سيدتي

كلمة الدكتورة رولا دشتي الأمينة التنفيذية للإسكوا

في الندوة حول المرأة في رؤية المملكة العربية السعودية 2030

كلمة الدكتورة رولا دشتي
الأمينة التنفيذية للإسكوا
في الندوة حول المرأة في رؤية المملكة العربية السعودية 2030
بيت الأمم المتحدة، 14 تشرين الأول/أكتوبر 2019

معالي السيدة ريا الحسن، وزيرة الداخلية والبلديات في الجمهورية اللبنانية،
معالي السيدة فيوليت خير الله الصفدي، وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب في الجمهورية اللبنانية،
سعادة السيد وليد البخاري، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان،
معالي السيدة آمال يحيى المعلمي، عضوة مجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية،
أصحابَ المعالي والسعادة،
الحضورُ الكريم،

يسعِدُني أن أرحّبَ بِكُنَّ وبِكُم في بيتِكُم، بيتِ الأممِ المتحدة في بيروت.

نلتقي اليوم لِنتحدّثَ عن المرأةِ في رؤية المملكة العربية السعودية 2030. رؤيةٌ هي ثمَرَةُ تحوّلاتٍ عالمية، ووليدةُ سياقٍ إقليميٍّ لا تدّخرُ المملكةُ جُهْداً لترسيخِ مكانتِها فيه.

فالمنطقةُ العربيةُ كَكُلّ تتقدّمُ بثَباتٍ على مساراتٍ إنمائيةٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ مختلفة. إذ شرعت بعضُ البلدانِ العربيةِ في مواءمةِ استراتيجياتِها الوطنية مع خطةِ عام 2030، فأحرزَت تقدّماً نحو أهدافِ التنميةِ المستدامة، لا سيّما ما يتعلّقُ منها بالمساواةِ بين الجنسين في التعليم، والرعايةِ الصحيةِ، والحمايةِ الاجتماعية.

غيرَ أنّ التقدّمَ المُحرَزَ متفاوتٌ في منطقتِنا. فبلدانٌ عربيةٌ عدّةٌ لا تزال تشهدُ فجوةً واسعةً بين المرأةِ والرجلِ على صُعُدٍ منها المشاركةُ في السياسةِ، وصنعِ القرارِ، وسوقِ العملِ.

إنّ هذه الفجوةَ تهدّدُ آفاقَ التنميةِ المستدامةِ وهدفَ بناءِ مجتمعاتٍ واقتصاداتٍ قويةٍ لا تُهمِلُ أحداً. فمشاركةُ المرأةِ في صنعِ القرارِ وفي التنفيذِ ليست تَرَفاً، بل ضرورةٌ لتحقيقِ أهدافِ التنميةِ المستدامةِ جميعَها، وليس فقط الهدفَ الخامسَ المتعلّقَ بالمساواةِ بين الجنسين.

تلك حقيقةٌ تدعمُها الأرقام. فالتوقّعاتُ تشيرُ إلى أنّ مشاركةَ المرأةِ بكاملِ طاقاتِها وإمكانياتِها قد تزيدُ الناتجَ المحليَ الإجماليَ العالمي، بحلولِ عام 2025، بنسبةٍ قد تصلُ إلى 26 في المئة، أي بـ 28 تريليون دولار. نعم، 28 ترليون دولار.

تلك الحقيقةُ تُدرِكُها المملكة، وقد شرَعَت في ترجمتِها إلى إصلاحاتٍ هيكلية، وتشريعية، واجتماعية، وثقافية، ومؤسّسية. إصلاحاتٌ تتماشى مع روحِ خطةِ عام 2030، ومع رؤيةٍ للمملكةِ تعكُسُ، رغمَ التحديات، تطلّعاتٍ جريئةً. فهذه الرؤيةُ تكرِّسُ المرأةَ دعامةً أساسيةً للمجتمعِ والاقتصاد، وتُمكِّنُها من خلالِ خطواتٍ ليس أكثرَها طموحاً رفعُ نسبةِ مشاركتِها في سوقِ العملِ إلى حوالي 30 في المئة.

الحضورُ الكريم،

أتطلّع إلى العرضِ الذي ستقدّمُه السيدة آمال يحيى المعلمي حول رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وحول آثارِها على تطوّرِ دورِ المرأة السعوديةِ في التحوّلِ الاقتصاديِ والاجتماعيِ، بالمساواةِ مع الرجل.

وأؤكد لكم عزمَ الإسكوا على مؤازرةِ المملكةِ في جهودِها، من خلالِ الخدماتِ الاستشاريةِ، والتعاونِ الفني، وتوفيرِ البياناتِ والإحصاءاتِ والمؤشراتِ، لرصدِ التقدّم المحرَزِ باتجاه أهدافِ رؤية عام 2030 وأهدافِ التنميةِ المستدامة.

وختاماً، أشكرُ لكم حضورَكم، وأتمنّى للجميعِ يوماً مثمِراً يسهم في النهوضِ بالمرأةِ في المملكةِ العربيةِ السعودية، وفي منطقتِنا العربيةِ بأسرِها.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى