ التوقيع.
وسيسمح هذا للصين، وفق المقال، بتحقيق المزيد من الأرباح في المتوسط سنويا واستثمارا مقدما أقل.
وبدأ العراق في نهاية 2017 تسلم مسؤولية إدارة حقل مجنون من شركة شل الهولندية البريطانية التي قررت الانسحاب منه بالتراضي. وانتهت عملية التسليم في مارس 2018.
وتولت شركة نفط البصرة الحكومية العمليات في الحقل بعد انسحاب شل التي اختارتها بغداد في عام 2009 لتطوير الحقل الذي يقدر احتياطه بنحو 12.58 مليار برميل.
وأعلن العراق خططا لزيادة الإنتاج في حقل مجنون إلى 450 ألف برميل يوميا في عام 2021.