في مؤشر بلومبيرغ.. الإمارات الأفضل عربياً في التعامل مع الوباء
في مؤشر بلومبيرغ.. الإمارات الأفضل عربياً في التعامل مع الوباء
حلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول عربياً وضمن الدول العشر الأولى عالمياً في مؤشر بلومبيرغ للبلدان الأكثر قدرة على احتواء فيروس كورونا، والتعامل مع الجائحة.
وأظهرت بيانات المؤشر، تفوق دولة الإمارات، التي جاءت في المركز الثامن عالمياً، في بعض الخصائص على باقي الدول العشر في المراكز الأولى، حيث كان معدل الوفيات 159 من كل مليون شخص، وبلغ معدل الفحوصات الإيجابية 0.8% فقط
ووفقاً لبيانات وزارة الصحة ووقاية المجتمع بلغ مجموع الجرعات التي تم تقديمها حتى يوم أمس 10 ملايين و254 ألفاً و63 جرعة، ومعدل توزيع اللقاح 103.68 جرعة لكل 100 شخص.
وضمت المراكز العشرة الأولى في المؤشر، سنغافورة في المركز الأول، ومن ثم نيوزيلندا، أستراليا، إسرائيل، تايوان، كوريا الجنوبية، اليابان، الإمارات العربية المتحدة، فنلندا، هونغ كونغ.
وبحسب المؤشر، تمكنت سنغافورة من تجاوز نيوزيلندا واحتلال المركز الأول عالمياً، وذلك بفضل القيود الحدودية، وتطبيق برنامج حجر صحي صارم، والمعدل السريع لطرح اللقاحات.
وعلى الرغم من وفرة اللقاحات في فرنسا وتشيلي، فإنها تراجعت في ترتيبها على المؤشر بسبب انتشار الطفرات والسلالات الجديدة من الفيروس، والتي تنتشر بشكل كبير في الدول النامية التي تعاني نقصاً في إمدادات اللقاح، في حين تفشل جهود الإغلاق والتخفيف.
وحلت كل من بولندا والبرازيل في آخر مرتبتين ضمن الدول الـ 53 التي يشملها المؤشر، وصعدت الولايات المتحدة 4 مراتب لتحل في المرتبة الـ17 خلال شهر أبريل.
وجاءت بريطانيا التي تقدمت 7 مراكز في المرتبة الـ18، وذلك مع تخفيف الإغلاق، وطرح اللقاحات السريع، وفرض ضوابط صارمة على الحدود لمنع انتشار الطفرات والسلالات كتلك التي في الهند.
ويعتمد مؤشر بلومبيرغ على مجموعة واسعة من البيانات لترتيب التي يتم فيها التعامل مع الوباء بشكل أكثر فاعلية، وتحديد الدول التي سجلت أقل خسائر اجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى معدلات الوفيات والاختبارات وسرعة طرح اللقاحات.
اللقاحات والطفرات
منذ بدء طرح اللقاحات المضادة لكورونا، قامت بعض الحكومات بتخفيف القيود في وقت مبكر جداً، ما أتاح فرصة لانتشار السلالات الجديدة على نطاق واسع قبل تحقيق معدل كافٍ من المناعة.
فعلى سبيل المثال قامت بولندا بإعطاء لقاحات لـ13% من سكانها، وعلى الرغم من ذلك، فإن السلالة البريطانية التي تم تحديدها لأول مرة في بريطانيا، استحوذت على 90% من الإصابات الجديدة في بولندا، وتسببت في ارتفاع قياسي في الحالات والوفيات.
وفي الوقت نفسه تسببت السلالة البرازيلية بانتشار واسع في بعض أماكن أمريكا اللاتينية، حتى في تشيلي حيث تم تطعيم ما يقارب ثلث السكان.
وعلى الرغم من أن بعض البلدان الأخرى، كإسرائيل، شهدت انخفاضاً ملحوظاً في تفشي المرض بفضل التطعيم المبكر والواسع النطاق، فإن الخبراء يحذرون من التراخي الذي ما يزال من الممكن أن يعُرّض البلاد للخطر من أخرى.
وحلت إسرائيل في المرتبة الرابعة ضمن المؤشر، وذلك بعد تطعيم أكثر من 55% من سكانها.
آسيا في المقدمة
ومع انتشار السلالات الجديدة للوباء، والتي كانت أسرع من طرح اللقاحات في بعض المناطق، أظهر المؤشر نجاح منطقة آسيا والمحيط الهادئ في احتواء الفيروس وإبعاده، فالمراكز الثلاثة الأولى (سنغافورة ونيوزيلندا وأستراليا)، عادت الحياة بها إلى طبيعتها، باستثناء عودة السفر الدولي الذي تم إغلاقه لمنع ارتفاع الإصابات مرة أخرى.
تداعيات طويلة الأمد
على الرغم من فشل أكبر الاقتصادات العالمية في الحد من انتشار الوباء، والذي كان بمثابة صدمة مذهلة، فإن الدول الغربية الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا، عوضت الأمر من خلال الأداء الجيد في توفير إمدادات اللقاحات.
ومعظم الدول النامية لم تطلق بعد الجرعات بشكل كبير، حيث تفتقر للقوة الشرائية لتوقيع اتفاقيات التوريد، وفي البلدان ذات الدخل الأعلى يتم طرح اللقاحات بمعدل أسرع بـ25 مرة من البلدان ذات الدخل الأدنى.
ويشكل التفاوت في المناعة تهديداً للعالم، فكلما زاد معدل انتشار الفيروس، زادت فرصة تطوير الطفرات الجديدة والخطيرة، حيث ثبت بالفعل أن بعض اللقاحات الحالية أقل فاعلية ضد السلالات الجديدة، ولا يمكن استبعاد احتمال دخول سلالة إلى دولة محصنة وإشعال موجة جديدة بها.
ولن تتمكن معظم الدول في أمريكا اللاتينية من العودة إلى مستويات النمو السابقة للوباء حتى عام 2023، ولن يتعافى دخل الفرد حتى عام 2025، وسيتسبب الوباء بانزلاق حوالي 150 مليون شخص إلى هوة الفقر المدقع بحلول عام 2021، وفقاً لصندوق النقد الدولي.