اثر الحرب على المرأة في تفعيل ادوار جديدة لها
كتبت الاستشارية الأسرية هناء نيازي
تأتي الحرب بويلاتها وآلامها..و تترك آثارها على عدة مجالات اقتصادية واجتماعية و حتى الفكرية..
فتخلق تصدعا كبيرا يتناسب طردا وشدتها وطول مدتها ..
مماينعكس سلبا على الافراد بشكل عام وعلى الفئات الاشد ضعفا بشكل خاص ومنهم الاطفال والنساء ..
فنجد المرأة في اغلب الدول التي تعرضت للحروب تنازلت عن الكثير من ادوارهاالانثوية التي اعتادت عليها وبدأت بالقيام بأعمال جديدة لم تعهدها من قبل .. اقحمتها فيها عنوة قسوة الحياة ..وربما غياب الرجل لعدة اسباب منها الموت والسفر والاعتقال ..
فوجدت نفسها تعارك مصعاب الحياة بمفردها وهذا ماجعل قدراتها الكامنه تتفجر وتظهر
او تتبنى صفات واساليب جديدة تساعدها على التأقلم مع الوضع القاهر الجديد ..
انها قوة الحياة التي تبعث فينا ارادة لم نعهدها بذواتنا في فترات الرخاء والراحة المعتادة ..
وظهر هذا جليا في الحياة العملية ..فنجد العديد من النساء بدات تمارس مهن لم تفكر فيها من قبل وتتفاوت نوعيتها حسب البيئة والمجتمع والمستوى الثقافي لهن .
فمنهن من اختارت صناعه المنظفات وتسويقها او قيادة سيارة التكسي او حتى عاملة نظافة ..بحثا عن لقمة العيش لاطفال ينتظرنهن في البيت.
وحتى الفتيات في مقتبل العمر بدأن في الدخول الى العمل بقوة متحدين الاعراف والتقاليد المجتمعية فأغلب الاسواق باتت تعج بالفتيات العاملات وحتى المقاهي والمولات ..
ولاننسى دور المرأة الفعال في الادوار السياسية وسعيها الدؤب لايصال رأيها والدفاع عن حقوقها في المحافل الدولية والمنظمات النسائية التي بدأت تظهر وبشكل جلي على شكل مؤتمرات ولقاءات داعمة ومعززة لتفعيل الشخصيات النسائية وتطوير ادائها ..
ولقد ساهمت الجمعيات والمؤسسات كثيرا في خروج المراة الى دور المنتج في فترة الحروب بسبب غياب الرجل وانشغالهم في الدفاع والمهام الحربية ..
كل ماسبق يوضح اثر الحروب في تغيير ادوار المرأة التي كانت تنحصر على تربية الاطفال داخل المنزل واصبحت الفئة الاكبر هي المرأة العاملة في عدة مجالات جديدة واحيانا مستهجنه مجتمعيا ..
ولكن الحاجة الاقتصادية كانت الدافع الاكبر لهن بلاضافه الى الحاجة الى اثبات الذات وتحقيق العدالة المجتمعية من خلال المنابر والمؤتمرات التي تعنى بهن
والسؤال المهم ..
هل حقق هذا التغيير انعكسا ايجابي ام خلق خللا تربويا في الاسرة ؟