الرئيس عون أمام مجموعة من الضباط المتقاعدين: متفائل بامكان الخروج من الازمة بحيث تتشكل الحكومة الجديدة في الايام القليلة المقبلة
اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن تفاؤله بإمكان الخروج من الازمة الراهنة، “لأننا نبذل كل جهودنا لتذليل الصعوبات، لكننا نحتاج على الدوام لتضامن المجتمع”، آملاً ان تتشكل الحكومة الجديدة في الايام القليلة المقبلة، وان تحمل السنة الجديدة تحسنا في الاوضاع وان بشكل تدريجي.
ولفت الرئيس عون الى ان “ما نفعله اليوم، هو محاولة لجمع الشمل السياسي لتأليف حكومة فعالة تخاطب المجتمع الدولي الذي يريد مساعدتنا، بعدما عانينا من تأثيرات الحروب الدولية في منطقتنا، وعلى رأسها النزوح السوري الكثيف الى لبنان”.
واعتبر أن الفوضى التي حكمت البلاد في العقود الثلاثة الاخيرة انتجت الانفجار الذي يحصل اليوم، بسبب عدم قدرة الناس على تحمل المزيد.
وقال الرئيس عون :” اذا بقيت الازمة على حالها والمواطنون على احتجاجهم دون فسحة من الهدوء، فستتفاقم الأزمة عما هي عليه اليوم، لأن النزول الدائم الى الشارع واقفال الطرقات يعطل ما تبقى من انتاج لدينا”.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا مجموعة من الضباط المتقاعدين، اتوا لتهنئته بالاعياد والاطلاع منه على الاوضاع الراهنة.
في مستهل اللقاء تحدث العميد عبد الله الخوري باسم المجموعة فقال :”هذه المجموعة التي اتينا بها اليكم في الماضي، اليوم كبرت واصبحت تضم ضباطاً من كافة المناطق اللبنانية.
نتقدم اليوم من فخامتكم بأصدق العواطف بمناسبة الميلاد المجيد والسنة الجديدة اعاده الله عليكم وعلى لبنان ببشائر الحلول لمشاكل ومعضلات هذا الوطن المزمنة والتي تفاقمت بتسارع غير مسبوق في العقود الثلاثة المنصرمة.
لدينا ملء الثقة بأنكم تحيطون بكل الافات التي اصابت الوطن وثقتنا اكبر بكم، لما لمسه الشعب من خلال مسيرة نضالكم، بان لديكم كل التصميم على معالجة هذه الافات.
ان حلم كل مواطن شريف ان يبزغ فجر الاصلاحات بأسرع وقت ممكن مع تشكيل الحكومة العتيدة التي تعطي الثقة للناس ببدء الاجراءات الاصلاحية فورا.
نحن نشعر بأن لدينا في هذا البلد فائضا من الحرية ونقصا بحس المسؤولية، ولكن ثقتنا كبيرة، بان لديكم كل الامكانيات للحد من تأثير ذلك على عملية الانقاذ الصعبة، خاصة بعد ان وصلت الحالة الى هذا الدرك بان يتعرض الجيش للرشق بالحجارة من اهله.
بدا الناس، كل الناس، يستشعرون الاتي من الايام بخوف وهلع شديدين لما وصلت اليه الحالة المعيشية الكارثية التي لم نقترب منها منذ اكثر من مئة عام.
نكرر ان احدا منا ليس لديه رغبة بمنصب او وظيفة، انما كل واحد منا جاهز لان يسدي اي خدمة للوطن في هذا الظرف العصيب، ومن دون مقابل، اذا رأيتم انكم بحاجة لكفاءات من بيننا.
كل الشعوب يا سيدي تحلم ونحن ايضا لدينا حلم عظيم بان تنكسر كل قيود الفساد بكافة اشكاله، وعلى يدكم وخلال عهدكم لكي تكتمل جهودكم بنتائج تعود بالخير على الاجيال الاتية كونكم تمثلون ايقونة الانقاذ التي ترسخت في نفوس الناس منذ زمن طويل.”