،الفن مرآة المجتمع،،
،،الفن مرآة المجتمع،،
بقلم : الكاتبة الحرة : إيمان سليمان
نعم إن الفن دائما مرآة المجتمع كما تعلمنا ودرسنا في كلية الآداب ، حيث أن الفن يعبر عن أوجاع الناس أو أفراحهم كما يعبر أيضا عن الضغوط الزمنية والسياسية والاقتصادية التي لا يخلوا مجتمع من وجودها ، وما نجده يعرض الأن من أعمال فنية سواء دراما أو اغاني اغلبها يخلوا تماما من الذوق الفني أو الحس الابداعى الذي ينتظره المشاهد أو المستمع كما أنه بعيد كل البعد عن التراث المصري الأصيل.
وإذا طرحنا اليوم سؤالا عن تاريخ مصر القديم وما افرزه من أعمال فنية كتبت ونقشت بيد المواطن المصري البسيط الذي ولد ونشأ في حواري مصر القديمة نجد على سبيل المثال لا الحصر نموذج من أهل الكتابة والشعر الذي قدم إلينا اعمال حفرت في الوجدان المصري حتي الآن مثل بيرم التونسي والذي عاش في الفترة ما بين عام 1893 وحتي 1961 م فكانت مصر تحت الحكم العثماني ثم الحكم الملكي والتدخل الأجنبي حتي جاءت ثورة 23 يوليو ، وكما نعلم جميعا أن الفنان والشاعر بيرم التونسي هو من أصل تونسي ولكن ولد وترعرع في مصر وتحديدا في حي شعبي بالإسكندرية وكان يقاسي من ضيق الحال والفقر كأغلب المواطنين في مصر حتي كانت أول مهنه عمل بها هي – بقال – نعم بقال حتي يستطيع أن يحصل على قوت يومه وبذلك فلك أن تتخيل كم عاني هذا الرجل منذ طفولته حتي قدم لنا اههم الأعمال التي حفرت في وجدان الشعب المصري وكأنها نقوش فرعونية أو أثرية لا يمحوها الزمن ومن أهم هذه الأعمال هو صحيح الهوى غلاب ، اهل الهوي ، انا في انتظارك ، حبيبي يسعد أوقاته و شمس الأصيل وغيرها من المسرحيات والاغاني الرائعه التي يطلق عليها أعمال فنية حقا كلمات بسيطه معبرة حركت وجدان المحبين عاشت وستظل لأجيال لا حصر لها لما بها من ابداع حقيقي خرج من وجدان شاعر عاش قسوة الحياة بما فيها من كبت الحريات والاضطهاد السياسي والفقر والمعاناة الحقيقية .
وكل ما سبق على عكس ما يطرح الان من كتابات وأعمال ركيكه واغاني هابطه تأخذك الي عالم من التدهور الثقافي والإنساني أيضا ، لأنها اعمال تفقدك الذوق الراقي والفني في التعبير عن الذات ، اعمال تنسي بمجرد غلق التليفزيون أو الراديو وأغلبها تحث على العنف والكراهية والحقد الطبقي وتبعدنا عن مفاهيم مهمه في خلق الرضا المجتمعي وقبول الواقع والتعايش معه وإبراز الصراع بين الطبقات والمجتمع .
واخيرا وليس اخرا أحب أن ألقي الضوء على خطورة طرح مثل هذه الأعمال بدون المرور على رقابة المصنفات الفنية وتعيد النظر في تلك الأعمال حفاظا على ما تبقي من اهل الذوق والفن الحقيقي.