الاتصال والتواصل مع الأطفال من فئة التوحد
الاتصال والتواصل مع الأطفال من فئة التوحد
المصدر : مصادر متعددة
ترجمة : وحدة الترجمة بالجمعية السعودية الخيرية للتوحد.
هناك أنماط معينة من أساليب الاتصال تبدو فعالة مع الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التوحد منها ما يلي :
” عندما تتحدث إلى الطفل اجعله ينتبه إليك تماماً. نادِ الطفل باسمه حتى يعرف أنك تتكلم معه وحاول تقليل التشويش المحيط مثل صوت الراديو أو التلفاز عندما تتحدث مع الطفل حتى يستطيع التركيز معك.
” تحدث إلى الطفل بلغة مبسطة مستخدماً الكلمات الضرورية فقط. مثلاً بدلاً من قول “هلاّ تفضلتم بالقدوم والجلوس على الكرسي” قل له : سعد اجلس.
” لا تعده بوعود قد لا تستطيع الوفاء بها.
” الأطفال التوحديين استيعابهم ضعيف بالنسبة إلى اللغة ولذلك فقد يصابون بالتشويش وربما الحزن إذا استخدمت ألفاظ سخرية وتهكم معهم. يجب الابتعاد دائماً عن عبارات مثل: “أنا أمزح” – ساعدني …الخ.
” استخدم مصطلحات/ألفاظ محددة عند الكلام عن الوقت. مثال ذلك بدلاً من قول “سنذهب للدكان فيما بعد” قل “سوف نذهب للدكان الساعة الثالثة بعد الظهر” وأما إذا كان الطفل لا يعرف الوقت فقل له “سنذهب إلى الدكان بعد الغداء”.
” كن إيجابيا ولا تحدث طفلك عما يجب ألا يفعله فقط وبدلاً من ذلك أخبره عما يجب أن يفعله ومثال ذلك بدل أن تقول له “لا ترم ألعابك وتبعثرها على أرضية الغرفة” قل له ” ضع ألعابك في الصندوق”.
” امنح الطفل التوحدي المزيد من الوقت لاستيعاب (المعلومات السمعية) حتى يمكنه الإجابة – حيث أن بعضهم بطيء في عملية الاستيعاب والفهم ويحتاج إلى مزيدٍ من الوقت.
” استخدم وسائل بصرية حيث أن بعض المصابين بالتوحد لهم مهارات بصرية قوية وقد يفهمون المعلومات التي تعرض لهم بوسيلة بصرية بصورة أفضل من تلك التي تعرض لهم سماعياً (شفهياً) وهناك خيارات كثيرة في هذا المجال مثل استخدام الصور الفوتغرافية أو الرموز أو البطاقات.
محاولة لفهم الطفل التوحدي:
عندما تحاول أن تفهم الأطفال من هذه الفئة يجب أن تتذكر المجالات الرئيسية الثلاثة التي يواجهون فيها المصاعب وهي : الاتصال والتفاعل الاجتماعي والخيال الاجتماعي وهناك أيضاً عامل آخر هام وهو أنهم يفتقدون المقدرة على الاستنتاج العقلي وهو ما يسمى بنظرية العقل.
نظرية العقل :
هي المقدرة على استنتاج وتقدير الحالات العقلية مثل الاعتقاد، والرغبات، والنوايا والانفعالات حيث أن نظرية العقل تشير إلى أن فئة التوحد تواجهها صعوبات في المقدرة على هذا الاستنتاج. ومثال ذلك فإنهم يجدون صعوبة في تصور أو تخيل الإحساس والشعور لدى الآخرين أو ما قد يدور بذهن الآخرين من تفكير وهذا بدوره يقود إلى ضعف مهارات التقمص العاطفي وصعوبة التكهن بما قد يفعله الآخرون فالأطفال التوحديين قد يعتقدون بأنك تعرف تماماً ما يعرفونه هم ويفكرون فيه.
أمثلة لبعض الأطفال من فئة التوحد الذين يفتقدون نظرية العقل:
” زهرة تحس بعطش شديد وفي عقلها أنك تعرف أنها (عطشانة جداً) ولكنك تسير في أمورك المعتادة ولا تهتم بعطشها. زهرة تعتقد أنه لا داعي لأن تسأل كوب ماء لتشرب! حيث تعتقد أن أمها تعرف جفاف حلقها فعلاً ورغم ذلك لم تمد لها أي مساعدة! ويدور بعقل زهرة سؤال: لماذا مجرد قول كلمة أريد أن أشرب يجعل الأمور مختلفة؟
” كان سعد يلعب مع سعيد بالكرة في ملعبه عندما جاءت طفلة أخرى وركلت الكرة بعيداً عنهما. سعد ضرب البنت على رأسها ولكن الطفلة ردت عليه ولكمته في ظهره. المشرف على الملعب تدخل وسال سعد: ماذا فعلت؟ فأجابه سعد بأنه ضرب البنت. سأله المشرف هل عرفت شعور الطفلة عندما ضربتها؟ فأجاب بأنه لم يعرف ذلك. ثم سأله ماذا حدث لك أنت؟ فأجاب سعد بأنه قد تعرض إلى لكمة وأن ذلك أوجعه وأزعجه. سأله المشرف مرة أخرى وكيف كان شعور الطفلة التي ضربتها إذن؟ ولكن سعد لا زال غير مدرك لذلك.