أثر الأزمات العالمية على قطاع النفط و الغاز
يمر العالم بسلسلة من الأزمات السياسية و المالية والاقتصادية والاجتماعية ..بالإضافة إلى ظهور جائحة كورونا (كوڤيد ١٩) التي عطلت العالم بأسره .
وبناءً على الوضع الراهن الذي يمر به العالم ،أجرت الصحافية ملكة الحلبي مقابلة مع رئيسة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الاوسط و شمال أفريقيا لوري هايتيان،حول قطاع النفط و الغاز في العالم عامةً و في لبنان خاصةً.
جرى حدث الشهر الماضي هز العالم أجمع و هو الهبوط الزريع للنفط ما دون الصفر ..ما الأسباب التي أدت إلى ذلك ؟وما هي العقود الآجلة؟وهل جائحة كورونا كانت السبب في ذلك ؟ وما تأثير إنخفاض الأسعار على إقتصادات الدول المنتجة ؟
-عالمياً: في أوائل آذار أي تحديداً(في ٦ آذار ٢٠١٩ ) كان من المفترض مجموعة أوبك على رأسها السعودية، و أوبك بلاس مع مجموعة المنتجين على رأسها روسيا التي هي خارج أوبك ، عندهم اجتماع لمناقشة موضوع انخفاض الطلب على النفط و الغاز.في بداية العام لم يكن الشتاء بارداً مما ادى إلى انخفاض الطلب على النفط و تحديداً الغاز ،كانوا الدول المنتجة يريدون مناقشة هذا الموضوع ،ما الذي يترتب عليهم كي يخفضوا الإنتاج من اجل المحافظة على الأسعار ،لانهم لا يريدون ان تصل الأسعار إلى ما دون 50 $أو 60$.
الذي حصل هو ان السعوديين طلبوا زيادة الخفض في الإنتاج لانهم منذ العام 2016 ،هم والروس (مجموعة أوبك بلاس:اي مجموعة أوبك بالإضافة إلى مجموعات ليست داخلة في أوبك على رأسها روسيا )،كانوا على اتفاق منذ العام 2016 بخفض الإنتاج وذلك من أجل المحافظة على سعر النفط و حمايته من الانخفاض ،إذن السعودية حضرت الاجتماع تريد الحصول على خفض إضافي ،أما الروس فطلبوا التروي بهذا الموضوع”انخفاض الطلب بسبب عدم برودة الشتاء اي لم تستعمل التدفئة كالمعتاد ” ،و من ثم ظهور جائحة كورونا.
مما أدى ذلك إلى عدم التفاهم في ٦ آذار ٢٠١٩ بين روسيا و السعودية ،و هذا جعل كل بلد حر إبتداءً من نيسان بالإنتاج كما يريد ،السعودية غضبت من هذا القرار و أدلت بأنها إبتداءً من نيسان ستصل إلى أقصى إنتاجها ١٢،٣ مليون برميل باليوم ،هذا الذي جعل حدوث صدمة بسبب وجود عرض بلا اتفاق ،وبالتالي بعدها بعدة أيام انتشر بشكل رهيب جائحة كورونا في العالم ،مما ادى إلى توقف الصناعات و الشركات و الطائرات و السيارات و حتى البواخر هذا كله أدى إلى حدوث إنخفاض تاريخي على الطلب .
وأوضحت لوري “بأننا واجهنا حالة طلب منخفض جدا ًو عرض كبير جداً هذا ما جعل الأسعار تنحدر بشكل ذريع “.
وأضافت هايتيان: “إضافة إلى حدوث انخفاض تاريخي في الطلب على النفط ،لان كل العالم التزم بالحجر المنزلي و عدم التجول بسبب جائحة كورونا ،و أيضاً بنفس الوقت أصبح لدينا لا اتفاق على استقرار و ضبط العرض ، و إضافةً إلى ذلك هناك عامل ثالث الذي ساعد على الانهيار هو قدرة التخزين ،لأنه صار في إنخفاض إلى 20$ و أقل من ذلك ،كل الدول التي تشتري النفط (غير المنتجة) أصبحت تقوم بشراء النفط و تخزينه ، و الشركات بنفس الوقت قامت بالتخزين و حتى وصلت إلى استئجار بواخر التى تنقل النفط للتخزين(اي أصبحت البواخر التي تنقل النفط و الغاز واقفة في أرضها من اجل التخزين) ،و هذا ما ادى عالمياً إلى انهيار الأسعار ولم يستطيعوا ضبطها .
ولكن بعد ذلك عادوا ووصلوا إلى اتفاق لخفض الإنتاج إلى ٩،٧مليون برميل باليوم ،أوبك بلاس و المجموعة العشرين قررت أيضاً الخفض ،وهذا القرار الصادر يدخل حيز التنفيذ في الأول من أيار و”لكن من وقت عدم الاتفاق أوبك بلاس و لرجعوا على اتفاق أوبك بلاس و إلى دخول حيز التنفيذ الاتفاق بخفض الإنتاج، كان هناك حدث تاريخي لأول مرة منشوفه أماكن التخزين تتعبى بشكل هائل و الطلب منحدر لان هناك حجر عالمي والعرض مرتفع”.
ما الذي حدث في أمريكا؟
وأوضحت هايتيان :” أن ما جرى في أمريكا هو بسبب العمليات التجارية ،بعض الناس في امريكا تقوم بشراء كميات محددة من النفط و تتاجر بهم، و البعض الآخر تضع أموالها في البورصة .
الذي حدث هو ان الذي يشتري دائماً مواد نفطية يبيع إلى الذين يكررون هذه المواد و يعملون منها مواد أخرى ، فالذي حدث انخفض الطلب على هذه المواد ،وأصبح الذين اشتروا هذه العقود الآجلة “مثلاً Xاشترى عقود نفط لكم برميل لشهر سبتمبر و بصير يبيع فيه بالتجارة ، مين بدو يجي يشتري فيه منشآت للنفط مثلاً في لبنان بده ٣٠ برميل نفط و يأتي صاحب المنشآت بشرائهم و يقوم بتكريهم عنده ،هذه التجارة يلي بتصير “،الذي حدث ان الذين اشتروا هذه العقود كي يتاجروا بها ( العقود الآجلة ) عندما انخفض الطلب ، لم تعد العالم تشتري ، و الذي جرى تحديداً في امريكا مكان تخزين النفط لم يعد يتسع.واساساً الذي معه هذه العقود لم يفكر يوماً بالتخزين لان مهمته الأساسية هو بيع و شراء هذه العقود ، بالتالي صار هذا الهلع و انخفضت الأسعار إلى -١٤ ،هذا ما حدث تحديداً في امريكا ، أما فيما يتعلق بالعقود الاجلة لشهر حزيران و تموز “لحد هلاء ماشي حالهم ما منعرف لوين بدهم يوصلوا “.
كيف أثر إنخفاض الأسعار على إقتصادات الدول المنتجة ؟
أدلت السيدة لوري ” أن الدول التي تنتج النفط و الغاز طبعاً تأثرت (بعدما كان البرميل ٥٠$او ٦٠$ ووصل إلى ٢٠$ و أقل )،أثر أولا ًعلى موازناتها لانها إذا وضعت سعر البرميل بين ٤٠ $ أو ٥٠$ أو ٦٠$ و نزل أقل ،هذا الأمر جعل وجود فجوة بالموازنة ، و يجعل مدخول الدول تكون أقل ، و المشكلة ان الكثير من الدول تعتمد مداخيلها على قطاع النفط و الغاز كي يستثمروا في بلادهم ، و بالتالي عدم وجود هذه الاموال تؤدي إلى تراجع الاستثمار ، أما البلدان التي لم تمتلك صندوق سيادي أيضاً ستعاني من صعوبات في مواجهة تسكير فجوة الموازنة ،مثلاً العراق يعتمد كلياً على النفط و الغاز و ليس لديه مدخول آخر و بذات الوقت العراق كل مصاريفه هي مصاريف جارية أي معاشات الموظفين ،و الاستثمار غير موجود و حالياً مع اعادة الإعمار هذا الأمر سيشكل ضغطاً إجتماعياً كبيراً ،و ممكن أن يؤدي ذلك إلى ثورة جديدة في العراق ، و أما الجزائر الخارجة من أزمة سياسية ( الانتخابات في ديسمبر و الشعب على الطرقات بسبب عدم رضاه، و وصول جائحة كورونا و مع انخفاض الأسعار ) سنرى كيف سيؤثر كل ذلك على الاستقرار السياسي الاجتماعي للجزائر ؟
و لكن المستفيد الأول هو الدول التي تشتري النفط و الغاز و تقوم بتخزينها ، هذا الانخفاض في الأسعار حسّن أوضاع موازنتها .
ان قطاع النفط و الغاز بأزمة كبيرة جداً عالمياً ، و الشركات كلها تقوم بإعادة تقييم لمشاريعها (اي ما المشاريع التي ستصرف عليها ،و ما المشاريع التي ستوقفها )و ذلك بسبب الوضع الراهن ،و طالما الاقتصاد العالمي في حالة إنكماش ،و طالما الحياة لم تعد إلى طبيعتها ،كل هذا سيؤثر على إقتصادات العالم و حتماً على قطاع النفط و الغاز” .
لبنان
قبل شهرين أعلنت هيئة ادارة قطاع البترول ووزارة الطاقة عن وصول الحفارة tungsten explorer للحفر في البلوك 4.ما هي آخر المستجدات حول حفر اول بئر ؟
ما الخطوة التالية بعد الانتهاء من الحفر في البئر الأول؟
متى يستطيع لبنان البدء بالإنتاج ؟و في حال الوصول إلى هذه المرحلة هل يملك لبنان البنى التحتية للتصدير ؟
ما مصير البلوك ٩؟ هل سيشكل حرب مقبلة ؟
و ما مصير البلوكات الباقية ؟
على صعيد لبنان :
أنهت الحفارة tungsten explorer في آخر نيسان ، و أعلن وزير الطاقة النتائج: أنهم حفروا و طلع في أثار غاز في كذا طبقة و لكن لا يوجد كميات تجارية و غير تجارية ، و نحن نقول دوماً هناك ثلاثة سيناريوهات :أما بئر فارغ ،او كميات تجارية أو كميات غير تجارية ،الذي قاله الوزير تقرير توتال ” كانوا عم يحفروا بتكوين مماثل لتكوين الموجود في فلسطين المحتلة و الموجود بقبرص “كانوا يريدون أن يروا أن في البلوك ٤ يوجد نفس التكوين ، طلع ما في نفس التكوين ، و بالتالي اليوم المعطيات التي يروها في البلوك ٤ ، بحاجة إلى دراسات إضافية حتى يتوصلوا إلى النتيجة النهائية ،لوضع الخطة المناسبة للبلوك ٤ .
و إذا أرادوا الحفر البلوك ٩ ماذا ستكون خطتهم بناءً على ما توصلوا اليه من البلوك ٤.
فإذن سننتظر تقرير توتال بعد شهرين و على اساسها توتال ستقول لنا ماذا ستفعل في البلوك ٤ ؟
و حتى يومنا هذا، بعد في التزام بالحفر في البلوك ٩ ،و يتم الحديث عن اخر السنه كأننا نفهم في تأجيل لبداية ٢٠٢١ .
لليوم بعد في التزام ، ولكن بعد ذلك ما الذي يتقرر لم نعلم ؟يمكن يقرروا بعدم الحفر ، و يفضلوا أن يعطوا الضمانة و هي تقريباً
٤٠ مليون دولار ،هل يا ترى سيفضلوا أن يدفعوا ٤٠ مليون دولار بدل من أن يحفروا بتكاليف باهظة الثمن ،و نحن الآن نحاول ان نخفض من تكاليفنا بسبب الأزمة العالمية لقطاع النفط والغاز ،يمكن ؟ ولكن لليوم هناك التزام رسمياً للحفر في البلوك ٩.
و قد أوضحت لوري بأن “اليوم الذي نريد ان نفهمه في البلوك ٤ ،نتيجة حفر البئر الأول لا يوجد كميات قابلةللاستخراج .
لذا علينا أن ننتظر إذا سيتم الحفر في البلوك ٩ و لننتظر نتائج البلوك ٩ ،إذا بدأوا في بداية السنة 2021 ، لدينا شهرين حفر و بعدها كمان نتائج ،يمكن منتصف ٢٠٢١ ،يمكن نعرف نتائج البلوك ٩ ،بحال قرروا الحفر في البلوك ٩ ،يعني لليوم ليس لدينا بئر قابل للاستخراج “.
و شددت هايتيان على” جولة التراخيص الثانية مهم أن نتحدث عنها ، لان لبنان كان قد أعلن عن فتح جولة التراخيص الثانية و كانت تنتهي المدة في كانون الثاني ٢٠٢٠ ، الوزيرة ندى البستاني أجلت إلى نيسان ٢٠٢٠ ،رجع الوزير غجر أجل المدة إلى حزيران ٢٠٢٠.
و قد أدلت هايتيان ” على ما اعتقد مع الوضع اللبناني الكارثي أقتصادياً و إجتماعياً و سياسياً ، و مع الوضع العالمي لقطاع النفط و الخاص ،أنا لا إعتقد أن يكون هناك اهتمام كبير من قبل الشركات بقطاع النفط و الغاز اللبناني ، و بالتالي يمكن ترجع تتأجل دورة التراخيص الثانية ،الا إذا قرر ت توتال أو ENI أن يأخذوا بلوك من هذه البلوكات حتى يبقى عملهم ضمن هذه المنطقة ، و أعتقد ان جولة التراخيص الثانية لن تكن ناجحة و يجب أن تأجل ، و أساساً في الوقت الراهن لا أعتقد أن تأتي شركة و تعطينا عروض جيدة ،لان المخاطر أصبحت جدا ً كبيرة إقتصادياً و سياسياً و اجتماعياً ،وبالتالي هذه الشركات ستأخذ بعين الاعتبار هذه المخاطر و لم تعطينا عروض تناسبنا نحن ،وخصوصاً بوجود مخاطر كبيرة عليها ، وبالتالي أعتقد بأن علينا أن نفكر كيف ستكون استراتيجيتنا لقطاع الطاقة ،وخصوصاً بسبب تأخرنا على قطاع النفط و الغاز و بالتالي ما بقى فينا يكون هيدا الأساس ، و ان الطاقة البديلة المتجددة فيها أمل أكثر لانها اسرع و بتعطي نتيجة مباشرة أكتر ،و بتوفر علينا كمان مصاري ، لانه إذا بدنا نعتمد على الغاز كي نستعمله بالداخل و كي يخفض العجز و لحين يعطينا كهرباء رح يمرق وقت طويل …لذا الطاقة البديلة أسرع و أنظف و فعالة اكتر و المستقبل للطاقات البديلة ”
و قد ختمت لوري حديثها ” بأنه يجب أن يكون هناك وقفة و تفكير بإستراتيجية الطاقة وننتقل نحو التركيز على الطاقات المتجددة ” .
ملكة حلبي