زنوبيا سيدة الرجال وملكة الشرق
زنوبيا سيدة الرجال وملكة الشرق
عندما تصفر الرياح ليلا في تدمر مدينة الاساطير وتلف العواصف الرملية العمد والهياكل والمدافن راقصة حولها كالجنيات يتهامس ابناء الصحراء: “انها زنوبيا تلاعب قيثارتها”.
في العام 1885 رسم الفنان الإنكليزي هربرت غوستافي لوحةً بعنوان ((شموخ زنوبيا …)) انطلق الرسام الإنكليزي من هذا العنوان ليصف زنوبيا السورية التدمرية التي بقيت شامخة مرفوعة الرأس رغم أغلال امبراطورية روما التي كبلت أيديها وأرجلها، بسبب رفضها الخضوع لها، وأعلنت عصيانها واستقلال مملكتها عنها وبدأت بصك النقود الخاصة بالمملكة التدمرية بعد إزالة صورة امبراطور روما عنها.
هذا الجنوح للاستقلال، وقصة زنوبيا التي وقفت بوجه روما، دغت “غوستافي” لرسم زنوبيا، على هذا الشكل الجميل، الذي نتباهى به نحنُ كسوريون أن تكون مملكة تدمر جزءاً من تاريخ سوريا القديم.
كانت زوجة أذينة امير تدمر، وأذينة هو الذي تقلد شارات القنصلية وكان عونا كبيرا للرومان. ولما هزمت فارس الامبراطور فاليريان وأسرته نهض أذينة لمقاتلة سابور واضطره الى الانسحاب عبر الفرات. ووجد فيه غاليانوس خير من يعهد اليه بقيادة الجيوش الرومانية في سوريا فمشى أذينة على رأس هذه القوات واخذ يستعيد بلاد ما بين النهرين حتى وصل الى ستيزيفون وطار ذكر أذينة فمنحه الامبراطور اعترافا منه بجميله لقب “دوكس” ثم لقب امبراتور وتشير اليه النقوش باسم مصلح الشرق كله.