سيدتي

الإعلامية دينا المقدم تكتب معنفات الشرق الأوسط

العنف هو تعبير عن القوة الجسدية التى تصدر ضد النفس أو ضد شخص آخر بصورة متعمدة، وقد يكون إرغام الفرد على إتيان فعل العنف نتيجة لشعور الفرد بالألم بسبب ما تعرض له من أذى، ومن أهم وأخطر أنواع العنف على الإطلاق هو العنف الأسرى. ووفقًا لتعريف قاموس مريام ويبستر، فإن العنف الأسرى هو: «إلحاق أحد أفراد الأسرة أو المنزل إصابة جسدية بفرد آخر. وكذلك: هو تصرف متكرر أو معتاد، ويستخدم هذا العنف كأداة قوية للتحكم والقهر».

الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى عنان صرح فى تقرير نشر عام ٢٠٠٦ على موقع صندوق الأمم المتحدة الإنمائى للمرأة على شبكة الإنترنت، بأن: العنف ضد النساء والفتيات قضية ذات نسب وبائية.

على الأقل واحدة من كل ثلاث نساء فى العالم تم ضربها، أو إجبارها على ممارسة الجنس.

فالإساءة الأسرية متمثلة فى التخويف والترهيب والاعتداء السلبى الخفى كالإهمال أو الحرمان الاقتصادى أو الإيذاء الجسدى أو التعنيف النفسى، كلها ترجمة للعنف تؤدى إلى العدوانية والقلق وهبوط فى احترام الذات.

تعانى مصر من الإساءة الأسرية بشكل كبير جدا يترتب عليها هروب الأطفال والزوجات المعنفات من المنزل إلى الشارع، وارتكاب الجرائم والتسول مما يترتب عليه التفكك الأسرى.

حيث سجلت مصر إحصائية ٢٠١٦ لرصد حالات العنف ضد المرأة، وهي كالتالي: ٤٣٪ عنفًا نفسيًا، و٣٢٪ عنفًا بدنيًا و١٢٪ عنفًا جنسيًا، والأغرب أن هناك ٤٥٪ عنفًا من قبل الأب فقط.

فى حين سجلت حالات العنف ضد الأطفال ١٠٢٣ حالة عنف خلال الربع الأول من عام ٢٠١٧ فقط.

وبدراسة هذه الأرقام لا بد من توضيح الآثار السلبية للعنف الأسرى.

قال تعالى «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون». قال أيضا: «ومن يتق الله يجعل له مخرجًا».

وفى العنف فعل قاسٍ يؤدى إلى العداء والكراهية ويربى جيلًا من الأطفال المشوهين نفسيًا وجسديًا، لا يستطيعون تحقيق أى نجاح أو إنجاز، والمجتمع المصرى بارع فى تشويه أطفاله بعباراته الشهيرة لأطفاله: «أنت بليد، أنت غبى، أنت مبتفهمش حاجة».

وأحيانا يصل الأمر للسب واللعن، وهذا العنف اللفظى لا يقل إساءة عن العنف الجسدى بالضرب الذى بدوره يجعل الطفل مهزوزا خائفا، وأحيانا مشوهًا.

ومن العجيب أن الأب والأم المصريين يربيان أولادهما على هذا العنف اعتقادا منهما أن هذا التعنيف سيصنع رجلًا، ولكنه لا يحدث.

ثم يتساءلون بعد ذلك: لماذا لا يحبهم أبناؤهم عند الكبر؟ ولماذا لا ينجح الأبناء ويتميزون؟ ولماذا تخيب آمالهم فى أولادهم؟ كيف يتمكنون من ذلك، والعامل الأهم فى حياتهم يقوم بتعنيفهم والتقليل من قدراتهم طوال الوقت؟ كيف يمكننا تربية أم صالحة فاضلة بالضرب والسب وسلب شخصيتها تمامًا؟ كيف يمكننا تربية رجل شجاع مسئول بالإهانة والتعنيف؟

الأولاد لا يتعلمون بالعنف والإهانة، بل من أفعالكم الرشيدة، أوقفوا العنف ضد الأطفال وضد النساء وضد جميع المخلوقات، فالعنف لا يولد إلا عنفًا يؤدى فى نهاية المطاف إلى حروب وتفتيت أمم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى