منوعات

التحديات التي تواجه البيئة العربية في ظل الأوضاع الراهنة

  • التحديات التي تواجه البيئة العربية في ظل الأوضاع الراهنة

بقلم / د. أشرف عبد العزيز :
نائب رئيس الحزب

العالم من حولنا ،، يتحرك مقاوماً لزحف التلوث في كل المجالات ، من أجل توفير مقومات نقية مستدامة لحياة الإنسان على الأرض .
فلا يخفى على أحدنا ما لحق بالأرض من تلوث وفساد في البر والبحر ، بما كسبت أيدينا ، والذي يؤثر أول ما يؤثر على صحة الإنسان .

ولا يخفى على أحدنا ، مدى تدني الوعي البيئي في المنطقة العربية ، والذي يتضح جليا من الممارسات الخاطئة التي تعتبر أخطاء فادحة بحق أجيال بأسرها .

الهواء الملوث ، الماء الملوث ، الغذاء الملوث ، كل ذلك يؤذي صحة الإنسان ويدمر أجيال ، يعلم الله وحده ماذا سيؤول إليه حالها ، إذا لم نتعاون وتتضافر جهودنا من أجل مقاومة ذلك كله .

هذا بالإضافة إلى المشكلات البيئية التي من المنطقي توقعها في المناطق التي تعاني من التلوث أو الحروب أو النفايات الكيماوية أو الغازات الضارة ، والتي تؤثر بالسلب على البيئة والتوازن البيئي في المنطقة .

المشكلات متعددة ومتشعبة وجد خطيرة ، تحتاج لوعي مستنير وجهود مستمرة لإعادة توجيه مسارنا في إتجاه الإصلاح وإيقاف التدمير والتخريب في مقدرات الأمة ، وبما أننا يجب أن نعرف الخطر ، ونتعرف عليه وعلى مصدره لنتمكن من إصلاحه ، إذ أن المنطقة بأسرها ،، أمست في أمس الحاجة للوقوف على التحديات والمشكلات الراهنة ، ومحاولة البحث عن حلول فعالة لمواجهتها ، قبل أن تتفاقم أكثر مما هي عليه ، ويصبح التصدي لها درب من المحال مما ينذر بكوارث حقيقية تواجه أمتنا العربية .

وهنا يجب الإستعانة بالعلم ليكون حلقة الوصل بين الكفائات العلمية المتخصصة وكذلك العقول ذات الرؤى المبشرة وبين السادة المسئولين وصانعي القرار ليستعينوا بها في صناعة حلول على أرض الواقع ، ننتشل بها أجيال المنطقة من واقع مرير ومستقبل مخيف في حالة ما لم نتحرك لتفعيل تلك الأفكار والحلول وتحويلها إلى واقع ملموس .

إن العلم إكسير إستمرار الحياة على الأرض ، فهو الأداة التي تسخر لنا الأشياء من حولنا ، في سبيل إستمرار وإستدامة الحياة ومقوماتها ، من أجل مجتمعات متطورة قادرة على إستخدام العلم والإستفادة منه في شتى المجالات .

كما يجب تسليط الضوء وتوجيه البحوث العلمية المختلفة لتحسين الخدمات البيئية بأساليب علمية وتكنولوجية حديثة ، ومن ثم ،، تنمية الموارد البشرية عن طريق إتاحة المعرفة والمعلومات وبناء القدرات لإكتساب مهارات متميزة قادرة على النهوض بعملية التنمية الإقتصادية والإجتماعية والصحية ، مع الحفاظ على البيئة والموارد والمقدرات لتحقيق المعادلة الدقيقة والملحة للتنمية المستدامة في الحاضر والمستقبل ، ونشر مفاهيم التنمية المستدامة في أرجاء الوطن العربي ، لتوعية المواطن العربي بأهمية ذلك من أجله ، ومن أجل أولاده وأحفاده ، وصولاً به إلى أعلى درجات التنمية المجتمعية والحياتية ، مع ضرورة إلقاء الضوء على دور المشاركة المجتمعية في هذا المجال ، والتي أصبح لها قدراً كبيراً ، بعد أن إتسعت محاور المنظومة المجتمعية ، ولم تعد الحكومات قادرة وحدها على تحمل العبء ، وهي معادلة تصب كلها في بوتقة واحدة هي إنقاذ صحة الفرد وبالتالي إنقاذ المجتمع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى