مسيرة من أجل الحب…نيوزيلندا
مسيرة من أجل الحب…نيوزيلندا
خرج في ساعة مبكرة من صباح اليوم، السبت 23 مارس 2019، نحو 3 آلاف شخص كبارا وصغارا في ”مسيرة من أجل الحب” عبر مدينة كرايستشرش النيوزيلندية، تكريماً لخمسين شخصاً قُتلوا بالرصاص في المدينة قبل أسبوع، وذلك في الوقت الذي أُعيد فيه فتح المسجدين اللذين شهدا هذه الجريمة.
وحمل المشاركون في المسيرة لافتاتٍ كُتبت عليها عباراتٌ مثل ”أراد تقسيمنا لكنه جعلنا أقوى” و ”أهلا بالمسلمين ولا للعنصريين”. وسار المشاركون في صمت في الغالب، أو ردَّدوا بصوت خفيض ترنيمةً للسلام.
وقالت مانيا بتلر، وهي واحدة من الطلاب المنظِّمين للمسيرة، وعمرها 16 عاماً: ”نشعر أن الكراهية تؤدي إلى ظلام حالك في أوقات كهذه، والحب هو أقوى دواء لخروج المدينة من هذا الظلام”.
وفي الوقت الذي انتشرت فيه الشرطة المسلحة في الموقع، أُعيد اليوم السبت 23 مارس 2019، فتح مسجد النور، الذي قَتَل فيه متعصبٌ للجنس الأبيض أكثرَ من 40 شخصاً. وقالت الشرطة إنها أعادت أيضاً فتح مسجد لينوود القريب.
وقال عاصف شيخ للصحفيين أمام مسجد النور: ”إنه المكان الذي نصلي فيه ونجتمع فيه، وسنعود إليه”.
وأضاف أنه كان موجوداً في يوم الهجوم الذي لقي فيه اثنان من زملائه في السكن حتفهما.
وأغلب ضحايا أسوأ حادث إطلاق نار عشوائي في تاريخ نيوزيلندا مهاجرون، أو لاجئون من دول مثل باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا وتركيا والصومال وأفغانستان وبنغلاديش.
وشدَّدت السلطات إجراءات الأمن خلال مسيرة اليوم السبت، حيث انتشر عشرات من أفراد الشرطة المسلحة، وتوقفت حافلات على جانبي الطرق عبر شوارع المدينة، لإغلاقها من أجل المسيرة.
وسافرت شيلا ناير، وهي مهاجرة من الهند، وتعمل في جماعة للدفاع عن المهاجرين تُسمَّى شاكتي، من أوكلاند، للمشاركة في المسيرة.
وقالت: ”هذا الدعم يعطينا الأملَ والتفاؤل بأن أوساط المهاجرين واللاجئين يمكن أن تحظى بالمساواة”.
”نقدر هذا التضامن، ولكن يجب أن يستمر، لا يمكن السماح بانتهائه، هذه هي الطريقة التي يحدث بها التغيير الاجتماعي”.
وأعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، التي سارعت إلى إدانة الهجوم بوصفه إرهاباً، وشاركت في كثير من جنازات الضحايا وتأبينهم، حظراً على البنادق نصف الآلية والهجومية، من الطراز المستخدم في الجيوش.
وحظيت أرديرن ونيوزيلندا بإشادة على نطاق واسع، لما أبدتهما من تعاطف ووحدة والرد على الهجمات.