محاضرة للدكتور طارق فاروق الحصري بعنوان ” كيف تضع خطة إستراتيجية لإدارة التنمية ؟ “
بمؤتمر التخطيط الإستراتيجي لإدارة التنمية قيادة وريادة ببيروت
محاضرة للدكتور طارق فاروق الحصري بعنوان ” كيف تضع خطة إستراتيجية لإدارة التنمية ؟ ”
بمؤتمر التخطيط الإستراتيجي لإدارة التنمية قيادة وريادة ببيروت
بيروت نجوى رجب
أكد د طارق فاروق الحصري المستشار الإقتصادي الدولي واستشاري التطوير المؤسسي ووكيل كلية الدراسات العليا في الإدارة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري – أن الإدارة الإستراتيجية تعتبر هي فن التخطيط ، لافتا إلى أن إستخدام الأدوات المستخدمة في التخطيط الإستراتيجي بالقطاع الخاص عليها بعض القيود عند أستخدامها في القطاع الحكومي خاصة ، والخدمي منه ، مشيرا إلى ضرورة أن تتبني الإدارة العليا المفاهيم الإدارية والإستراتيجية ، مؤكدا على ضرورة أن يشمل تطوير مفهوم التخطيط الإستراتيجي بالمنظمات على عدة المجالات ومنها القرارات الإستراتيجية ، وتأثير البيئة على عملية اتخاذ القرارات الإستراتيجية ، والعولمة والنجاح الإستراتيجي ، وأنظمة المعلومات وجودة الإستراتيجيّات .
ونوه ” الحصري ” من خلال محاضرة بعنوان ” كيف تضع خطة ستراتيجية لإدارة التنمية ؟ ” بفاعليات المؤتمر الدولي الثاني للمجلس الإنمائي للمرأة والأعمال ” بعنوان التخطيط الإستراتيجي لإدارة التنمية قيادة وزيادة ” أن بحثه يحتوى على خمس نقاط هامة ، أولا : ماهية التخطيط الإستراتيجي والإدارة الإستراتيجية ، ثانيا : خصائص التخطيط الإستراتيجي وتقييم الوضع الحالي ، ثالثا : تحليل الفجوة والمكونات الرئيسية للملف التنظيمي ، رابعا : المؤشرات وتنفيذ الإستراتيجية ، خامسا : تقييم الإستراتيجية .
وأوضح – أن تفعيل التخطيط الإستراتيجي يتتطلب توفر عدة مقومات رئيسية ومنها تهيئة المنظمات لتطبيق الإستراتيجية ، وتوفر المعلومات التي تتطلبها الإدارة الإستراتيجية ، وتحقيق استمرارية منهج التفكير الإستراتيجي ، وإعطاء أولوية للتخطيط الإستراتيجي لدي الإدارة العليا ، والمعرفة الكاملة الدقيقة بعملية الإدارة الإستراتيجية ومنهج إعداد الخطة الإستراتيجية والهدف من التخطيط الإستراتيجي ومراحله والنتائج المستهدفة منه ومتطلبات تحقيقه .
ولفت إلى أن معوقات ممارسة التخطيط الإستراتيجي تتمثل في عدم ملائمة الرصيد المعرفي المتاح عن التخطيط الإستراتيجي ، وعدم ملائمة النمط الشائع في تقديم المعاونة في الاستشارات الإدارية التي يقدمها الخبراء في مجال التخطيط الإستراتيجي ، وتزايد الفجوة بين إعتراف الممارسين بأهمية التخطيط الإستراتيجي وإقرارهم بضرورته ، وغياب أو عدم وضوح الأدوات المهنية التي تستخدم في ممارسة عملية الإدارة الإستراتيجية ، وضعف أو غياب الجانب الإعلامي عن نماذج ممارسات التفكير الإستراتيجي ، والتخطيط الإستراتيجي بآسلوب صحيح .
وتسأل هل التخطيط الإستراتيجي ينجح دائما ؟ لافتا إلى أن هناك عدة أمور تعيق التخطيط الإستراتيجي – ومنها الإعداد السيئ للخطة وعدم الدراسة الجيدة ، وفقدان التركيز والبعد عن الخطة الإستراتيجية ، وعدم اخبار المديرين والعاملين بخطة المنظمة ، وعدم المرونة وتغيير الخطة بالرغم من وجود تغيرات مؤثرة على الخطة ، وعدم متابعة الخطة باستمرار وتقويم أداء المنظمة ، وعدم اتخاذ القرارات بناء على الخطة الإستراتيجية .
وأشار أن أهداف عملية المتابعة والتقييم ترجع إلى التأكد من أن الخطة الإستراتيجية تم بنائها وتنفيذها ، وتحقيق الأهداف المحددة للإستراتيجية ، وتحديد التعديلات والتحسينات المطلوبة ، وربما يتطلب الأمر إلى تعديل الإستراتيجية بشكل كامل ، وتحسين أداء الاستراتيجية ، وذلك من خلال ضمان تنفيذ البرامج تنفيذا سليما ، وتعزيز أداء الإستراتيجية بتقديم معلومات لجميع الآطراف ذات العلاقة بالإستراتيجية .
وأضاف أن متطلبات تنفيذ الإستراتيجية تتطلب وضع برامج العمل والتي تتضمن تحديد الموظفين المسؤولين عن عملية التنفيذ ، وتوضيح الإجراءات والآعمال ، وتحديد النشاطات التي يجب القيام بها بدقة ، وتوفير المصادر البشرية والمالية ، وتحديد ما هي المواعيد وتواريخ تنفيذ الأنشطة ، وتحديد ما يجب التوصل إليه كنجاح للإجراء ، وتقديم تقرير مختصر عن كل خطوة .
وقال أن القيم والمبادئ الموجهة تتطلب ضرورة أن توجه كل منظمة مجموعة من القيم والآفكار ، وتوفير إطارا رئيسيا لصناعة القرار كجزء من ثقافة المنظمة ، لافتا إلى أن القيم تستمد جذورها غاليا من موضوعات أخلاقية مثل الصدق والثقة والنزاهة والاحترام والعدل ، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون القيم قابلة للتطبيق في كل المنظمة بالكامل ، موضحا أنه قد تلائم القيم بعض أفضل الممارسات الإدارية الأفضل فيما يتعلق بالجودة ، خدمة عملاء متميزين .
وأوضح أن صياغة الإستراتيجية تتطلب الرؤية والرسالة والقيم ، موضحا أن ابرؤية تعتبر هي وصف وصياغة للمستقبل ، لافتا إلى ضرورة أن تكون طموحة وواضحة وتصف مستقبلا ، واختيار كلماتها بعناية ، مشيرا إلى أن صياغة الإستراتيجية تتطلب أيضا الرسالة وهي وصف لما ستفعله قيادة المنظمة لتحقيق وتنفيذ رؤيتها ، ومنها صياغة الغرض وصياغة الأعمال أو النشاط ، موضحا أن القسم تتطلب قوة دافعة ، أو يمكن أن تمثل تهديدا خطيرا .
وأكد أن التفكير الإستراتيجي يعتبر هو التفكير المتشعب الأبعاد ومتعدد الرؤي والزوايا ، وهو تفكير مغاير عن التفكير التقليدي ، وذلك من منطلق أنه تفكير بنائي تركيبي شمولي ، يقوم على منهج هادف وواضح ، مشيرا إلى أن التفكير الإستراتيجي يأخذ بنظر الاعتبار استحضار الماضي وفهم وإدراك الحاضر واستشراف المستقبل ، ورسم معالم افتراضية له قبل وقوعه ، موضحا أن التفكير الإستراتيجي يستشرف المستقبل ويحدد اتجاها يقود المنظمة لاستغلال الفرص والمتغيرات المستقبلية كما يقودها لاستنباط الاستراتيجيات ورسم الخطوات المناسبة التي تحول رؤيتها إلى واقع ، ويحاول التآثير لجعل ذلك يحدث بما يتلائم مع البيئة الداخلية والخارجية .
وأستكمل – أن التخطيط الإستراتيجي هو دراسة الواقع بكل أبعاده ، من قوة وضعف وتحديات وفرص ، ووضع الرؤية ، والرسالة والأهداف الرئيسية أو الإستراتيجية ، ثم وضع برامج عملية تساعد على الإنتقال إلى المستقبل المنشود ، لافتا إلى أن الإدارة الإستراتيجية تتكون من مرحلتين أولا : مرحلة إعداد الأستراتيجية ، ومرحلة تنفيذ الإستراتيجية ، ومرحلة إعداد الأستراتيجية لمحاولة الوصول إلى التوجهات الإستراتيجية المستقبلية ، منوها إلى أن ذلك يستلزم تحديد رؤية ورسالة المنظمة وأهدافها الرئيسية ، والتحليل البيئي الداخلي والخارجي ، بغرض الوقوف على الفرص والتهديدات ونواحي القوة والضعف ، موكدا أن مرحلة تنفيذ الاستراتيجية يتم العمل على تطبيقها واستخدام الموارد البشرية ، والقيادات القادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية تتكيف مع كل الظروف مما يجسد الإدارة الإستراتيجية .
ونوه أن مميزات الإدارة الاستراتيجية هو توقع المشكلات والفرص المستقبلية ، ويوفر أهداف واتجاهات واضحة ، ويساعد في تخصيص الموارد ، ويساهم في إعداد وتهيئة المهارات القيادية ، ويحول إلى الأداء المبادر وليس الأداء بردود الأفعال ، ويحسن جودة القرارات .
وأوضح أن خصائص التخطيط الإستراتيجي الجيد يتطلب معرفة الغايات بعيدة المدي والعمل للوصول اليها وفق منهجية تأخذ بعين الإعتبار جميع العوامل المحيطة المهمة والمؤثرة في عملية الوصول للغايات ، والمرونة لافتا إلى أن المخطط يستطيع إجراء التعديلات والتطويرات الملائمة لما تتطلبه المرحلة ، وذلك نظرا لطول مدة الخطة الاستراتيجية شريطة أن تكون مبنية على قدر من المرونة والخطط البديلة للمتغيرات المفاجئة ، ومعرفة الجوانب الضعيفة في المجتمع والإشكالات وحلها قبل أن يستفحل ضررها ويستشري في المجتمع ، والتقليل من الإهدار بكافة أنواعه بشرية ، مالية ورسم خطط صرف تحقق الهدف بأقل تكلفة ممكنة ، مشيرا إلى أن خصائص التخطيط الإستراتيجي الجيد يتميز بأنه ديناميكي وقابل للتغيير المستمر ويتفاعل مع بيئته الخارجية ، ويتعامل مع المنظمة على أيأس إنها نظام مفتوح ، ويؤثر ويتأثر بما حوله ولا يعمل بمعزل عنه ، ويساعد في توحيد الجهود والتوجيهات الخاصة بالمنظمة من خلال إشراك الجميع في رسم الصورة الاستباقية لها ، والتركيز على البيئة الداخلية والخارجية على حد سواء معتمدا على المعلومات الكمية والنوعية معا .
وقال أن مراحل التخطيط الإستراتيجي يتطلب وضع وتطوير الرؤية والرسالة ، وتحديد الأهداف ، ووضع إستراتيجية للوصول إلى الأهداف ، وتنفيذ وإنجاز الإستراتيجية ، والتقييم والتصحيح .