حاكم الشارقة يشهد الجلسة الافتتاحية للبرلمان العربي للطفل
حاكم الشارقة يشهد الجلسة الافتتاحية للبرلمان العربي للطفل
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن التأسيس الصحيح للأطفال على طرح قضاياهم في بيئة برلمانية مهيئة يسهم في تنشئتهم بشخصية بناءة تمكنهم من المشاركة1 الفاعلة في تطوير بلدانهم وممارسة الديمقراطية الحقيقية.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها في افتتاح الجلسة الافتتاحية للبرلمان العربي للطفل والتي عقدت صباح اليوم الأحد في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة.
ورحب سموه في كلمته بأعضاء البرلمان العربي للطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤكداً أنهم بين أهلهم وإخوانهم الذين سيوفرون لهم كافة ما يلزمهم لتأدية مهامهم مشيراً سموه إلى أهمية البرلمان العربي للطفل الذي كان حلماً وأصبح حقيقة على أرض الشارقة.
وأشار سموه إلى سعادته بظهور البرلمان العربي للطفل بهذه الصورة الراقية والحضارية خصيصاً أنه جاء بإشراف وموافقة جامعة الدول العربية، مثنياً سموه على تأييد أمينها العام معالي أحمد أبو الغيط ودعمه هو وجميع من عمل على التحضير للبرلمان العربي للطفل من كافة الدول العربية من مسؤولين ومختصين.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن التجربة البرلمانية للأطفال بدأت في الشارقة منذ سنوات طويلة من خلال مجلس شورى الأطفال الذي تخرج منه الكثير ممن أصبحوا عناصر فاعلة في المجتمع ولديهم القدرة على المشاركة في المجلس الوطني الاتحادي والمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة والمساهمة في صنع القرار.
وأوصى سموه الأعضاء بحمل رسالة البرلمان المهمة إلى دولهم ونقل ما رأوه من تجربة مميزة في شورى الأطفال بالشارقة حتى يستفاد منها مشيراً إلى الكثير من الوفود التي حرصت على الاطلاع على هذه التجربة التي يعكس أعضائها الوعي الذي اكتسبوه وحرصهم على إيصال صوتهم حتى لو لم يحالفهم الفوز بالعضوية.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد صافح قبل بداية الجلسة الافتتاحية أعضاء البرلمان العربي للطفل متمنياً لهم التوفيق في طرح مواضيعهم العربية لتبدأ بعدها الجلسة الافتتاحية والتي قدمتها منى السعيدي عضو البرلمان العربي للطفل وممثلة دولة الكويت لتتلو بعدها رحاب بن المعلم عضو البرلمان العربي للطفل وممثلة المملكة المغربية آيات من الذكر الحكيم.
وألقى معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة رفع فيها أسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على جهوده الخيرة والسباقة في دعم وتعزيز العمل التنموي العربي بما في ذلك مجال الارتقاء بأوضاع الطفولة في المنطقة العربية.
وقال أبو الغيط // يأتي إنشاء هذه الآلية العربية، والتي تعد الأولى من نوعها في العالم، وليد قرار صدر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ثم احتضن هذه الفكرة ورعاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بمبادرةٍ طيبة منه ليتوافد الأطفال من الدول العربية للمشاركة في أعمال الدورة الأولى للبرلمان العربي للطفل آملين وحالمين بتطلعات يتيحها لهم هذا المنبر في حقهم بالمشاركة في مناقشة قضاياهم وهو حقٌ أصيل نصت عليه اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل والتي صادقت عليها معظم الدول العربية //.
وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية // إنني لعلى ثقة في أن هذا المنبر سيكون جسراً لتواصل الأطفال العرب وأداة تنشئةٍ وتَثقيف لهم وفق منهجٍ علمي وعملي وتربوي هدفه الرئيسي غرس قيم ومفاهيم الديمقراطية والعمل واحترام الآخر، ولجعل شخصية الطفل العربي شخصيةً مساهمة في تناول قضاياه ومعبرة عنه، وهي مسؤولية نعد جميعاً شركاء فيها نحو أبنائنا الذين ننظر إليهم باعتبارهم الثروة الحقيقية للمجتمعات العربية، والاستثمار الناجح في غدٍ ومستقبلٍ تَنعم فيه شعوبنا بالتقدم والرفاهية //.
وحول ريادة الشارقة في رعاية الطفولة وخبراتها المتميزة التي ستستثمر في البرلمان العربي للطفل قال أبو الغيط // تزداد ثقتي في نجاح هذه التجربة العربية في ضوءً الخبرات المتقدمة لإمارة الشارقة في التعامل مع قضايا الطفولة كأول حاضرة عربية صديقة للطفل على مستوى العالم، وامتلاكها تجربة رائدة على المستوى الوطني من خلال برلمان شورى الأطفال، وهو ما يأتي ليضيف إلى الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع ملف أهداف التنمية المستدامة 2030، وذلك بفضل الدّعم المتواصل الذي تُوليه السلطات المعنية بدولة الإمارات للنهوض بالتعامل مع مختلف ملفات التنمية الشاملة //.
وأشار أبو الغيط إلى دور الجامعة العربية في مواجهة التحديات الكبيرة وانعكاساتها السلبية على وضعية الأطفال في الدول العربية قائلاً // على الرغم من التحديات الكبيرة التي تشهدها منطقتنا العربية خلال المرحلة الحالية وما لها من انعكاسات سلبية واسعة على وضعية الأطفال في عدد من الدول العربية، فإن الجامعة العربية لا تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يواجهونه من تحدياتٍ يأتي على رأسها تحدي الإرهاب الذي يحاول استقطابهم وتجنيدهم ويهدد توازنهم النفسي والعقلي وسلامتهم الجسدية في كل لحظة. وأحب أن أنوه في هذا الإطار بالقرار الهام الصادر في هذا الشأن عن القمة العربية الأخيرة في تونس، وأدعو البرلمان العربي للطفل إلى إيلاء هذه القضية الأولوية الواجبة كونها إحدى أهم القضايا التي تهدد الأمن القومي العربي وبنية الأسرة العربية ومستقبل المجتمعات العربية //.
وأضاف أمين عام جامعة الدول العربية // سنعمل في هذا الإطار على دعم كل خطوة تصبو لخلق واقع مغاير يعزز ويدعم حقوق الطفل. فخطوة صغيرة بإمكانها أن تنقذ طفلاً من براثن الإرهاب، وخطوة أخرى تساعد في وضع خططٍ واستصدار تشريعٍ أو قانون يحمي حقوق الطفل بما يمثل نجاحاً لنا جميعاً حاضراً ومستقبلاً. والتاريخ َيشهد الآن إطلاق منصة عربية تضم لأول مرة أطفالاً تجمعهم وحدة المصير المشترك في إطار برلمانٍ عربي يناقش قضاياهم، وتُصاغ توصياته بأيديهم، وتعرض على متخذي القرار في الوطن العربي من خلال الآليات المتخصصة بجامعة الدول العربية لإقرارها واعتمادها عربياً //.
كما أشار أمين عام جامعة الدول العربية إلى تحدي الطفل الفلسطيني وصموده عبر الإصرار على التعليم رغم الظروف الصعبة المحاصرة قائلاً // لا ننسى أبداً ما يُعانيه أبناؤنا الفلسطينيون تحت الاحتلال، الطفل الفلسطيني محروم، ليس فقط من حقوقه الطبيعية الأساسية، بل من حقه البسيط في أن يحيا في مكانٍ يُسميه وطناً، آمناً من الخوف ومن الغارات الجوية، والمُداهمات والقمع والحصار، وبالرغم من ذلك، فقد أثبت المجتمع الفلسطيني، ولا يزال، قدرته على التحدي والصمود عبر الإصرار على التعليم، حتى صارت مُعدلات الأمية في فلسطين من بين الأدنى في العالم العربي، غير أن البعض ربما أراد أن يُجرد الفلسطينيين من هذا السلاح الأخير، فرأينا الولايات المتحدة تُجمد مساهمتها في الأونروا التي يتعلم في مدراسها نحو نصف مليون طفل فلسطيني كل عام //.
وألقت تمار سامي مطير عضو البرلمان العربي للطفل ممثلة دولة فلسطين كلمة بالنيابة عن أعضاء البرلمان قالت فيها // إنه لشرف عظيمٌ لنا نحن أطفالَ العرب، أن نَحظى اليومَ بهذا اللقاء معكم، وأن نتشرف بحضور افتتاح برلمان الطفل العربي بالشارقة، هذا البرلمان الذي سيكتبه التاريخ، ويسجله بأحرف من نور في حاضر الطفولة العربية وفي مستقبلها إن شاء الله //.
وقدمت تمار سامي شكرها وتقديرها إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على مكرمته بإنشاء البرلمان وإلى جامعة الدول العربية قائلة // من شارقة العروبة والثقافة، وباسم أطفال العرب، في مختلف بلدانهم، ومدنهم، وقراهم، نرفع أسمى آيات التقدير وخالص الامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على مكرمته وتفضله بإنشاء مقر لهذا البرلمان واستضافته بأرض الشارقة، ليتحول الحلم إلى حقيقة ماثلة نعيشها الآن في هذه اللحظة، والشكر إلى جامعة الدول العربية وأمينها العام معالي الأستاذ أحمد أبو الغيط، لأنكم أسستم لنا هذا البرلمان، الذي يجمعُ كلَ أطفال العرب، ليعبروا عن أنفسهم، ويناقشوا قضاياهم، وأن يبنوا أنفسهم، ويصقلوا مهاراتهم وإبداعاتهم، وأن يعدوا أنفسهم للمستقبل الزاهر خير إعداد //.
وختمت تمار سليمان كلمتها قائلة // مصممون نحن الأطفال أن نجعل من هذا البرلمان صوتنا ونبضنا وطريقنا إلى النجاح و إلى القيم النبيلة، وسنجعل منه بيتاً جميلاً للعروبة والسلام والوئام، وسنكون قدوة لزملائنا، وسنُكوِّنُ معاً أساساً متيناً لجيلٍ عربيٍ، يقوم بواجبه تجاه أهله ومجتمعه، بكل مسؤولية واحترام، من أرض الإمارات العربية المتحدة، ومن الشارقة الجميلة، نحن أطفال العرب، نعاهدكم بأن نبقى الأبناءَ الأوفياءَ لكم، وأن نكون الصوتَ المعبرَ عن الآمالِ والطموحات //.
وعقب الجلسة الافتتاحية جرت جلسة إجرائية للبرلمان العربي للطفل ترأسها شريف محمود عبدالمجيد من جمهورية مصر العربية أكبر الأعضاء سناً جرى خلالها طرح أعضاء وعضوات البرلمان لآرائهم وتصوراتهم لمستقبل العمل في البرلمان ومناقشة قضايا الطفولة.
حضر الجلسة الافتتاحية إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وسعادة خولة الملا رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وسعادة أيمن عثمان باروت أمين عام البرلمان العربي للطفل، وعدد من المسؤولين والسادة أعضاء لجنة استضافة الشارقة لمقر البرلمان العربي للطفل.