كيف سنسافر بعد كورونا؟
كيف سنسافر بعد كورونا؟
في حزيران، يفترض أن يتّخذ القرار بعودة مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي إلى نشاطه المعتاد.
لكن ما الفائدة من المطار إذا كانت مطارات معظم الدول لا تزال مقفلة؟
وما الفائدة منه بالنسبة إلى اللبنانيين؟ من سيسافر، إن لم يكن مضطرّاً من أجل عمل أو عائلة بعيدة يريد الالتحاق بها، أو من أجل عودة المغتربين؟
رئيس مطار بيروت المهندس فادي الحسن يتوقّع مستوىً متدنّياً جداً من الإقبال، ويجد أنّه من المبكر الحديث عن رفع أسعار التذاكر من عدمه. لكنّه يؤكّد أنّ أنّ التاريخ المتوقّع لاستئناف حركة الطيران حول العالم “هو بين منتصف حزيران وآخره”.
في حديث لـ”أساس” يوضح الحسن أنّ المطار بدأ في التدريب على إجراءات “التباعد”. سيجد زوّار المطار من مسافرين وواصلين، إشاراتٍ على الأرض تحدّد النقاط حيث يجب أن يقف كلّ راكب، وسيكون هناك عوازل بلاستيكية أو زجاجية بين الموظفين وبين الركاب، وسيكون هناك فواصل مشابهة بين كلّ مقعد وآخر على متن الطائرة، كي لا يتلامس الركّاب، وسيجري تعقيم الحقائب والمسافرين عند الوصول وعند الدخول إلى الطائرة، وعند الخروج منها، وتوفير المعقّمات في أماكن مختلفة في المطار.
شركات الطيران ستفرض بالطبع إجراءات جديدة على المسافرين: “قد تطلب تعقيماً، وقد تكتفي بالكمامات. ومطارنا سيلتزم بالمعايير العالمية وتوصيات منظمات ICAO وIATA وEASA، وقد بدأ العمل على تحضيرها على أن يتمّ الانتهاء خلال 10 أيام”.
أما التباعد داخل الطائرة فقد لا يكون من بين هذه المعايير، في حال إخضاع جميع المسافرين لفحوصات الـPCR والتزامهم بوضع الكمامة قبل الصعود إلى الطائرة.
“فتح المطار خطوة لا بدّ منها، إذ لا يمكن أن يبقى مقفلاً”، يقول مستشار وزير الصحة الدكتور إدمون عبود لـ”أساس” عند سؤاله إن كانت الوزارة تؤيد استئناف حركة الطيران في حزيران، مضيفاً: “لا بدّ من الحذر، ولا بدّ من إعادة الحركة بصورة تدريجية. وهذا لا ينطبق فقط على لبنان وإنّما على كلّ بلدان العالم”.
لا ينفي الدكتور عبود وجود مخاوف “تتلخّص بتوقّع عدم التزام البعض بالإجراءات الوقائية، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ “لبنان وبإمكاناته المتواضعة طبّق إجراءات تجاوزت ما قامت به دول تتفوّق عليه بالإمكانات والتجهيزات، ويلخّص التوصيات، بالتالي:
1- اعتماد إجراءات التباعد الوقائية على متن الطائرة.
2- ارتداء الكمامات.
3 – تجنّب الأكل والشرب على الطائرة قدر المستطاع.
4- التباعد الاجتماعي في المطارات.
أما الفحوصات فـ”رهن الإمكانات المتوفّرة”.
وفي جولة حول الإجراءات التي طبّقت حول العالم، نجد أنّ الولايات المتحدة الأميركية قد اتجهت إلى زيادة التباعد في طوابير نقاط التفتيش الأمنية، وقياس درجة الحرارة في المطارات، وفرض ارتداء الكمامات، وتحديد عدد المقاعد المُباعة في الطائرة أو إبقاء المقاعد الوسطى فارغة.
المفوضية الأوروبية وضعت قواعد إرشادية لشركات الطيران والمطارات في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وتضمّنت: ارتداء الكمامات، وتنظيم النقاط الرئيسية في المطارات لتجنّب الازدحام، وعدم تحرّك المسافرين في الطائرة وفي الصين، تمّ اعتماد تهوية إضافية وتعقيم الطائرات والمطارات، وقياس الحرارة، وارتداء الكمامات، إضافة إلى “تصريح صحّة” إلكتروني على كلّ مسافر تعبئته قبل السفر.
أما خطّة اليابان فتقوم على التوعية، وإلزام الموظفين فقط بالكمامات. فيما كوريا الجنوبية قد شدّدت التباعد في المطارات وحمل المعقّم، وقياس درجة حرارة كلّ مسافر، وإلزام المسافرين بارتداء الكمامات باستنثاء الأطفال، واعتماد التباعد قدر الإمكان بين الركاب.
في ماليزيا، ألزمت الحكومة شركات الطيران بألا تحمل أيّ طائرة أكثر من نصف سعتها، إضافة إلى فرض التباعد في المطار بمسافة متر على الأقل، وإلزام المسافرين بارتداء الكمامات.
في حين قرّرت تايلاند، ترك مقعد فارغ بين كلّ مسافر على الطائرة، ومنع المأكولات والمشروبات، وفرض ارتداء الكمامات.
وعلى ما يبدو، فإنّ لبنان لن يكون بعيداً عن هذه الإجراءات، الأهم عدم “لبننة” التوصيات الدولية.