كلمة السفيرة إيمان غصين بحفل بصمة قائدة
كلمة السفيرة إيمان غصين بحفل بصمة قائدة
أردناه مجلسًا إنمائيًا عربيًا جامعًا، تتلاقى فيه الإرادات الطيبة، اللبنانية منها والعربية، من أجل توحيد جهود المرأة العربية وتقدير تضحياتها وإنجازاتها رغم كل الصعاب والمعوقات. أردناه منبرًا مستقلًا لا يعترف بالطائفية البغيضة ولا ينجرّ خلف أهداف سياسية وحزبية ضيقة. فكانت الانطلاقة عام ٢٠١٧، كمنظمة غير حكومية، تحت مسمّى “المجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال”، مقرّه “ستّ الدنيا” بيروت، وامتداده عربيٌّ، من المشرق إلى الخليج، وصولًا إلى المغرب العربي.
آمنّا، رئيسة وأعضاء، أن تمكين المرأة العربية اقتصاديًا واجتماعيًا، يُعدّ ركيزةً أساسيةً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأنّ تعزيز قدراتها وإمكانياتها في شتّى مجالات ريادة الأعمال وصناعة القرار، يشكّل مدخلًا رئيسيًا لإرساء مبدأ العدالة والمساواة، ومناصرة قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها المكتسبة، وما أكثرها في عالمنا العربي.
كما أننا نحرص أشدّ الحرص على تحفيز المرأة العربية ومساندتها في شتّى القطاعات، وبالتالي تعزيز مكانتها ورياديّتها في وطننا العربي، باعتبارها شريكًا أساسيّا في عملية الرقي والتطور، ولما لها من دور فاعل وبارز في بناء الأسرة والمجتمع، حيث أنها تفوّقت في الكثير من الميادين. وهنا لا بدّ من التنويه بالإنجاز الذي حقّقه لبنان مؤخرًا، مع تبوّأ أربع سيدات حقائب وزارية قيادية، ولعلّ أبرزها حقيبة وزارة الداخلية والبلديات، والتي كان لبنان سبّاقًا ورياديًا في منحها إلى المرأة.
باختصار، لم تكن انطلاقة “المجلس الإنمائي العربي للمرأة والأعمال”، مجرّد انطلاقة عادية. فقد تمكّن المجلس، وفي غضون عامين، من أن يوقّع عددًا كبيرًا من الاتفاقيات والشراكات مع أبرز الغرف التجارية والصناعية العربية، ومع أهم الشركات والمؤسّسات العربية والعالمية. كما ونجح في تنظيم مؤتمرين دوليّين في ربوع العاصمة بيروت، ونحن بصدد عقد مؤتمرنا الدولي الثالث تحت عنوان “السلطة الرابعة في عصر الثورة الرقمية: تحديات وتطورات”.
أما ونحن في حضرة جائزة “بصمة قائدة”، هذه المبادرة الأولى من نوعها في عالمنا العربي، والتي سوف تتكرّس مبادرةً سنويةً لتكريم إنجازات المرأة العربية، فلا يسعني سوى الإشادة بهذه النخبة المتميّزة الحاضرة معنا، احتفاءً باليوم العالمي للمرأة، من رسميّين وديبلوماسيّين ورائدات أعمال وصحافيين وإعلاميين وشخصيات رفيعة المستوى، وبالتالي الانحناء أمام تضحيات كلّ مكرّمة استحقت لقب “بصمة قائدة” ٢٠١٩.
وأنتهز المناسبة لأعلن أمامكم، إطلاق منتدى “بصمة قائدة” للسيدات اللبنانيات العربيات، الذي سيضع نُصب أعينه دعم كل سيدة أو شابة من اللواتي يطمحن إلى دخول عالم ريادة الأعمال. كما سيبادر هذا المنتدى إلى إقامة ورش عملٍ تأهيلية وتدريبية، وإلى فتح أفق التعاون بين لبنان وسائر الدول العربية.
كما وأتوجه بالشكر إلى فريق عمل المجلس وأعضائه في لبنان والوطن العربي، وإلى كلّ من ساهم في إنجاح هذا الاحتفال، وكذلك إلى كل المواقع التي واكبت التغطية الإعلامية من لبنان ومصر والإمارات والأردن وسائر الدول العربية. ولا بدّ من توجيه الشكر أيضًا إلى شريك حياتي الذي لم يتوانَ يومًا عن دعمي والوقوف بجانبي ومساندتي في المراحل كافة.
واسمحوا لي هنا، أن أهدي هذه المبادرة إلى كلّ امرأة كافحتْ وناضلتْ من أجل شعبها ومجتمعها، ولكل أمّ أنجبت الصالحين والصالحات، فساهمت في بناء وطنٍ، لا سيّما ونحن على مشارف عيد الأم وما يحمله من معانٍ سامية.
ختامًا، نعوّل على أمثالكم وأمثالكنّ، وعلى ما تحمله المرأة العربية من قيم المحبة والتآلف والتسامح، وما تتحلّى به من قوة العزيمة وثقافة الحوار والسلام، كي نواصل مسيرتنا الرامية إلى دعم المرأة اللبنانية والعربية، أينما كانت، إيمانًا منّا بأنّ مجرّد نجاح امرأة وتألّقها، هو خشبة خلاصٍ لكل نساء وطننا العربي.
عشتم….. عاشت المرأة اللبنانية والعربية
عاش لبنان ووطننا العربي