مسرح “الأوديون” يحتضن “Maryam Labo” بعرضٍ فكاهيّ تثقيفيّ
جيزيل هاشم زرد تستعرض مخاطر الجهل والتسوّل وتعيد للطفولة عالمها الخاص
مسرح “الأوديون” يحتضن “Maryam Labo” بعرضٍ فكاهيّ تثقيفيّ
جيزيل هاشم زرد تستعرض مخاطر الجهل والتسوّل وتعيد للطفولة عالمها الخاص
سارة مطر
يكفي أن تلامس مسامعك تلك الضحكات البريئة المتلهّفة للفرح والأمل، لتدرك تعطّش الأطفال لواقعٍ مختلفٍ ينساب أمامهم بعيدًا عن شاشات هواتفهم أو ألعابهم الالكترونية. لحظاتٌ قليلة تفصلك عن عالمٍ مسرحيّ رياديّ أرادت عبره الكاتبة المسرحية جيزيل هاشم زرد، كعادتها، سرد العديد من القضايا الاجتماعية والتربوية والتثقيفيّة، بأسلوبٍ فكاهيّ شيّق.
Maryam Labo أو “مختبر مريم”، مسرحيةٌ توجيهيّة تستهلّها هاشم زرد باختراعٍ علميّ يسعى للخير العام ويعمل على حماية الأنواع والأصناف النافعة المهدّدة بالانقراض، وذلك بمشهديّة تفاعليّة بين البروفيسور، صاحب الاختراع، وتلميذيه، وبطريقة تحاكي عقول الصغار والكبار وترسم البسمة على وجوههم.
وإذ تقارب بين عالم الثقافة وعالم الجهل، من خلال اقتحام فتاة متسوّلة، مختبر مريم، عن طريق الصدفة أثناء هروبها من الشرطة، تسرد الكاتبة هاشم زرد إشكاليةً رئيسيّة، تتمحور حول مخاطر إساءة استعمال الاختراعات والآلات العلمية لأغراض خاصة أو مضرّة. ففي الوقت الذي تتفاعل فيه الأحداث لتعرض المسرحية محاولة تلك الفتاة المتسوّلة ووالدها الاستيلاء على الاختراع وتكييفه لتحقيق الأرباح غير المشروعة، يقرّر البروفيسور إقناع الشرطي بعدم القبض عليها، إنّما بتحقيق حلمها، وهو الالتحاق بمقاعد الدراسة، أسوة بغيرها من الأطفال.
وعلى وقع الفقرات الغنائيّة الاستعراضية، تروي المسرحية ما يعيشه لبنان من حالة فقرٍ وعوز، وتسلّط الضوء على ظاهرة أطفال الشوارع وما يتعرّضون له من استغلالٍ لطفولتهم، وحرمانٍ لحقوقهم البديهيّة سواء في التعلّم والمعرفة أو في العيش بأمانٍ وسط حضنٍ دافئ، وداخل بيتٍ يأويهم وذويهم.
على مسرح الأوديون- انطلياس، تختار هاشم زرد أن تختم مسرحيّتها الهادفة، برسالة تدعو إلى حماية الأطفال المتسوّلين والحدّ من استغلالهم والاتجار بهم، عوض إعطائهم المال تلو المال، كي لا نكرّس أكثر فأكثر ظاهرة التسوّل وعمالة الأطفال، وبالتالي ألا نساهم في إيذائهم والإساءة لطفولتهم.
على خشبة المسرح نفسه، تواصل الكاتبة عرضMaryam Labo وسط سياق ممتع وحيويّ حمل لمسات المخرجة مارلين زرد مصابيني. كما نجح مصمّم الديكور عمر زرد في التعبير عن مشهديّات المسرحية بروحيّة مبتكرة وسط إضاءة وألوان وموسيقى جذبت الأطفال وذويهم منذ اللحظة الأولى. فكانت عودة إلى عالم الجمال والخيال، في زمنٍ غابت فيه ساحات اللّعب وندرت معه فنون الإبتكار.