لماذا سميت المنظمة “جامعة” الدول العربية؟
مع قرب نهاية الحرب العالمية الثانية أدرك العرب أهمية وحدتهم في عالم تسوده التكتلات السياسية، فكان لزاماً عليهم التقارب والتعاون ليتسنى لهم الحصول على ظهير قومي ودعم حقيقي في سبيل استكمال مسيرة الاستقلال والتحرر. من هنا جاءت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية والتي نادى بها عدد من الزعماء العرب مثل مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، والأمير عبد الله حاكم الأردن في حينه.
في عام 1942 دعت مصر كلا من السعودية و لبنان و العراق و شرق الأردن و سوريا و اليمن (الدول التي حصلت على استقلالها آنذاك) لإيفاد مندوبين عنها لتبادل الرأي في موضوع الوحدة، وتشكلت من هؤلاء المندوبين لجنة تحضيرية عقدت اجتماعاتها على امتداد أسبوعين في #الإسكندرية، وبدأت مرحلة المشاورات التي عرفت باسم مشاورات الوحدة_العربية، والتي انتهت بتوقيع بروتوكول الاسكندرية ثم ميثاق جامعة الدول العربية.
كان من بين ما ناقشته اللجنة التحضيرية هو مسمى الكيان الجديد، وطرحت عدة آراء دارت حولها مناقشات مستفيضة، أولاها التحالف العربي، وثانيها الاتحاد العربي، وثالثها الجامعة العربية، ثم استقر الرأي على تسمية “الجامعة العربية”، وذلك لأن مسمى “التحالف” يشير إلى علاقة عارضة بين الأطراف المعنية، تنتهي بنهاية الظروف المنشئة لها، أما مسمى “الاتحاد” فهو يعبر عن اختصاصات أعلى من تلك التي اتفق المشاركون في اللجنة التحضيرية على تحويلها إلى المنظمة الناشئة، حيث أن دور المنظمة الأساسي هو دعم التعاون والتنسيق بين الدول العربية بما لا يمس استقلالها وسيادتها.
ورغم تعاقب الأحداث وتغير الأنظمة والسياسات في الدول العربية على مر 75 عاماً، كان من الملاحظ تمسك كافة الدول الأعضاء بالانتماء إلى هذه المنظمة، ودفعها لتضطلع بالدور التكاملي الذي نشأت من أجله، فاستمرت المنظمة في التوسع والتطور واستمرت الدول العربية في الانضمام إليها كلما حصلت دولة منها على استقلالها، لتصبح جامعة الدول العربية هي بيت العرب الجامع لكل أعضائه والحامل لآمال وطموحات شعوبه.