إن دخول البطاقات المصرفية ما زال يعتبر حديث العهد في المنطقة العربية، بالرغم من الفرق الزمني بين البلدان في نضوج سوق البطاقات المصرفية. لكن، كما في كل العالم، فإن حالات اختراق بيانات عدد من المتاجر الكبرى في الولايات المتحدة دفعت الكثيرين للتساؤل حول الطريقة الأمثل للدفع مقابل مشترياتهم، وفيما إذا كان الدفع نقداً لا يزال مفضلاً على الرغم من يسر استخدام البطاقة البلاستيكية.
إن أحد أهم ميزات الدفع نقداً هي القدرة على الإنفاق بشكل أقل، لأنها تظهر لك بشكل واضح كيفية تناقص المال بين يديك واقترابه من الانتهاء. تظهر الدراسات أن العملاء ينفقون بمقدار أقل عندما يدفعون بأيديهم النقود الورقية والمعدنية الملموسة، حيث تعتبر القطع النقدية التمثيل الأقرب للمال الحقيقي. عندما تمتلك مالاً حقيقياً ملموساً بين يديك، ويمكنك أن تشعر بشكل محسوس كيف ينفذ في كل مرة تنفق فيها، فأنت غالباً ستتنبه لما تقوم بشرائه، وستتوخى الحذر حياله، أكثر مما لو توفرت لك فقط سهولة استخدام بطاقة. ولهذا ينصح بالتزام طريقة الدفع نقداً لمن يحتاجون أن يكبحوا جماح إنفاقهم، فلربما يسحب أحدهم 1,000 درهم من جهاز الصراف الآلي يوم الأحد، ويحاول توزيع هذا المبلغ على مدار الأسبوع، يتوقف تكرار الشراء اللاعقلاني للحاجيات ذات 20 دولار عن طريق البطاقة سريعاً وبشكل جيد، وحالما تنفق الـ 100 دولار تلك، تكون قد أنجزت المطلوب.
وبالطبع، هناك بعض السلبيات للتعامل النقدي، أهمها صعوبة أكثر في تسجيل النفقات ومتابعتها. فبالنسبة للزبائن الذين يتتبعون باهتمام إنفاقهم باستخدام تطبيقات تتعلق بالميزانية تقوم بإدخال أرصدة عمليات شراء دائنة أو مدينة بشكل آلي، قد تصبح النقود أقل ملاءمة لهم. فبعض الزبائن، وخاصة الأصغر سناً بينهم، يجرون جميع عملياتهم باستخدام بطاقة اقتراض وهم متصلون عبر شبكة الاتصال مرتين يومياً، بغية التحقق من أرصدة حساباتهم في الزمن الحقيقي. وإلا سيترتب عليك طلب الحصول على إيصالات ورقية وإدخال عمليات الشراء بشكل يدوي. في حال كنت ممن يفضلون استخدام النقد أو بطاقة الائتمان، فإن تطبيق Wally على المحمول يساعدك في إدخال فواتيرك بطريقة سهلة.
أما السيئة الثانية للدفع نقداً، فهي فقدان المال. بخلاف البطاقات الائتمانية، لا تمتلك النقود حماية مستهلك، فبمجرد أن تذهب أو تسرق أو تضيع، فقد فقدتها إلى الأبد. هناك دوماً مخاطرة حين تحمل نقوداً بأنك قد تفقدها. أما إن كنت تحمل بطاقات ائتمانية وأضعتها، فبإمكانك إبطال عملها خلال فترة قصيرة جداً من خلال الاتصال مع الشركة المصدرة للبطاقة. وبخلاف النقود، فإنه نادراً ما يتحمل المستهلك تكلفة بطاقة ائتمانية ضائعة أو القيام بعمليات شراء غير مرخصة باستخدام بطاقة ما. وتكون عرضة للمساءلة القانونية فقط ضمن المدة الزمنية التي كنت تمتلك فيها بطاقة مكشوفة أو معلوماتها مسروقة، ولم تقم بالإبلاغ عنها خلال هذه المدة. ويعتبر احتمال تعرض المستهلك للفقدان الفعلي الناجم عن اختراق في المعطيات ضئيلاً جداً.
وأخيراً، فإن بعض عمليات الشراء تتطلب بطاقة دفع إلكترونية. بالرغم من إمكانية استخدام النقود في أغلب الأوقات، فإنك لا تستطيع تجاهل الحاجة لاستخدام بطاقات مصرفية بالنسبة لعدد من التجار. فالبطاقة ضرورية لتثبيت مبلغ ضمانة معنية لدى الفنادق وشركات تأجير السيارات، وشركات الاتصالات. واليوم في حال زرت أغلب فروع شركة “دو” في الإمارات، ستجدهم يرفضون تقبل النقود، ويطلبون منك الدفع حصراً ببطاقة ائتمانية.