أمل أبو زيد تشارك بمؤتمر “فالداي الحواري” حول القضايا السياسية المستجدة في العالم والشرق الأوسط بالعاصمة الروسية
أمل أبو زيد مباشرةً من العاصمة الروسية موسكو مشاركاً في مؤتمر “فالداي الحواري” حول القضايا السياسية المستجدة في العالم والشرق الأوسط :
بعد 8 سنوات من اندلاع الحرب السورية، لا بدّ من الكلام عن إعادة إعمار المدن والقرى والبنى التحتية، بالإضافة إلى كلفة هذه العملية وتأثيرها على سوريا والمجتمع الدولي.
بحسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا من المتوقّع أن تمتدّ إعادة إعمار سوريا لفترة 15 سنة وتقدّر كلفتها بحوالي 388 مليار دولار أميركي.
جرت العادة أن يتدخّل المجتمع الدولي لإعادة إعمار الدول المدمّرة وتسوية أوضاع النازحين، وقد أعلنت روسيا عن مبادرتها التي تدعو المجتمع الدولي إلى إعادة إعمار سوريا وإعادة النازحين.
المبادرة الروسية تواجه عراقيل أبرزها من الأميركيين الذين يرفضون المشاركة في عملية إعادة الإعمار قبل التوصّل الى حلّ سياسي في سوريا يشمل تشكيل حكومة جديدة.
أدّت الحرب السورية إلى تشريد أكثر من 6.5 مليون سوري في الداخل و5.6 مليون في دول الجوار حيث استقبل لبنان العدد الأكبر من النازحين بعد تركيا بالرغم من قدرته المحدودة على الاستيعاب نظراً لاقتصاده الهشّ وبنيته التحتية غير المتطوّرة ومساحته الصغيرة وموارده الضعيفة.
بحسب الأمم المتحدة يتراوح عدد النازحين السوريين في لبنان بين مليون مسجّل ونصف مليون غير مسجّل، بنسبة بلغت 37% من تعداد السكان، ما أدّى إلى ازدياد الطلب على الغذاء والطاقة والنقل والبنى التحتية والخدمات العامة والصحّة والمياه والبيئة، مع العلم أن دول الاتحاد الأوروبي المتقدّمة اقتصادياً يشكّل اللاجئون فيها 2% فقط من سكّانها.
إن دخول 384 ألف سوري إلى سوق العمل في قطاعات محدّدة حصراً باللبنانيين أدّى إلى خروج 270 ألف لبناني من وظائفهم، وساهم في ارتفاع البطالة من 11% عام 2011 إلى 35% عام 2017.
وفي ظلّ غياب الحلّ السياسي اليوم وأي اتفاق يلوح في الأفق، يجب أن تتمّ مسألة إعادة الإعمار من خلال تقسيم سوريا إلى مناطق محدّدة تخضع كلّ منها لإدارة وإشراف دولة من الدول المعنية بإعادة الإعمار كروسيا والهند وإيران وأميركا وأوروبا والصين والدول العربية وغيرها… وليكن التنافس بين هذه الدول لتقديم ما هو أفضل لسوريا وشعبها.
بالنظر إلى خطورة وأهمية هذا الملفّ، علينا إنجاح المبادرة الروسية الهادفة إلى إيجاد حلّ لمسألة النازحين كما التسريع بالحلّ السياسي في سوريا وفق ما يرتضيه الشعب السوري ويقرّره.
على المجتمع الدولي أن يكمل مسعاه في تأمين الدعم لفترة محدّدة ريثما تتحقّق العودة الآمنة للنازحين إلى بلدهم وقراهم في سوريا، وبذلك يضع حدّاً لمعاناتهم ويؤمّن المناخ الملائم لتحقيق الاستقلالية التامّة لسوريا وحمايتها من التدخلات الخارجية لكي يتمكّن الشعب من الاعتناء بنفسه وبوطنه وبشؤونه.