عمل المرأة بين الماضي والحاضر وتداعياته على صحتها النفسية
كتبت الاستشارية الأسرية هناء نيازي
عمل المرأة بين الماضي والحاضر وتداعياته على صحتها النفسية
عرف عمل المرأة في مجتمعاتنا العربية انه يغلب عليه العمل المنزلي بالاضافة الى العمل بالزراعه وتربية المواشي في الارياف ولكن في تطور الحياة السريع وزيادة الاعباء الاقتصادية ازداد دخول المرأة الى مجال الاعمال باشكالها المختلفة .
فالعمل بحد ذاته يحقق نمو سليم للشخصية ويعمل على تطور جوانبها المختلفة الاجتماعية والانسانية والعلمية سواء ذكر ام انثى وهو حاجة عند الانسان بشكل عام.. يحقق من خلاله بناء صلب ومتين لاسس الشخصية الفاعلة
وتثبت الدراسات العلمية ان عمل المراة يمكنها من لعب ادوار جديدة لم تعتاد عليها سابقا مما يسهم في تطور شخصيتها ويزيد من ثقتها بنفسها من خلال تحقيق النجاح والتميز في ادائها لعملها ولكن يلعب المجتمع وبيئةالعمل دورا كبيرا في مساعدتها على تحقيق هذا النجاح بالاضافه الى دعم الشريك (الزوج) بشكل خاص من خلال المساعدة في الامور المنزلية وعدم ترك الاعباء عليها بشكل كامل والا سيكون الاحباط واليأس من نصيبها ..
ونجد ان حالات الاكتئاب تتزايد بسبب عدم وضوح الادوار الزوجية وتحميل الزوجة مسؤولية دخولها الى سوق العمل على ان تؤدي واجباتها المزلية والتربوية كاملة وقد يتم محاسبتها على اي تقصير ..
مما يرهقها صحيا ونفسيا وينعكس على ادائها الوظيفي وبالتالي تشعر بالاحباط والفشل وقد تستسلم وتترك العمل لتتفرغ لادوارها داخل المنزل خاصة بوجود اطفال صغار وزوج اعتمادي متطلب .
وممالا شك فيه دور العمل في ادخال السرور والثقة بالنفس والاهم الاستقلالية المادية والتي تفتقدها الكثيرات في البيئة العربية وتكون سبب للضغط وتحمل اعباء فوق طاقتها بسبب الاحتياج المادي والذي يشكل احد اشكال التعنيف الغير مباشر الممارس على الانثى بتبعيتها الاقتصادية للذكر سواء كان زوج او اخ او …
فالاستقلال المادي يعطي ارتياح نفسي ويشكل مصدر قوة ودعم في اتخاذ القرارات التي تنسجم واحتياجاتها الحقيقية .
ولعل السعي الى التغيير الايجابي لنظرة المجتمع العربي الرافض لعمل المراة يشكل ضرورة لدعمها وتسهيل تحقيق نجاحها العملي لانه يشكل سببا لزيادة مشاعر القلق والتوتر وخاصة النظرة الذكورية داخل بيئة العمل .
فأغلب النساء ممن حققن نجاحا عمليا وجدن دعم ممن حولهن ومساندة من الاب ..الزوج ..الاخ.. ونجد ان نجاح المرأة في عملها ينعكس ايجابا على نمو اطفالها النفسي وتسريع استقلاليتهم واعتمادهم على انفسهم بشكل مبكر وبالتالي تشكيل شخصية ناضجة ومستقلة .
ولاننسى ادوار العمل المناسبة لطبيعة المرأة ايضا يشكل سببا مهما لنجاحها وتوازنها النفسي .