الصحة العالمية: 1.1 مليار مدخن في العالم… 80 % منهم في البلدان منخفضة الدخل
قالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها، إنه لمكافحة التبغ يلزم باتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطي منتجاته القاتلة، حيث تواصل حكومات عديدة إحراز تقدُّم في مكافحة التبغ، فاليوم، يعيش 5 مليارات شخصٍ فى بلدان استحدثت تدابير فعالة لمكافحة التبغ، مثل حظر التدخين، ووضع تحذيرات صحية مصوّرة على الغلاف، أي بزيادة قدرها أربع مرات عن العِقد الماضي.
ويُشير أحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عن وباء التبغ العالمي إلى وجود قصور فى العديد من البلدان في تنفيذ سياسات مكافحة التبغ التى من شأنها إنقاذ الأرواح، مثل مساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطيه.
ويوضح تقرير عام 2019 أن أكثر من نصف بلدان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط (14 بلداً من أصل 22 بلداً)، يطبق بالفعل سياسات لمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطى التبغ، فهناك ثلاثة بلدان (الكويت، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة) تطبق سياسات لدعم الإقلاع عن تعاطي التبغ تطبيقاً كاملاً على أعلى المستويات؛ و17 بلداً يغطى تكاليف خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ كلياً أو جزئياً في بعض المرافق الصحية أو أغلبها؛ وبلدان آخران يقدمان خدمات المساعدة للإقلاع عن تعاطي التبغ، ولكن دون تغطية التكاليف، ويتضح من ذلك ارتفاع مستوى الطلب العام على تلقى الدعم للإقلاع عن تعاطي منتجات التبغ.
ويحلل التقرير الصادر عن المنظمة الجهود الوطنية المبذولة لتنفيذ أكثر التدابير فعالية من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والتي ثبُت تأثيرها في الحد من الطلب على التبغ، فهذه التدخلات، مثل تدابير السياسات الــ6 قد أثبتت فعاليتها فى إنقاذ الأرواح، وتقليل التكاليف المتكبدة عن الإنفاق الذى يمكن تجنبه على الرعاية الصحية.
وأكدت المنظمة أنّه لابد من تعزيز خدمات الإقلاع عن تعاطي التبغ، حيث ينصب تركيز تقرير منظمة الصحة العالمية السابع عن وباء التبغ العالمي على التقدم الذي أحرزته البلدان في مساعدة متعاطي التبغ على الإقلاع عنه، وتُظهر البيانات الواردة من إقليم شرق المتوسط حالة الجمود التى أصابت التقدم المُحرز في هذا الشأن، حيث اقتصر تقديم المساعدات للإقلاع عن تعاطى التبغ على مستوى أفضل الممارسات على 3 بلدان فقط في الإقليم.
وأوضحت أنه بشكلٍ عام، حافظت 17 بلداً من أصل 22 بلداً من بلدان الإقليم على مستوى التنفيذ والإنجاز لديها، بينما أظهر بلدان اثنان تحسناً ملحوظاً في تنفيذ السياسات المعنية بمساعدة الناس على الإقلاع عن تعاطي التبغ، ولكن شهدت 3 بلدان أخرى انخفاضاً في تقديم خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: “نُقر ونُشيد بالإنجازات التي حققها الإقليم فى مجال مكافحة وباء التبغ، ولكن انخفاض مستوى التقدم المُحرَز فى بعض البلدان يبعث فعلياً على القلق.
وأضاف تمارس دوائر صناعة التبغ والجماعات التي تمثل واجهة لها ضغطاً على البلدان، مما يجعل من الصعوبة بمكان الحفاظ على الإنجازات السابقة التى حققتها تلك البلدان، كما توجد مشاكل أخرى تتعلق بغياب الوعى العام وعدم وجود حملات إعلامية، وتقدم حزمة السياسات الــ6 للحكومات أدوات عملية لتساعد الناس على الإقلاع عن تعاطى التبغ، لوضع حدٍ للأشخاص الذين يتوفون مبكراً بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين.
وقال الدكتور المنظرى: “تقديم المساعدة للناس على الإقلاع عن تعاطي التبغ قد ينقذهم من الموت مبكراً بسبب الأمراض المرتبطة بتعاطي التبغ”. وأضاف “وبالتالي، بات ضرورياً أن تقدم الحكومات خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطى التبغ لمساعدة الناس على الحفاظ على صحتهم والنجاح في الإقلاع عن تعاطي التبغ”، وتتضمن خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ توفير خطوط ساخنة وطنية، للمساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ، ووصول خدمات برنامج التكنولوجيا المحمولة للإقلاع عن التبغ، إلى عددٍ أكبر من الناس من خلال الهواتف المحمولة، وتولى القائمين على تقديم الرعاية الصحية الأولية إسداء المشورة فى هذا الشأن، وتغطية نفقات العلاج ببدائل النيكوتين.
ويُقدَّر في الوقت الحالي عدد المدخنين على مستوى العالم بحوالي 1.1 مليار شخصٍ، يعيش نحو 80 % منهم في البلدان المنخفضة، والمتوسطة الدخل، وقد تدل الاتجاهات فى مجال تعاطي التبغ على إحراز تقدم فى إقليم شرق المتوسط، إلا أن بيانات معدلات انتشار تعاطي التبغ في بعض البلدان مدعاة للقلق، ولقد انخفضت معدلات تعاطي التبغ في معظم البلدان، إلا أن معدلات النمو السكاني تعني ضمناً أن إجمالي عدد الأشخاص الذين يتعاطون التبغ لا يزال مرتفعاً. وتبعث معدلات انتشار تعاطى التبغ بين الشباب في الإقليم على القلق بصفة خاصة، لاسيما بين الفتيات، ويعتبر تدخين الشيشة أكثر صور تعاطى التبغ انتشاراً بين هذه الفئة.
ويرى الدكتور المنظري أنه “من الضروري أن تفكر جميع البلدان بجدية في تعزيز تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ والسياسات الست للحد من الطلب على التبغ، فلقد أثبتت نجاحها فى الكثير من البلدان حول العالم، وسيكون من شأنها مساعدة بلدان الإقليم على بلوغ الغاية التى التزمت بتحقيقها، ألا وهى الحد من انتشار تعاطي التبغ بنسبة 30 % بحلول عام 2025”.