أخبار دولي

فخامة الرئيس .. مصر تستحق اكسبو ٢٠٣٠

فخامة الرئيس .. مصر تستحق اكسبو ٢٠٣٠

بقلم :
نسرين حسن
خبير في قطاع المعارض
عضو جمعيه رجال الأعمال المصريين الأفارقة


لا يستطيع أحد أن ينكر ما تشهده مصر في عهدكم من نهضة تنموية جبارة، ومشاريع عملاقة، وتوسع في بناء المدن الجديدة، وطفرة في شبكات النقل والطرق، والتركيز على تحقيق أهداف محددة وقطع أشواط ملحوظة في سبيل ذلك، مع النجاح في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والعربية للبلاد، وتدعيم دور مصر الرائد وتعزيزه على المستوى الإقليمي والدولي، حتى تمكنت مصر من تحقيق نمو اقتصادي بلغ حوالي 5.6٪؜ العام الماضي مع نتيجة إيجابية أيضا لعام 2020 برغم جائحه الكورونا التي نتج عنها مؤشرات نمو سلبية في معظم دول العالم.

وهذا كله يبشر بأن مصر بعد عدة أعوام قريبة ستكون بلدًا آخر شكلا ومضمونًا.

وغير خاف عليكم أن صناعة المعارض من أهم الصناعات المؤثرة إيجابًا في الاقتصاد الوطني والمساهمة في تنميته، وقد قمتم بالدعم المناسب لها عندما قامت الدولة بإنشاء مدينة كبرى للمعارض في العاصمة الإدارية الجديدة.

ونحن الآن بإزاء حدث مهمّ جدًّا في هذه الصناعة تتسابق الدول في الفوز به وبتنظيمه واستضافته لما له من مردود فائق على مستوى الاقتصاد والدخل القومي مع إنعاشه للعديد من القطاعات كالسياحة وغيرها، بل إنه يعتبر ثالث أهم حدث بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية من حيث الصدى الاقتصادي، وهذا الحدث هو معرض إكسبو الدولي الذي بدأ في عام ١٨٥١ في لندن، ولا زالت تقام معارض اكسبو الدولية كل خمس سنوات في دولة معينة يقوم باختيارها المكتب الدولي للمعارض ومقره باريس ويضم ١٧٠ دولة.

وهذا المعرض يشكل خارطةَ طريق لأبرز المنتجات والتقنيات الصناعية والخدمية التي سترسم ملامح الفترة المقبلة من الحضارة الإنسانية، وقد شهدت معارض سابقة الإصدارات الأولية للهاتف والتلفزيون والموبايل بجانب الشاشات القابلة للمس.

ويظل المعرض على مدار ٦ أشهر يستقبل ملايين الزوار الذين يكتشفون أجنحه المشاركين، والفعاليات المختلفة التي يقوم المشاركون بتنظيمها، حيث يعتمد المعرض على إنشاء الدول المشاركة أجنحتها للترويج لكل ما تنتجه شركاتها الحكومية والخاصة وتكمن أهميته في دور المدينة المنظمة وقدرتها على عرض إمكانياتها في مجالات الإنتاج والابتكار.

ويسبق المعرض في أي دولة عدد من التحضيرات والمشاريع التي تعمل على إنشاء شركات واستثمارات جديدة خاصة في قطاع الفنادق بما يساهم في تحريك عجله الاقتصاد والاستثمار وخلق مئات الآلاف من فرص العمل، هذا غير أنه من ضمن الفعاليات المتميزة التي ترمي إلى تعزيز العلاقات الدولية، والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وتقدير الإبداعات التكنولوجية.

وقد أقيم آخر معرض عام ٢٠١٥ في مدينه ميلانو في إيطاليا تحت شعار ” تغذيه الكواكب، طاقة للحياة” بمشاركة ١٢٠ دولة وبلغ عدد الحضور حوالي ٢١ مليون زائر.

ثم فازت دولة الإمارات العربية المتحدة بشرف استضافته لعام ٢٠٢٠ تحت شعار ” تواصل العقول وصنع المستقبل”، وستكون هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها المعرض في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ولكن نظرًا لظروف جائحة كورورنا تم تأجيله لعام ٢٠٢١، وكان من المتوقع أن التأثير الاقتصادي المباشر وغير المباشر الناتج عنه سيصل إلى نحو ١٤٥ مليار درهم وكان سيستضيف ٢٥ مليون زائر.

وقد فازت اليابان باستضافة «معرض إكسبو الدولي» عام 2025، وتسعى كوريا الجنوبية لاستضافته في ٢٠٣٠، حيث من المنتظر أن تقدم وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الطلب إلى المكتب الدولي للمعارض في عام 2021 لاستضافة المعرض العالمي، ومن المقرر أن يتم اختيار الفائز النهائي في 2023.

وتناغمًا مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة الشاملة فلعله من المناسب جدًّا أن نجعل مزاحمتنا لاستضافة المعرض في مصر 2030 هدفًا استراتيجيًّا لنا، لا سيما وأن مصر هي بوابة إفريقيا ونافذتها وهي بتاريخها وحضارتها وما بها من مواقع سياحية وأماكن ومزارات تاريخية وآثار تعتبر نقطة جذب كبيرة، ووجود مثل هذا المعرض -مع ما لموقع الدولة المضيفة ومميزاتها السياحية الجاذبة- ينشئ علاقة تفاعلية تبادلية تجعل العائد الاقتصادي مضاعفًا عما لو كانت الدولة المضيفة ذات إمكانات أقل في الجذب السياحي، فكما يخدم المعرض الدولة المضيفة ويجذب لها زائرين من الداخل والخارج، كذلك تثري الدولة المضيفة المعرض بزائريها لو كانت دولة ذات جاذبية سياحية في الأصل.

ومصر الجديدة التي نراها الآن ناهضة فَتيّة نشطة بقيادتكم الحكيمة ليست أقل من أن تستضيف هذه الفعالية، وأن توظف ما عندها من خبرات متنوعة في سبيل إنجاحها، وأرجو أن نقول عن قريب للعالم كله: مرحبًا بكم في معرض إكسبو 2030- القاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى