بقلم د يسري الشرقاوي مستشار الاستثمار الدولي وخبير التنمية الاقتصاديه وعضو جمعية رجال الاعمال المصريين
البشير) ،،يجري جراحة سياسية دقيقة في خطاب مباشر في مرحلة هامة،،،
بقلم د يسري الشرقاوي
مستشار الاستثمار الدولي وخبير التنمية الاقتصاديه وعضو جمعية رجال الاعمال المصريين
(البشير)
،،يجري جراحة سياسية دقيقة في خطاب مباشر في مرحلة هامة،،،
خطاب بنكهة الانقاذ ،، وجراحة باستخدام أعلي درجات التخدير السياسي،، ورأيي المتواضع ان النتائج لن تتعدي نسبة ٣٠٪ في النجاح
في أحسن الاحوال ،،
ختاماً لمرحلة أولي من الموجات الثورية في الشارع السوداني ،، وفي وقت الفاصل والهدنه (الغير معلنه )،، وبعد جولة التقاط الانفاس ،، خرج مساء امس الرئيس السوداني عمر البشير مخاطباً شعبه من ساحة القصر الجمهوري بالعاصمة (الخرطوم)، وسط حضور لعدد غير كبير من علية القوم السوادني ،، دعوني أكتب لكم تحليلي لهذا المشهد في هذه الكلمة السياسية ،،لعلنا نستطيع منها قراءة الموقف القادم سوياً ،، ريثما وأن السودان وأهله الكرام وشعبه الطيب ..هم جزء ممتد من الشعب المصري الكريم وأن السودان جغرافياً تمثل جزءا من العمق الاستراتيجي لمصر علي كل الأصعدة.
بدأ اللقاء مقرئ للقرأن الكريم في مدة قاربت الثمان دقائق ، قرأ في ثلاث صور قرأنيه متقطعه ولم يقرأ من صورة او جزء متواصل ،، إلاً أن الشاهد في الامر ان المقرئ جمع من كل صورة آيات قرانيه يُحْدَثُ بها اسقاط غير مباشر لدعم موقف البشير كحاكم ( لعبة قديمة)،، وكنوع من إضافة جو الورع والتقوي علي اللقاء وهذه أحد مداخل انظمة الاسلام السياسي في تخدير الشعوب .
بعد ذلك مباشرة جاء ظهور الرئيس البشير الذي بدا من الواضح انه يقرأ كلمة مكتوبه من شاشه عملاقه غير ظاهرة ،، لكي يبدو مرتجلا،،وانه مذاكراً بل حافظاً لنصوص الكلمة تماما،،ليظهر مجملاً ثابتا مفوهاً خطيباً منبرياً من طراز فريد وهذه ايضا احدي اوراق التثبيت للشعوب التي يحكمها فكر ينتهج ويوظف الاسلام السياسي.. لدرجة انه شَبّهَ نفسه بالانبياء والرسل في مواجهة التحديات..
واستطرد في ١٧ دقيقه كاملة متواصلة ،، كلمته التي كرر فيها تماما ان الحل متمثلاً في (الحوار الوطني) وأن قضية الوطن يجب ان يكون الكل فيها كسبان ، وكان من الواضح ان الهدف الاستراتيجي هو إقناع كل الطوائف والمعارضين وحملة السلاح بالحوار الوطني والجلوس للحوار وهذا يؤكد لنا صعوبة موقفه وان الامر خرج من سيطرته لجمع الطوائف للحوار ، حتي وإن لوّح أو روّج او بث الرعب في شعبه من تسويق فكرة دول الجوار التي كان السودانيون يتمنوا الذهاب اليها والان دُمّرت .
غازل الشباب ، وروّج لفكرة الاستقرار السياسي ودوره في الاستقرار الامني والاقتصادي ، عضد فكرة التوسع في اللامركزيه في الحكم كنوع من المشاركة السياسية ، وسوّق للناس فكرة ان هناك (مندسين) وسط المعارضين والمتظاهرين وهذا هو سبب سقوط قتلي ،، إلاّأن الجانب الايجابي في الامر انه اعترف ان المعارضين لديهم حقوق وطلبات مشروعه معترفاً بالتقصير لكنه خرّج نفسه برئياً وحمّل الحكومه الفشل ،،(نهج الاسلام السياسي والجماعه ايضا!!!)
ثم ختم كلمته في ١٠ قرارات رئيسية وثلاث قرارات فرعية ،، أهمها انه ارجأ التعديلات الدستورية لفتح المجال لدخول دماء جديدة ،، حل حكومة الوفاق الوطني (الاتحاديه) وحل الحكومات المحلية (الولايات) …فرض حالة الطوارئ لمدة عام ،، تثمين دور القوات المسلحه السودانيه في خدمة قضايا السودان وحمايته،،توجيه الدبلوماسيه السودانية للتنسيق والتعامل مع المجتمع الاقليمي والدولي بما يخدم القفز علي هذه المرحله.. دعوة كل الطوائف معارضه وحملة سلاح للحوار والتفاوض مؤكداً علي وثيقة الحوار الوطني … تكليف حكومة جديدة بتدابير اقتصادية جديدة ومهام عاجله ،، تعهد بنفسه علي ان يرعي ويحمي ويتحمل مسئولية تنفيذ ذلك.