استئجار الأرحام…
استئجار الأرحام: شركات تساعد موظفيها وتتكفل بالنفقات
منذ عدة سنوات بدأ ويليام بريستون وزوجه المثليان في التفكير جديا في تكوين أسرة بعد أن تجاوزا الثلاثين من العمر، لكن تكاليف التبني واستئجار الرحم الباهظة حالت دون تحقيق مرادهما.
لكن بريستون غمرته السعادة حين أعلنت شركة “سامسرا” التي يعمل لحسابها في نهاية العام الماضي أنها ستمنح لكل موظف اعتبارا من عام 2019 ما يصل إلى 15 ألف دولار سنويا لتغطية نفقات علاج العقم والتلقيح الاصطناعي.
ويقول بريستون، المدير التنفيذي للمبيعات، إن أحد الأسباب التي شجعته على الانضمام لشركة “سامسرا”، المتخصصة في ربط الأجهزة والأدوات بالإنترنت في سان فرانسيسكو، هو المزايا السخية التي تمنحها للموظفين، مثل توفير وجبة الغداء مجانا، وبدلات الانتقال عبر شركات “أوبر” و”ليفت”، لكن تغطية تكاليف علاج العقم والتلقيح الاصطناعي، من تجميد البويضات والأجنة والتبني وتحليل السائل المنوي، كانت أفضل من جميع المزايا الأخرى.
وسيقتطع الزوجان أيضا مبلغا كبيرا من دخلهما الشهري لسداد سائر النفقات، إذ قد تصل تكاليف تأجير الرحم إلى مليون دولار في الولايات المتحدة.
وتتضمن عملية استئجار الرحم دفع مبلغا لأم بديلة ليستقر الطفل في رحمها حتى موعد الولادة، وقد تأتي البويضة من الأم البديلة أو من أمه البيولوجية أو من متبرعة. وقد تأتي النطفة من أبيه البيولوجي أو من متبرع بالنطفة. وتلقح البويضة أحيانا في أنابيب معملية وتزرع في رحم الأم البديلة، بحيث يحمل الطفل المولود عبر هذه العملية الصفات الوراثية لأحد الأبوين أو أكثر
ولم تقتصر سياسة شركة “سمسرا” على الدعم المالي للراغبين في الإنجاب، بل تدعمهم أيضا بالمعلومات، التي ساعدت بريستون وزوجه في اتخاذ الخطوات الصحيحة.
وبعد اختيار مانحة البويضة والعيادة الموثوقة، ينتظر الزوجان استلام البويضة بنهاية الشهر الحالي. وعرضت عليهما صديقة قديمة أن تحمل طفلهما، نظير تعويض مالي. ويقول بريستون إنهما قد اختارا عملية استئجار الرحم لأنهما كانا يرغبان بشدة في أن يحمل طفلهما حمضهما النووي، وإن كانا لا يمانعان تبني طفل أيضا.
وتتيح شركة “سامسرا” برنامج تغطية نفقات علاج العقم لجميع الموظفين، حتى المعينين حديثا، دون اشتراط البقاء في الشركة لمدة محددة. لكن بريستون يقول إن هذا البرنامج يجعلك تشعر بأنك ملزم بتحسين أدائك والنجاح في منصبك حتى تستفيد من مزاياه العام المقبل.
تضارب الآراء حول تأجير الأرحام
يقول بريستون إن اهتمام الشركات بتقديم هذه المزايا التي تدل على تقبلها للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا ودعمهم في تكوين أسرة، تجعلهم يشعرون بأنهم جزء مهم من المؤسسة.
لكن دراسة أجراها موقع “فيرتيليتي أي كيو” خلصت إلى أن 250 شركة أمريكية فقط بين الشركات الأمريكية تتحمل نفقات علاج العقم والتلقيح الاصطناعي. وأشار استطلاع للرأي أجرته المؤسسة الدولية لخطط مزايا الموظفين إلى أن 80 في المئة من المؤسسات الأمريكية تمنح الموظفين إجازات مدفوعة الأجر في حالة التبني، لكن 56 في المئة فقط تمنحها للآباء والأمهات في حالة استئجار الأرحام.
ولا تزال مسألة استئجار الأرحام محل جدل. إذ كانت الهند سابقا مقصدا للراغبين في استئجار الأرحام، والآن حلت محلها الولايات المتحدة، نظرا لمزايا منح الجنسية الأمريكية لحديثي الولادة.
وأصبحت أوكرانيا واحدة من مراكز استئجار الأرحام بسبب قوانينها الفضفاضة، وأثيرت انتقادات عديدة، بسبب استغلال الشركات للأمهات البديلات.
وقد عارض كثيرون مسألة التربح من تأجير الأرحام بسبب التعامل مع جسد المرأة على أنه سلعة أو مفرخة بشرية للأطفال. ويتساءل مناصرو المرأة وعلماء أخلاقيات البيولوجيا ما إذا كان تأجير الأرحام يساعد بالفعل في تمكين المرأة لاتخاذ قرارات بشأن أجسادهن أم يحط من شأن النساء الفقيرات ويحيلهن إلى أرحام للإيجار.
ويخشى البعض من أن يكون الغرض من مساهمة الشركات في نفقات علاج العقم والتلقيح الاصطناعي هو حث الموظفين على الالتزام بالعمل لسنوات أطول وتأجيل حلم الأبوة والأمومة.
إلا أن ردود فعل الموظفين، التي كشفت عنها مواقع التوظيف، حيال الدعم المالي الذي تقدمه الشركات لتغطية نفقات تأجير الأرحام، كانت أكثرها إيجابية. إذ أبدت الموظفات تحديدا رغبة في الانضمام إلى الشركات التي تغطي تكاليف علاج العقم. وتمثل تقنيات المساعدة في الإنجاب، أهمية كبيرة للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا، الذين يخططون لتكوين أسرة.
ويرى بريستون أن هذا النوع من المزايا بمثابة حافز كبير للانضمام للشركة والتمسك بها.