فيتامين د وعلاج كورونا…
أثار فيتامين “د” الضجة عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي باعتباره علاج فيروس كورونا المستجد، تماماً مثل عقار “هيدروكسي كلوروكين” الذي دافع عنه الرئيس الأمريكي دونالد راسة: عقار هيدروكسي كلوروكين لعلاج فيروس كورونا قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
بعد اعلان ترامب أنه يتناول عقار هيدروكسي كلوروكوين للوقاية من كورونا.. كيف كان رد فعل أثار فيتامين “د” الضجة عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي باعتباره علاج فيروس كورونا المستجد، تماماً مثل عقار “هيدروكسي كلوروكين” الذي دافع عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويدفع ذلك بعض الأشخاص إلى التساؤل عن الضرر الذي قد يُحدثه تناول مكملات فيتامين “د”.
وفي الحقيقة، قد يضرك ذلك بشكل كبير، ومن ناحية “هيدروكسي كلوروكين”، أوقفت منظمة الصحة العامة تجارب استخدام هذا العقار لعلاج الفيروس، وذلك بعد أن وجدت أن المصابين بأعراض شديدة والذين عولجوا باستخدامه كانوا أكثر عرضة للوفاة.
وعندما يأتي الأمر إلى فيتامين “د”، يمكن أن يؤدي تناول الكثير منه إلى تراكم الكالسيوم في الدم، ما يسبب الارتباك في ضربات القلب، إضافة إلى آلام في العظام، وضرر في الكلى، والإصابة بحصوات كلى مؤلمة.
وتُعد الجرعة اليومية الموصى بها لفيتامين “د” للأشخاص فوق سن الرابعة 600 وحدة دولية في اليوم في الولايات المتحدة، وهي تصل إلى 800 وحدة دولية في اليوم للأشخاص فوق عمر السبعين عاماً.
وفي المملكة المتحدة، تصل الجرعة اليومية الموصى بها إلى 400 وحدة دولية في اليوم.
ومع ذلك، وجدت عمليات البحث الأخيرة على “غوغل” أن الأشخاص يتساءلون عن تناول جرعات أعلى بكثير تصل إلى 60 ألف وحدة دولية في الأسبوع.
كيف أثار فيتامين “د” ضجة عبر الإنترنت؟
وبدأت الضجة عندما بدأ باحثون من الولايات مقارنة مستويات فيتامين “د” في مختلف البلدان بمعدلات الوفاة الناجمة عن فيروس كورونا فيها، ووجد الباحثون رابطاً لذلك، وهو: البلدان التي أبلغت عن مستويات أقل من فيتامين “د” وحصلت على معدلات وفاة أكبر بسبب “كوفيد-19”.
ولكن هل كان هذا الرابط نتيجة نقص فيتامين “د” أو عوامل أخرى أثناء الجائحة؟
وفي النهاية، فإن جميع الأشخاص الأكثر عرضة لنقص فيتامين “د” حول العالم، أي أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو الكبار في السن، أو أصحاب البشرة الداكنة، هم أيضاً الأشخاص الأكثر عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا.
ويُصعّب تمتع الشخص ببشرة داكنة من عملية امتصاص كمية كافية من أشعة الشمس لتكوين فيتامين “د”، وتصبح أجسادنا أقل كفاءة في إنتاجه مع تقدم السن، ولذلك، فإن العديد من كبار السن يعانون من نقص فيتامين “د”.
ويرتبط نقص فيتامين “د” ارتباطاً وثيقاً بأمراض مزمنة شائعة مثل الأمراض القلبية والوعائية، والسكري.
وأثر فيروس كورونا بشكل غير منصف على تلك المجموعات ذاتها، وكان الأشخاص الملونين من المجموعات المحرومة اجتماعياً، والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية (أكثرهم من كبار السن) أكثر تضرراً.
فوائد فيتامين “د”
وتتمثل الوظيفة الرئيسية لفيتامين “د” في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم، والفوسفات، وبالتالي، الحفاظ على صحة العضلات، والأسنان، وقوة العظام وجعلها أقل عرضة للكسر.
ويمكن أن يؤدي النقص الحاد لهذا الفيتامين إلى عظام هشة خلال فترة الطفولة، وتُدعى هذه الحالة بـ”الكساح”، وهي تظهر في الغالب عند الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في البلدان النامية.
وتُعد هذه الحالة نادرة في البلدان المتقدمة، إذ يتم تزويد الأطعمة فيها، مثل الحليب، والخبز، وعصير البرتقال، واللبن، بفيتامين “د” من قبل الشركات المُصنّعة لها.
ويساهم الفيتامين أيضاً بقدرة جهاز المناعة على محاربة البكتيريا والفيروسات الغازية.
وأظهرت الدراسات أن مكملات فيتامين “د” تقلّل من خطر حالات عدوى فيروسات الجهاز التنفسي.
ولكن لا تتضمن تلك الحالات عدوى “كوفيد-19″، ولا توجد فائدة معروفة لتناول جرعات أعلى من الكمية الموصى بها من فيتامين “د”.