كلمة رئيس الوفد العراقي في القمة العربية التنمويه -الاقتصادية الرابعة في بيروت
كلمة رئيس الوفد العراقي في القمة العربية التنمويه -الاقتصادية الرابعة في بيروت
ألقى وزير الخارجية العراقي الحكيم محمد علي الحكيم في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية كلمة جاء فيها :
“اولا اقدم لفخامتكم تهاني فخامة الرئيس برهم صالح ودولة الرئيس عادل عبد المهدي على رئاستكم للقمة التنموية الاقتصادية الاجتماعية الرابعة ونقدم تقديرنا للمملكة العربية السعودية على رئاستها للدورة الثالثة وشكرنا لمعالي الامين العام احمد ابو الغيط و الجامعة العربية على جهودهم، كما يسعدنا ان نكون في بيروت التي كانت وستبقى على مر الزمان المدينة العربية التي تحتضن الجميع وتتباهى بجمالها و زهوها وتحية من بغداد الى اهلنا و اشقائنا العرب جميعا. السيدات و السادة ان العراق اصبح اليوم نقطة الالتقاء لا افتراق ، و ابوابه مشرعة للتعاون و التكامل العربي بجميع صوره و سيلعب دورا محوريا في دعم الامن و الاستقرار في المنطقة و بناء منظومة علاقات عربية مشتركة قائمة على تبادل المصالح بعيدة عن المحاور وان يكون تطوير الاقتصاد هو الهم الاول والهدف الاسمى ان سياسة العراق منصبة على الانفتاح الاقتصادي ومد يد التعاون الى جميع الدول الصديقة و بناء شبكة علاقات اقتصادية واسعة و جذب الاستثمارات الاجنبية، فقد آن لشعوبنا ان تتنعم بثرواتها الاقتصادية وتعيش بخيراتها و أن للجيوش و الخبرات العسكرية و الطاقات البشرية ان تتحول الى عامل مساعد في حملات الاعمار.
نحن ماضون نحو تحقيق اهدافنا بالنمو الاقتصادي والعمراني و توفير خدمات تليق بمواطينينا الذين عانوا طويلا من تعطل فرص النمو نتيجة الحروب و الاهمال . لقد دفع الشعب العراقي ثمنا غاليا نتيجة الحروب و سياسات الخاطئة التي بددت ثروات البلاد، ثم اكملت هذا التبديد عصابات الارهاب بمختلف تسمياتها وصولا الى داعش. ومن هذه المنطلقات وضعنا برنامجا حكوميا طموحا بتوقيتات زمنية معلنة يشمل جميع قطاعات العمل و الموارد و الانتاج وتحسين الخدمات ومكافحة الفساد وصادق عليه مجلس النواب و انطلقنا به على بركة الله بشكل مدروس و حسب الاولويات و نتطلع الى ان يقطف الشعب العراقي ثمار صبره و تضحياته و الدماء الغالية التي قدمها على طريق الدفاع عن الوطن و التصدي للارهاب . ان امامنا جميعا الكثير من العمل لتهيئة ارضية مشجعة للاستثمار و تبسيط الاجراءات و محاربة البيروقراطية و الانتقال بعيدا عن الدولة الريعية وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر للدخل الوطني وتنويع مصادر الدخل و الاتجاه نحو القطاع الخاص والقطاعات الحقيقية المنتجة .ان اهم رسالة نبعث بها عبر مؤتمرنا هذا هي عزمنا على توجيه دولنا و حكومتنا نحو التنمية المستدامة و تحقيق الازدهار وطي صفحات الاختلافات و النزاعات ففرص الحياة لدينا واسعة و ثراوت الامة و امكانياتها هائلة لكن الواقع مؤلم شعوبنا تعاني من الامية والبطالة والفقر و مثقلة بالديون و الازمات ندعو الى التكامل الاقتصادي و تأسيس مناطق اقتصادية مشتركة كبرى وتحويل الحدود بين دولنا الى مناطق استثمار وورش عمل تنفع الجميع و لا بد من العمل على ايجاد اليات عمل قابلة للتطبيق في مجال التعاون الاقتصادي بتشجيع الاستثمار المشترك للمشاريع المدرة للدخل للقضاء على البطالة.
ما زالت دولنا تواجه تحديات كبيرة تمس الامن و السيادة بسبب التطورات المتلاحقة و المتمثلة بتسارع و تيرة الارهاب و ما تبعه من موجات نزوح و لجوء و ازدياد نسبة البطالة بين اواسط الشباب و تردي الخدمات الاساسية على المستوى الصحي و الاجتماعي و الاقتصادي و الامن الغذائي و التغيير المناخي و ايمانا منا بمحورية الطاقة المستدامة في تحقيق التنمية المستدامة و تمكين المجتمعات العربية من التمتع بطاقة مناسبة اقتصادية فان علينا ان نعي كيفية الحفاظ على مواردنا الطبيعية و تنميتها. وهنا ياتي الدور المحوري لجامعة الدول العربية و مؤسساتها المتخصصة و في نفس السياق و تاكيدا على التزامنا بتحقيق التنمية المستدامة 20 _ 30 فلا بد من دعم جهود الدول العربية في تنفيذ المشروعات التكاملية و ارساء اطار تشريعي مؤسساتي لسوق عربية متكاملة للكهرباء ادراكا لاهمية الدور الحيوي لقطاع الكهرباء في عميلة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الذي من شانه توفير مزايا اقتصادية واجتماعية تسهم في تحريك الاقتصاد و توفير فرص عمل للشباب و تخفيض نسبة البطالة. مما لا شك فيه ان نهوض اي امة و تنميتها يرتبط ارتباطا عضويا بالحرية و الثقافة و لا بد لنا من رعايتها و ارساء دعائمها في المجتمع المدني العصري.”