أوروغواي.. التعليم الرقمي…
أوروغواي.. التعليم الرقمي في زمن كورونا يتفوق على تجارب غربية
استحقت تجربة دولة أوروغواي في التعليم الرقمي، لتلاميذ المدارس، وسط تفشي وباء كورونا، إشادة باعتبارها تجربة ناجحة للغاية، بينما تواجه دول كبرى متقدمة، ومنها ألمانيا، أزمات بسبب التعليم الرقمي، حسبما أوضح تقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية.
وأكد التقرير أن أوروغواي استثمرت في التعليم الرقمي لسنوات طويلة، وأن نظام التعليم لديها، يعتبر أفضل من حيث الاستعداد لمواجهة كورونا، مقارنة بمعظم البلدان الأخرى، ويفوق العديد من البلدان الغنية الغربية.
تجربة التابلت
وأشار التقرير إلى أنه بينما لم يتواصل بعض المعلمين في ألمانيا مع طلابهم لعدة أسابيع، كان هناك تواصل مستمر بين التلاميذ والمعلمين في أوروغواي، وبدلاً من عمليات البحث غير الواضحة، وروابط الإنترنت الخاطئة في ألمانيا، يحصل كل طفل في أوروغواي على جهاز كمبيوتر محمول «تابلت» من الحكومة، بجانب مواد تعليمية عبر الإنترنت، وكتب تستخدم خاصية الرسوم المتحركة، وقدمت أوروغواي كتباً رقمية لأطفال المدارس مع تجارب علمية، وواجبات منزلية، في شكل اختبارات أو ألعاب، ومؤتمرات فيديو تفاعلية، وتمارين شخصية، ودردشات للاستفسارات على أي أسئلة.
وتطرق التقرير لنموذج الطالبة إيميلا (7 سنوات)، فبعد أسبوعين من التحاقها بالصف الأول بالمدرسة الحكومية، في مارس 2020، تم إغلاق المدرسة بسبب جائحة كورونا، لكنها لم تكن مشكلة كبيرة، فقد حصلت على كمبيوتر محمول «تابلت» من الحكومة، وتعلمت الحروف عن طريق الدروس الرقمية، واستمتعت كثيراً بدروس الرياضيات، لدرجة أنها تعمل دوماً على تمارين إضافية.
وأوضح التقرير أنه كانت هناك مؤتمرات فيديو، ثلاث مرات أسبوعياً، حتى تتمكن إيميلا من التعرف على معلمها وزملائها بشكل أفضل، ومارست التمارين الرياضية، في غرفة معيشتها، تحت قيادة معلمة التربية البدنية.
وتطرقت المجلة إلى أن أوروغواي واحدة من بين 6 دول فقط في العالم، اعتمدت منذ 10 سنوات سياسة الكمبيوتر المحمول لكل طفل، كما ثبتت الإنترنت المجاني في الساحات العامة بجميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الريفية.
وكالة حكومية للتعليم الرقمي
ولفت التقرير إلى أن أوروغواي أسست وكالة «بلان سيبال» الحكومية للتعليم الرقمي، وأكدت مديرتها فيوريلا حاييم أن السنة الدراسية الأخيرة لدي الطلاب كانت جيدة برغم كورونا، وأضافت «85 % من أطفال المدارس لدينا يلتحقون بالتعليم الحكومي، والدولة استطاعت التحول للتعليم عبر الإنترنت بمرونة منذ مارس الماضي، ووفرت الوكالة تدريباً مستمراً للمعلمين منذ سنوات، كما تحتوي على منصة مركزية للكتب المدرسية الرقمية، والتي يمكن من خلالها تنزيل التدريبات والمحتوى، كما وسعنا خدمة الإنترنت، بعد جائحة كورونا، وتقدم الدولة 50 غيغابايت من الإنترنت المجاني لكل تلميذ شهرياً، واشترت الوكالة كتباً رقمية، تعلم الطلاب المواد الصعبة، مثل العلوم الطبيعية، بطريقة مرحة وكوميدية».
ونقل التقرير عن مطور البرامج فردريكو بيلو قوله «أرادت الحكومة أن تكون الدروس الرقمية ممتعة، ومحفزة للأطفال، ولتحقيق ذلك عملنا مع خبراء تربويين وعلماء نفس، وأعمل مع 2 من أصدقائي حالياً على منصة جديدة تسمى «بوكي» لمساعدة المعلمين على إنتاج عروض رقمية مثيرة، تجمع بين التجارب والرسوم المتحركة، ومقاطع الفيديو والألعاب التفاعلية والمسابقات، ونعمل على تطوير تطبيق إلكتروني يهدف لمساعدة الطلاب على التعامل بشكل أفضل مع المشكلات العاطفية، مثل التوتر والخوف».
وقال الخبير في التعليم الرقمي ميغيل بريشنر «كلفة الطفل سنوياً تصل إلى 100 دولار للحصول على الكمبيوتر المحمول والمواد وتدريب المعلمين وتفعيل شبكات الإنترنت».