سيدتي

امرأة استثنائية ….!!

امرأة استثنائية ….!!

إن مفهوم الانوثة يرتبط بسلوكيات محددة في المجتمع، تتميز بها الأنثى كالنعومة والرقة، والهدوء والعاطفة الجياشة، إلا أن التأثير السلبي الذي أحدثته وسائل الإعلام أثّر على صورة المرأة، ونقل مفاهيم مغايرة عن العادات والتقاليد التي طالما ترسّخت فينا و انعكست على أخلاقياتنا…
فالأنوثة هي ذاك الشعور الداخلي الذي تحسه الأنثى بشكلها الداخلي والخارجي، و يطلق عليه “الهوية الجنسية” عند أهل الاختصاص.. و هي جملة من الخصائص المجردة و المعنوية الروحانية , تكون في الصوت والنبرة والرائحة والحركة , وفي نظرة العين الفاترة الدافئة العطوفة الحنونة ، وفي اللفتة الفياضة بالرأفة والامومة “..

لكن التنميط الاجتماعي للأنثى مثل التزامها بصفات الهدوء والابتعاد عن العنف وعدم منافسة الرجل، واعتبار أي خرق لتلك الأنماط خرقا للنمط الاجتماعي، قد ينتقص من أنوثتها.

لكن في الحقيقة يكون استشعار المرأة بأنوثتها من خلال ادراكها لذاتها وفقا لمقاييسها الخاصة، و عدم إيذائها لذاتها أو الآخرين أو خدش الحياء العام.

لكن كيف تستشعر المرأة أنوثتها في خضم المسؤوليات و ضغوطات الحياة ؟!
و متى تتوقف عن التذمر و نبذ ذاتها سرّاً و جهراً ..؟
و هل منافسة الرجل مازال تابوها اجتماعيا تفرضه العادات و تحكمه التقاليد ؟!
أم أنّ تحقيق التوازن مع الآخر كفيل بخلق مناخ نفسي روحاني يجعل المرأة تحافظ على كينونتها و هويتها الجنسية ؟

لكن هل يعي الطرفان أن عزوف الزوج عن زوجته قد يفتح لها باب الخيانة ويزينه لها، وكذلك اهمال الزوجة لزوجها عاطفيا وجنسيا قد يدفعه كذلك للخيانة أو على أقل التقديرات قد يدفعه اهمالها له للزواج السري أو العلني..

قصص كثيرة نسمعها و نعاينها في واقعنا ، وتذمرات قاسية من النساء عن إهمال الطرف الآخر لهنّ..

و ما أكثر هذه التذمرات …!!

مثلا: – :
” – إهمال زوجي لي ..سلبني متعة الإحساس أنني أنثى.. ”
” – الأولاد …كائنات مدمرة نفسية ، نسيت معهم ذاتي ”
” – كثرة المسؤوليات و الالتزامات المادية …أنهكت قواي و لم أعد أستشعر أنوثتي “…

لكن يا صديقتي الانثى ..

إن الإهمال سلوك مكتسب يمكن أن تغيريه مع بعض الجهد و الانتباه لتصرفاتك و سلوكياتك ،
فحاسة الشم ..يا صديقتي ، من أخطر الحواس التي يملكها الانسان ، و اذا ما شمّ الرجل رائحة غير مستحبة فيها ، فإن النتيجة حتما ستكون هي النفور ..مما قد يولّد مشاكل أخرى قد تصل أحيانا الى الانفصال ..

لأن أكثر ما يضايق الرجل هو إهمال المرأة لنفسها ،اذ أنه لا يتخيل أن المرأة التي يرتبط بها أو ينوي فعل ذلك ” مهملة لنفسها ” و غير نظيفة ، حتى و إن كانت جميلة ، و تحمل كل المواصفات التي يحلم بها ، لكنه أبدا لن يتقبل أن تكون غير نظيفة لأن ذلك سيؤثر سلبا على علاقتهما و حميميتها ، ما سيدفع به في الغالب الى مقارنتها بنساء أخريات ،خاصة عندما يتعرض لفتن خارجية ،ويرى النساء بالخارج على أعلى درجات من الاهتمام والتزين منها، فهذا يسبب له عزوفا ونفورا عاطفيا ليسعى في رحلة محاولة البحث عن امرأة أخرى أكثر أنوثة و رقّة …

و ما أكثر محاولات الرجال …!!

جاء في قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:” خيرُ النساءِ امرأةٌ إذا نظرتَ إليها سرتْكَ وإذا أمرتَها أطاعتْكَ وإذا غِبتَ عنها حفِظتْكَ في نفسِها ومالِك ”

و لكي أكون منصفة قليلاً ، عندما نستعرض صفات الزوجة الصالحة كما ورد في هذا الحديث ، ورغم تكرار النقاش حول معنى “إذا نظر إليها سرته”…. وحول أهمية ذلك السرور الذي يحط على الرجل حينما ينظر إلى امرأته الحلال فتكون النتيجة أنه يستطيع أن يعف نفسه ما دامت مقاسات زوجته مضبوطة أو في أسوأ الأحوال مقبولة لديه،… وكثيرا ما كنت أرد موضحة أن العلاقة الطردية بين عفة الزوج وجمال زوجته في زمننا هذا تقريبا غير موجودة ولعل نسبة الخيانات الزوجية أعلى في المتزوجين من أجمل النساء….

لذلك يا عزيزتي الأنثى…

لا تدعي أحدا يستفزّ أنوثتك ..و سحرك الداخلي …و يلوّث طهرك النقي..
لأن الرجل في ثقافتنا النسائية ” كائن مستهدف ” و أننا – نحن النساء – أحاديات في مشاعرنا.. الأمر الذي يقودنا في الكثير من الأحيان إلى معالجة الأزمات التي نمر بها بطريقة “متطرفة”، قد نصل في انتقامنا لذواتنا إلى لحظات يغيب عنها الانفعال تماماً، ويجردنا من طبيعتها الحنونة المسالمة لنجد المخلوق الضعيف بداخلنا قد تحول إلى وحش كاسر ..

و إيّاك و التذمّر من تراكم الحياة و المسؤوليات و هموم الأولاد و خلق ذرائع لإهمالك لذاتك..

تألّقي في سلوكياتك و تصرفاتك..!!

تزيّني ..في مظهرك،

تجمّلي …في ثقافتك،

تألّقي .. في أسلوب حديثك،

كوني له أنثى …ليكون لك رجلا !!

من كتابي : #مكاتيب_أنثوية#
##سناء الحافي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى