الدشرة…فيلم رعب
فيلم رعب تونسي في قاعات العرض
في تجربته الأولى في إخراج الأفلام الراوئية الطويلة اختار المخرج الشاب نجل الفنان القدير لطفي بوشناق، عبد الحميد بوشناق رؤية جديدة في السينما التونسية المصنفة ضمن خانة أفلام الرعب في عمل سينمائي بعنوان “دشرة” قدمه في عرض أول مساء أمس الثلاثاء 15 جانفي 2019، بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة لينطلق في سلسلة عروضه التجارية في قاعات السينما التونسية ابتداء من يوم الأربعاء 23 يناير الجاري.
هذا الفيلم الذي شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية السينمائي، وبعد جولته في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، اعتمد على تقنيات جمالية في الفنون البصرية والضوئية من حيث الشكل الفني الذي تماهى مع طبيعة الطرح في المضمون حيث اجتمعت عناصر الفرجة في فيلم رعب مثير قائم على التشويق وحدة المشاهد في مساره الروائي الذي احتوت أحداثه “دشرة” كإطار مكاني يسوده الغموض والكشف المتدرج لحقائق جريمة قتل قديمة تعود إلى عشرين سنة مضت.
تجربة البحث والتحقيق في وقائع جريمة قتل “منجية” التي وجدت مذبوحة على حافة طريق مقفر ومخيف، خاضها مجموعة من الطلبة من معهد الصحافة تم تكليفهم بإعداد تقرير مصور حول هذه الجريمة، ولوجهم إلى “الدشرة” أعلن بداية مسكهم بأولى خيوط الجريمة ورغم خطورة المكان وتواجد كائنات بشرية غريبة الأطوار فيه، إلا أن مجموعة الطلبة أصروا على الدخول في أعماق عالم “الدشرة” وخفاياه.
بناء سينمائي متماسك في حركة الأحداث وفي تفاعلات الشخصيات مع غرابة “الدشرة” ووحشيتها لفك لغز مقتل “منجية”، هذا المنهج السينمائي نسج مشاهد مرعبة ومتوترة تستفز قلق وحيرة متابع الفيلم ليخلص المخرج إلى نهاية تدحض كل التوقعات التي تدور بذهن المشاهد.
حضر العرض الأول للفيلم جمهور كبير العدد من صناع السينما والصورة، وأهلها ومحبيها. وتابعوا الفيلم حتى نهايته، هذا العمل الذي تقاسم أدوار البطولة فيه كل من ياسمين الديماسي وعزيز الجبالي وبلال سلاطنية، وبحري الرحالي، وهادي الماجري، وهالة عياد، على الرغم من أنه فيلم رعب إلا أن عبد الحميد بوشناق نجح بقدر كبير في التحكم في مسار الأحداث وحبكة النص.
فيلم “دشرة”، تجربة سينمائية جديدة تنضاف إلى المشهد السينمائي التونسي لتنفتح به نحو ضروب أخرى من الأصناف السينمائية العالمية، حيث أثبت عبد الحميد بوشناق أن الشباب قادر على بلورة رؤى سينمائية بمقاييس فنية عالمية ناجحة في صنف أفلام الرعب رغم أن الفيلم تم إنجازه بالإمكانيات الخاصة للمخرج ولم يحظ بدعم من وزارة الشؤون الثقافية.