ورقة عمل: تفعيل دور المرأة في صنع القرار
شهدت المنطقة العربية تقدماً ملحوظاً في تحسن أوضاع المرأة في عدة مجالات اقتصادية واجتماعية وسياسية، وتبوأت المرأة العديد من المناصب فهي وزيرة ، برلمانية،قاضية، طبيبة ،الخ… ولكن مايزال هناك مجموعة فجوات تستوجب معالجات شاملة تراعي التباين الواضح بين الدول في مجال تمكين المرأة، وتفعيل دورها في صنع القرار.
اليوم وبالرغم من مرور نصف قرن على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أكد على المساواة النوعية بين الرجل والمرأة، إلا أنه في العديد من بلدان العالم النامي ماتزال المرأة، تعاني من عدم تحقيق مطالبها.
وإذا أخذنا على سبيل المثال تمثيل المرأة في المجالس النيابية نجد أن نسبة تمثيلها في الدول العربية تعد من أدنى النسب على مستوى العالم، وإذا ذهبنا باتجاه لبنان نجده من أكثر الدول ديمقراطية، ويعطي مساحة واسعة للتعبير وحرية الصحافة والإعلام، والمفارقة أنه أقل الدول تمثيلاً للمرأة في البرلمان.
ومن الضروري التركيز على مشاركة المرأة في العمل السياسي كونه من أهم عناصر العملية الديمقراطية، وليس من صالح المجتمع عزل المرأة عن اتخاذ القرار ، الأمر الذي ينعكس سلباً على حاضر المجتمع ومستقبله.
المعوقات التي تسبب تأخر المشاركة السياسية للمرأة :
أولاً:معوقات ذاتية:
– عدم وعي النساء بدورهنّ السياسي كنتيجة للتربية منذ الصغر.
– المسؤوليات الأسرية الملقاة على المرأة وحدها دون الرجل، الأمر الذي يؤخر تطوير قدراتها لانشغالها بأسرتها
ثانياً: معوقات اقتصادية متمثلة في:
– الفقر وانعكاسه على المرأة والأطفال.
– عدم قدرة المرأة على توفير المال الكافي لحملاتها الانتخابية وبذلك تفقد فرصة النجاح مقارنة بالرجل.
– التفرقة بين المرأة والرجل في الأجور المدفوعة
ثالثاً: معوقات سياسية وقانونية متمثلة بـ:
– جهل المرأة بحقوقها بسبب الأمية القانونية المنتشرة بشكل واضح بين النساء في العديد من البلدان.
– مصادر التشريع المعتمدة في بعض الدول العربية تقيّد مشاركة المرأة في الحياة السياسية.
– عدم تناول الحركات النسوية العربية لمسألة المشاركة السياسية بصورة كبيرة وجادة.
– غياب التقاليد الديمقراطية وحرية العمل السياسي ونصرة الطائفة بدلاً من المواطنة.
رابعاً: معوقات اجتماعية وثقافية متمثلة بـ:
– التمييز الناشىء عن تقسيم العمل وتحديد الأدوار.
– العنف الأسري المتعدد الأشكال والآليات
– سيطرة النظام الأبوي في المجتمع العربي
– التعامل مع المرأة على أنها مخلوق أقل شأناً من الرجل، الأمر الذي يؤثر على مشاركتها في النشاطات المجتمعية ويضعف دورها في عملية صناعة القرار
وحتى تستيطع المرأة الوصول لأماكن صنع القرار يفترض العمل على:
– تمكين النساء من التعبير عن قضاياهن وطرح مشكلاتهن.
– إزالة النظرة التقليدية عن المرأة وخلق حالة من التقبل لمشاركة المرأة في مختلف المجالات.
– إعطاء الفرصة للكفاءات النسائية المؤهلة لممارسة دورها في المجتمع.
– التنسيق بين عمل المرأة المنتجة وبين دورها في الإنجاب ورعاية الأطفال هو أمر في غاية الأهمية لمشاركة المرأة باتخاذ القرار.
– من الضروري أيضاً وجود مراكز استشارية من مؤسسات المجتمع المدني تصب اهتمامها على حقوق المرأة وتعمل على تقديم الدعم النفسي والعون الاجتماعي والإعلامي للمرشحات وتدريبهن، وتحقق فعلياً مبدأ المساواة بين المرأة والرجل من خلال:
• تغيرات بنائية وهيكلية في مؤسسات الدولة تهدف إلى توسيع حجم مشاركة المرأة.
• تطوير التشريعات والقوانين بهدف إزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة
• البناء الذاتي للمرأة من حيث التعليم والتثقيف والتدريب واكتساب المهارات والمعارف.
• التمكين من خلال المشاركة في مختلف المجالات
دور المجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال في تفعيل دور المرأة في صنع القرار:
يعمل المجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال منذ تأسيسه على بناء الإنسان، و تفعيل دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات، من خلال حرصه على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبرامج الأمم المتحدة الإنمائية.
وفي سبيل تحقيق أهدافه يقيم المجلس ورشات عمل متعددة بين الحين والآخر، إلى جانب تنظيمه مجموعة من المؤتمرات والفعاليات العربية والدولية التي تتيح لمجموعة واسعة من النساء المشاركة بأنشطته، ومن خلالها يتم التواصل بين النساء وتوسيع نطاق المشاركة، ويفسح المجال لمشاركات جديدة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على مشاركة المرأة وتوسيع دائرة عملها ودورها في صنع القرار.
توصيات:
– تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً عن طريق انخراطها في المجتمع ومشاركتها في اتخاذ القرار.
– تفعيل اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، والاتفاقات الدولية الأخرى .
– دعم المرأة في العملية الانتخابية ووضعها على القائمة الانتخابية.
– تعزيز مفهوم المواطنة الذي يتساوى فيه الرجل والمرأة.
– تنقيح التشريعات وتعديلها.
– الاهتمام ببرامج محو الأمية وبالذات البرامج النسائية.
– تسليط الإعلام الضوء على قضايا المرأة
– تفعيل المشاركة السياسية للمرأة تلزمه مشاركة مجتمعية شاملة لا جزئية
– تقديم المساندة للسيدات اللاتي تشغلن مواقع قيادية أو مؤهلات لشغل هذه المواقع، سواء كانت المساعدة تقنية أو إعلامية.
بدي اتوجه بالشكر لاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة على راس الهرم دكتور اشرف منصور على الدعوه وابارك لهم نجاح المؤتمر مع تمنياتي ان ينعم وطننا العربي بالامن والامان