كلمة رئيس الوفد السوداني في القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في بيروت
كلمة رئيس الوفد السوداني في القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في بيروت
ألقى النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانية الفريق أول الركن بكري حسن صالح كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية كلمة قال فيها: “يطيب لي في البدء أن أزج أسمى آيات الشكر والتقدير لفخامة الرئيس ميشال عون، ولحكومة وشعب الجمهورية اللبنانية الشقيقة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الوفادة، وكلنا ثقة في أن رئاستهم للدورة الحالية للقمة التنموية ستشهد انطلاقات رحبة في مجالات العمل العربي المشترك اقتصاديا واجتماعيا”.
أضاف: “كما أتقدم بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية الشقيقة، لرئاستها للدورة السابقة للقمة وعلى المبادرات الخلاقة التي رعتها وتبنتها خلال تلك الدورة. ولا يفوتني أن أبذل الشكر والعرفان لمعالي الامين العام لجامعة الدول العربية وللعاملين بالامانة العامة على حسن اعدادهم وترتيبهم لهذه الدورة . أنقل لكم تحيات السيد رئيس جمهورية السودان المشير عمر حسن احمد البشير وتمنياته لقمتكم بالتوفيق والنجاح، ولعل جدول اعمال قمتنا هذه يعكس الطموحات الكبيرة التي نصبو لها كحكومات وشعوب في بلوغ التكامل الاقتصادي العربي الذي طال شوقنا له، فالقادة العرب الاوائل سبقوا العالم اجمع عندما صاغوا اتفاقية الدفاع العربي المشترك في العام 1950 ونادوا بالوحدة الاقتصادية العربية وأن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها المنطقة تحتم علينا المضي بوتيرة اسرع نحو تحقيق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى من اجل بلوغ التكامل الاقتصادي العربي وحتى تتبوأ منطقتنا مكانها المرجو في التجمعات الاقتصادية الدولية الكبرى”.
وتابع: “مرت ست سنوات منذ عقد آخر قمة تنموية عربية في الرياض والتي طرح من خلالها فخامة الاخ رئيس الجمهورية مبادرة السودان لتحقيق الامن الغذائي العربي من خلال الاستثمار الزراعي في السودان، وقد شهدت هذه المبادرة حراكا جيدا تمثل في عقد اجتماع استثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في الخرطوم وموّل الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي الدراسات التفصيلية لهذه المبادرة والتي اعادها احد بيوت الخبرة العالمية الالمانية المعروفة ىوقد اكدت نتائج تلك الدراسات قدرات السودان التي تؤهله لسد فجوة الغذاء العربي من اللحوم والزيت والسكر وبعض الحبوب، وقد تبنت كافة القمم العربية العادية هذه المبادرة واعتبرتها قمة شرم الشيخ احدى ركائز الامن القومي العربي”.
وتابع:”وفي اطار التزام بلادنا بجميع اتفاقيات الاستثمار العربية المصادقة سعت حكومة السودان لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار العربي الزراعي من خلال جملة من الاصلاحات الاقتصادية والتشريعات والتدابير وانفاذ المشاريع ذات المنفعة لكل الشعوب العربية. والسودان اذ يشكرالصندوق العربي للانماء الاقتصادي يؤكد كذلك التزامه بكل القرارات الصادرة عن القمم العربية وعن المجلس الاققتصادي والاجتماعي ويطالب بسرعة تنفيذ تلك القرارات والتوصيات وعلى رأسها تلك المتعلقة بتوفير التمويل بالشروط المناسبة لمشروعات المبادرة، وانشاء وحدة متابعة تنفيذ مشروعات الامن الغذائي العربي اضافة الى تفعيل دور المؤسسة العربية لضمان الاستثمار والصادرات للتأمين على مخاطر الاستثمار”.
وقال: “فالسودان يسعى من خلال هذه المبادرة لاقرار نموذج جديد للتعاون الاقتصادي العربي يأخذ بالاعتبار ضرورة وجود مشروعات عربية تكاملية حقيقية على ارض الواقع تفضي لاحداث تكتل اقتصادي يرضي تطلعات شعوبنا العربية من المحيط الى الخليج. ان الظروف الاقتصادية السائدة اليوم تتطلب منا حفز التعاون الاقتصادي ودفع التجارة البينية وصولا لسوق عربية مشتركة اسوة بالتكتلات الاقتصادية العالمية والتي برزت للوجود وسيطرت على الاقتصاد الدولي رغم عدم وجود روابط كبيرة بينها كتلك التي بين دولنا العربية”.
أضاف: “اننا نثمن عاليا البنود المطروحة على جدول اعمال قمتنا هذه، ونبارك كافة الخطوات التي اتخذت لتنفيذها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي كما نعلن ترحيبنا بمخرجات منتدى القطاع الخاص العربي ومنتدى الشباب العربي ومنتدى منظمات المجتمع المدني العربي والتي عقدت على هامش هذه القمة. ونؤكد بأن اقتصادنا العربي عماده القطاعين العام والخاص ومن غير تكامل هذين القطاعين لن نستطيع ان نحقق التكامل الاقتصادي العربي الحقيقي.”
وختم: “أوّد أن اؤكد خلال هذه السانحة على ضرورة مضاعفة الجهد من اجل توحيد الصف العربي وجمع الكلمة في مواجهة التحديات الخطيرة والمحدقة بأمن ومصالح ومقدسات ومكتسبات دولنا وشعوبنا العربية دون استثناء. الامر الذي يدعونا جميعا للانتباه واليقظة وحسن تقدير الموقف والتعالي على الخلافات والاختلافات من خلال الحوار والتفاهم والتنازل لبعضنا البعض، ومن خلال تفويض اكبر واوسع لاليات جامعتنا العربية حتى تقوم بدورها في تعزيز التعاون والتضامن العربي وانهاء مظاهر العزلة والقطيعة ودعم المبادرات والمساعي الحميدة لبعض اخوتنا من القادة العرب والرامية الى تنقية الاجواء. اتمنى ان تكلل قمتنا هذه بالنجاح وان نخرج بقرارات تصب في رفاهية ورفع مستوى حياة شعوبنا العربية”.