جودزيللا ضد كونج..
جودزيللا ضد كونج.. حضر الإبهار وغابت الحبكة الدرامية
أثارت فكرة وجود قوة لا تقاوم تواجه قوة أخرى خارقة، رواة القصص لعدة قرون، والآن اختصرت شركة وارنر براذرز تلك الثنائية في فيلم جودزيللا ضد كونج، الذي لا يخلو من إبهار وتكنولوجيا مع غياب للحبكة الدرامية المناسبة.
ولذلك يمكننا أن نتوقع أن يظهر عنوان الفيلم هذا في سياق الرياضة والسياسة والاقتصاد، ومن يدري في أي مجال آخر.
والحقيقة أنها ليست المواجهة الأولى بين العملاقين، فقد سبق أن قدمتهما السينما اليابانية في فيلم كنج كونج ضد جودزيللا الذي عرض عام 1962
ولولا كوفيد -19، لكنا قد شاهدنا الفيلم منذ نوفمبر من العام الماضي، قبل أن تؤجل الشركة المنتجة عرضه، وتعلن سياستها الجديدة في عرض أفلامها على المنصات الرقمية بالتزامن مع عرضها في دور السينما.
ولكن ذلك الفيلم بالتحديد يثبت فشل سياسة الشركة لأنه يحتاج بالفعل إلى شاشة عرض كبيرة تواكب إبهار الإخراج والمؤثرات الصوتية والمشاهد الرائعة التي يحتويها وتزيد معدل ضربات القلب ومستويات الأدرينالين، لذلك كان من الأفضل تأجيل عرض الفيلم حتى اكتمال إعادة فتح دور السينما.
وفيما يتعلق بالقصة فهي تبدأ بالصورة النمطية المعتادة، حيث يبتدع السيناريو طريقة يخرج بها كونج من جزيرة المحيط الهادئ المغطاة بالغابات المطيرة، وجودزيلا من أعماق المحيط، حتى يتمكن كلاهما بشكل أساسي من البدء في القفز فوق ناطحات السحاب وتقزيمها.
ولكن، هذه المرة نجت المدن الأمريكية وكانت ساحة المواجهة هي دينج دونج في هونج كونج.
تلعب الممثلة البريطانية ريبيكا هول دور العالمة الأمريكية الين أندروز التي تتمتع ابنتها الصغيرة جيا (كايلي هوتل) بعلاقة فريدة من نوعها مع كونج. جيا هنا هي الخليفة الروحي لفاي راي في فيلم King Kong الكلاسيكي لعام 1933: الأنثى الجميلة التي تمتلك قلباً كبيراً رقيقاً ينبض بالحب حتى ولو كان الحبيب قرداً!
يتعرض جودزيللا للاستفزاز بواسطة مؤامرة تديرها شركة إلكترونية قوية مقرها الولايات المتحدة الأمريكية تدعى «أبيكس»، بينما يقترح عالم آخر «ألكسندر سكارسجارد» الاستعانة بكونج من جزيرة سكال أو الجمجمة للمساعدة في التغلب على الوحش العملاق نيابة عن البشرية جمعاء.
وبالفعل يتم تخدير كونج ونقله على متن سفينة ضخمة بعيداً عن المواطن المعروفة لجودزيللا، حتى يقع المحظور وتحدث المواجهة الدموية بين العملاقين.
ويستعين الفيلم بمناظر وأفكار الأفلام المشابهة، فنشاهد معارك على غرار حرب النجوم، تتأرجح فيها الطائرات الحربية وكأنها مصنوعة من ورق، في معارك تستلزم شاشة عرض كبيرة.
في تلك الأثناء، وفي رواية موازية، تتعاون مراهقة مفعمة بالحيوية (ميلي بوبي براون) وصديقتها التعيسة (جوليان دينيسون) مع أحد أنصار نظرية المؤامرة المتطفل (بريان تيري هنري).
ويحاول الثلاثة كشف غموض شركة أبيكس المريبة، ويضفون نوعاً من الكوميديا في مسعاهم.
مدة الفيلم ساعة و53 دقيقة وهو من إخراج آدم وينجارد وبطولة ميلي بوبي براون، بريان هنري، ألكساندر سكارسجارد، ريبيكا هول، وشون أوجوري.